- زاد إيران - المحرر
- 6 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
نشر موقع “فرارو” الإخباري الإيراني الإصلاحي، الاثنين 28 أبريل/نيسان 2025، تقريرا استعرض فيه تحليل الأكاديمي والخبير الإيراني في الشؤون الخارجية، محسن جليلوند، لمسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
أوضح محسن جليلوند، في حديثه مع موقع “فرارو”، أن هناك “احتمالا جديا بأن الطرف الأمريكي قد طرح مطالب يصعب تنفيذها على الجانب الإيراني، وهو الأمر الذي دفع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الإدلاء بتصريحاته الأخيرة”.
وأشار جليلوند إلى أن “وجود خبراء في المجالات النووية والاقتصادية بات أمرا حاسما في هذه المرحلة من المفاوضات، إذ ربما لا تتعدى نسبة القضايا السياسية في هذه المفاوضات 10 إلى 20 بالمئة، بينما الغالبية العظمى تستند إلى موضوعات فنية وتخصصية”.
وأضاف أن “تحقيق اتفاق متوازن يتطلب وجود خبراء متخصصين في الشأنين النووي والاقتصادي، خاصة أن لا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يُعد خبيرا نوويا، ولا كذلك المبعوث الخاص للولايات المتحدة ستيف ویتكوف يعتبر خبيرا في القضايا النووية”.
أجواء المفاوضات: جدية وحساسية متزايدة
ذكر الموقع: “لقد اختتمت الجولة الثالثة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في ظل تصريحات لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي قال: لقد تبادلنا عدة مراتٍ وجهات النظر بشكل مكتوب، وكانت أجواء المفاوضات بشكل عام جدية وعملية. ومع ذلك، هناك خلافات قائمة سواء في القضايا الكبرى أو في التفاصيل الجزئية”.
وأكد عباس عراقجي، بحسب ما نقله الموقع، أنه “من المقرر حتى موعد الجلسة المقبلة، أن يتم بحث سبل تقليص هذه الخلافات في عواصم البلدان المعنية”. وقد اعتبر جلیلوند أن هذه التصريحات وإن لم تكن مفاجئة، فإنها “تعكس أن المفاوضات دخلت مرحلة بالغة التعقيد من الناحية الفنية، مما يستدعي تعامل الطرفين مع استمرار المحادثات بحساسية شديدة للغاية”.
ضرورة التركيز على الجوانب التخصصية
ذكر محسن جلیلوند تحليله، مشددا على أن “الحديث عن وجود خلافات في القضايا الكبرى والجزئية أمر طبيعي تماما في سياق العمل السياسي. فلو لم تكن هناك خلافات جوهرية، لما كان هناك داع لعقد جلسات تفاوض من الأصل”.
كما أضاف جلیلوند أن “طبيعة المفاوضات، خصوصا مع طرف مثل الولايات المتحدة، تفرض أن يكون لدينا استعدادا دائما للتعامل مع مفاجآت محتملة. فالطرف الأمريكي معروف بأنه قد يتراجع فجأة عن أي التزامات، كما حدث في انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، مما يجعل الحذر والتخطيط الدقيق ضرورة مُلحة”.
10 إلى 20 بالمئة من المفاوضات سياسية والباقي فني
أوضح محسن جليلوند في حديثه لموقع “فرارو” قائلا: “فلسفة التفاوض مع الولايات المتحدة تشبه لعبة الشطرنج مع كائن غامض وغير قابل للتوقع. هذا الكائن قد يستمر في التفاوض معنا لفترة معينة، لكنه قد ينقلب على كل شيء في أي لحظة.
على سبيل المثال، لدينا تجربة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، حيث انسحب ترامب بسهولة من الاتفاق وخرق قواعد الدبلوماسية؛ وبالتالي، لا يمكننا خلال لعب الشطرنج مع مثل هذا الكائن أن نتوقع منطقا يمكن التنبؤ به”.
وأكد جلیلوند أن “كل هذه الأمور تُعد من بديهيات العمل السياسي، ولذلك فإن التصريحات الأخيرة لعراقچي حول تعقيد المفاوضات وضرورة حل الخلافات الكبرى والجزئية، ليست بالأمر المفاجئ. فلو لم تكن هناك خلافات، لما جلسنا أصلا إلى طاولة المفاوضات”.
