- زاد إيران - المحرر
- 4 Views
كتبت: يسرا شمندي
تتجه إيران بخطى ثابتة نحو تعزيز صادراتها الكهربائية إلى الدول العربية، مستغلة موقعها الجغرافي الفريد وارتباطها بشبكات الطاقة المجاورة، ويُعزز هذا المسعى رؤية الحكومة في تحويل إيران إلى مركز إقليمي للطاقة، مما يفتح آفاقا جديدة لتبادل الكهرباء مع روسيا والدول العربية، مع تأكيد وزير الطاقة الإيراني أهمية هذا الربط.
تُعد صادرات الطاقة أمرا حيويا لتحويل إيران إلى مركز إقليمي للطاقة، مما يستلزم التركيز على زيادة القدرة التصديرية وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتؤكد خطة التنمية السابعة أهمية تحويل إيران لمركز طاقة؛ نظرا إلى موقعها الجغرافي الفريد، وقد أشار وزير الطاقة السابق، علي أكبر محرابيان، إلى أن “إيران لديها ربط كهربائي مع معظم دول الجوار، بما في ذلك أرمينيا وتركيا والعراق وأفغانستان وأذربيجان وتركمانستان وروسيا، والتي تعمل حاليا على دراسة مشاريع مع قطر، وكان هناك تزامن بين شبكة الكهرباء الإيرانية والروسية، في الآونة الأخيرة”، وأكد وزير الطاقة الإيراني الحالي عباس علي آبادي ونظيره الروسي سيرجي تسيفيليوف أهمية ربط شبكة الطاقة بين البلدين، وأضاف السفير الروسي أليكسي ديدوف في مقابلة، أن المشروع يهدف إلى تبادل الكهرباء بين روسيا، وأرمينيا، وأذربيجان، وإيران خلال أوقات ذروة استهلاك الكهرباء في هذه البلدان، ومع ذلك، يبقى السؤال حول إمكانية تحقيق ذلك في ظل وجود اختلال توازن كهربائي يصل إلى 20000 ميغاوات، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة أنباء مهر بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2024.
وزيرا الطاقة الإيراني والروسي يؤكدان ربط شبكة الطاقة
تُعتبر روسيا سوقا رئيسيا لتصدير الكهرباء الإيرانية، حيث يتيح اختلاف أوقات الذروة للطاقة بين البلدين لإيران تطوير صادراتها، إذ تستقبل الكهرباء في الصيف وتصدر الفائض في الفترات الأخرى، وتم تأكيد أهمية تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا في تصميم التوربينات الغازية وربط الشبكات، في يوليو/تموز 2023، وأشار رئيس قسم القوقاز في معهد دول الكومنولث الروسي إلى توقيع مذكرة تفاهم في عام 2016 بين وزراء الطاقة في روسيا وإيران وأرمينيا ونائب وزير الطاقة في جورجيا، تهدف إلى ربط شبكات الكهرباء بين الدول الأربع، مما يعزز الأمن الإقليمي ويزيد من التقارب لمواجهة التدخلات الخارجية.
ما هي كمية الكهرباء المصدرة؟
طبقا للإحصاءات تتصدر إيران تجارة الكهرباء في المنطقة، حيث تصدر 5.5 تيراواط ساعة وتستورد 3 تيراواط ساعة، مما يحقق لها ميزانا تجاريا إيجابيا قدره 2.5 تيراواط ساعة، كما تلتزم إيران بتقليل صادراتها خلال ذروة استهلاك الصيف وزيادة وارداتها لتلبية الطلب المحلي، وفي يناير/كانون الثاني 2022، تم الإعلان عن قدرة نقل الكهرباء إلى أفغانستان البالغة 175 ميغاوات، بينما بلغت صادرات الكهرباء في 2021 نحو 110 ميغاوات، وأكَّد نائب النقل والتجارة الخارجية في شركة توانير مهدي ساميلي، أن قدرة تبادل الكهرباء الإيرانية تتجاوز 2000 ميغاوات، وحاليا، تعمل إيران على توسيع شبكة الكهرباء من خلال إنشاء خط ثالث لاستيراد الكهرباء من تركمانستان وأرمينيا، إضافة إلى مشاريع لتعزيز التبادل مع باكستان والعراق وأفغانستان، مع إضافة 400 ميغاوات لتعزيز الربط مع تركيا عبر محطة خوي الفرعية.