وأضاف أن عراقچي، نظرا إلى الاعتبارات السياسية العديدة التي يضعها في الحسبان، لا يستطيع التحدث بصراحة كاملة، ولهذا استخدم تعبير الخلافات في الموضوعات الكلية والجزئية.

أهمية وجود الخبراء في هذه المرحلة الحرجة
تابع جلیلوند موضحا: “هناك احتمال جاد بأن يكون الطرف الأمريكي قد طرح مطالب يصعب تنفيذها على الجانب الإيراني، وهو ما يفسر بدوره التصريحات الأخيرة لعباس عراقچي”.
وأردف قائلا: “وجود خبراء في المجالات النووية والاقتصادية في هذه المرحلة من المفاوضات أمر بالغ الأهمية. ربما تشكل القضايا السياسية ما نسبته 10 إلى 20 بالمئة فقط من مجمل المفاوضات، بينما تعتمد النسبة الكبرى على مباحثات فنية وخبرات متخصصة”.
وأشار جليلوند إلى أن “التوصل إلى اتفاق متوازن، يتطلب بالضرورة مشاركة خبراء نوويين واقتصاديين، خصوصا أن عراقجي لا يدّعي الخبرة النووية، كما أن ویتكوف من الجانب المقابل لا يعتبر خبيرا في هذا المجال. لذا، عند مناقشة قضايا حساسة كموضوع نسبة تخصيب اليورانيوم ومستويات المخزون الإيراني، يجب أن يتولى المختصون إدارة تلك الملفات”.
وأردف قائلا: “مشاركة الخبراء في المفاوضات مؤشر إيجابي ومن الأعراف السائدة في سير المفاوضات. نعلم أن العقوبات الدولية والأوروبية المفروضة على إيران لا تزال قائمة. كما أن أوروبا إلى حد كبير تُعد تابعة للولايات المتحدة في مواقفها. صحيح أن هناك توترات وخلافات بين أوروبا والولايات المتحدة، لكنها لا تؤثر على الملف النووي الإيراني”.
وأضاف جلیلوند موضحا: “إذا استطاعت الولايات المتحدة التوصل إلى مرحلة مقبولة في المفاوضات مع إيران، فإن أوروبا بدورها ستسير نحو تخفيف التوتر مع إيران بوتيرة أسرع. ومع ذلك، لا يمكننا أن نغلق نوافذ الدبلوماسية، ونتوقع من الآخرين أن يتحركوا تلقائيا. بل يجب علينا، بعد الوصول إلى مرحلة مقبولة مع الولايات المتحدة، أن نحدد بشكل واضحٍ موقفنا من العلاقات مع أوروبا”.
وأشار جليلوند إلى أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال السنة الأولى من ولايته، قام بتمديد إعفاءات العقوبات المفروضة على إيران لمدة 15 شهرا، لكنه بعد ذلك اتجه إلى التصعيد والمطالبة بالتفاوض، وهو ما لم يتحقق”.
الظروف الحالية تختلف عن مرحلة ترامب الأولى
في سياق متصل، أكد محسن جلیلوند قائلا: “الوضع الحالي يختلف عن تلك الأيام، فالعقوبات الأممية التي كانت مفروضة بموجب القرار 2231 تم تعليقها مؤقتا، إلا أن العقوبات الأمريكية لا تزال سارية. والسبب وراء تركيزنا الحالي على الولايات المتحدة، هو أنه إذا تمكنا من الوصول إلى نقطة آمنة ومقبولة معها، فإن بقية القضايا مثل آلية الزناد والقضايا النووية ستأخذ مسارا مختلفا”.
وتابع موضحا: “الخلافات بين أوروبا والولايات المتحدة لا علاقة لها بمشاكلنا المباشرة. وحتى لو عدنا إلى تصريحات عراقجي حول الخلافات الكبرى والجزئية، سنجد أن ما يعتبره فريقنا تفصيلا بسيطا قد يُنظر إليه من الطرف المقابل باعتباره قضية كبرى، والعكس صحيح”.
واختتم جلیلوند حديثه للموقع مؤكدا أن “الخلافات حول هذه القضايا أمر طبيعي للغاية في عالم السياسة، ولا ينبغي أن نفرط في تفسير تصريحات عراقجي. إنما الأهم الآن هو الإسراع في التوصل إلى اتفاق، خاصةًأن كل جولة مفاوضات تبدو أكثر تعقيدا وحساسية من سابقتها”.