دفع 17 مليون دولار من ديون الكهرباء في أفغانستان
والجدير بالاهتمام أن إيران تظهر مرونة ملحوظة في صادرات الكهرباء على الرغم من التحديات المرتبطة باختلال توازن الكهرباء، في مؤتمر صحفي بكابول، أعلن المدير التنفيذي لشركة الطاقة الكهربائية الأفغانية عبد الرحمن رحماني، عن سداد جميع ديون بلاده المتعلقة بالكهرباء المستوردة، بما في ذلك 37.7 مليون دولار لإيران، مع وجود ديون أخرى لأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان، وفي هذا السياق، زار القائم بأعمال وزير الطاقة الأفغاني مولوي عبد اللطيف منصور، طهران لمناقشة تمديد عقد الكهرباء، وتمتلك إيران حاليا قدرة تصدير تبلغ 2000 ميغاواط وتسعى لزيادتها، وإذا تم ربط الشبكة الكهربائية الإيرانية بنظيرتها الروسية، فإنه يمكن لإيران تقليل الاختلالات وزيادة صادراتها إلى العراق وأفغانستان.
هل ستزود إيران الدول العربية بالكهرباء الروسية؟
أفاد رئيس مؤسسة “توانير”، مهدي مسايلي، بأن مسألة ربط شبكة الكهرباء الروسية بالدول العربية عبر إيران قد نوقشت لسنوات عديدة، وأكد أن تحقيق هذا الربط يعتمد على جودة العلاقات بين الدول، حيث يمكن أن يكون ممكنا في حال كانت العلاقات الدولية مستقرة، وأوضح أن النجاح في هذا المشروع يعتمد على الاستدامة في العلاقات الدولية، وذلك استنادا إلى تقرير نشرته وكالة أنباء ايلنا بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2024.
أبرز مسايلي أهمية تطوير شبكة الكهرباء في إيران لتمكين ربطها بالشبكة الروسية، مما سيسهل عبور الكهرباء إلى الدول العربية، أكد على ضرورة إنشاء شبكة مستقرة ونظام جديد داخل إيران، حيث يصل الحد الأقصى لمستوى الجهد في إيران إلى 400 كيلو فولت، بينما في روسيا يصل إلى 1050 كيلو فولت، مما يتطلب إنشاء مرافق جديدة. كما أشار إلى أن الشبكة غير متصلة مباشرة بإيران، مما يستلزم المرور عبر عدة دول لتيسير عملية الربط.
طرح مسايلي قضايا مهمة حول مشروع نقل الكهرباء، متسائلا عن المقابل الذي ستحصل عليه إيران لعبور الكهرباء إلى الإمارات والسعودية، وما إذا كانت هذه الدول تتفاوض مع إيران أو روسيا، أكد دور إيران كمركز تنسيق، رغم أن طبيعة هذه الاتصالات لا تزال غير واضحة. كما أشار إلى أهمية ما سيحدث لعبور الكهرباء في إيران، سواء من حيث الحصول على أموال أو تكنولوجيا، معبرا عن أمله في أن يتم تشكيل البرنامج بطريقة مستدامة تحقق نتائج إيجابية.
وأعلن مسايلي أن العديد من المشاريع مع الدول الأجنبية لم تكتمل بسبب القضايا الدولية والعقوبات، لكنه أكد أن تنفيذ مشروع نقل الكهرباء سيؤدي إلى الازدهار الداخلي ويحقق فوائد للدول المعنية، وأشار إلى أن العلاقات الدولية لإيران تعد شرطا أساسيا لتنفيذ المشروع، كما أوضح عدم وضوح كيفية سداد المدفوعات، مما يثير نقاط استفهام حول مسؤوليات إيران والدول الأخرى.
كما ذكر أن إيران كان من المفترض أن تكون مركزا للطاقة، لكن الربط بشبكة الكهرباء في حالة عمان لم يحقق نتائج ملموسة بعد، أوضح أن إيران تواجه صعوبات في المنافسة مع تركيا بسبب الظروف المتعلقة بحركة الأموال والعلاقات الدولية، رغم تميزها في التكنولوجيا، أعرب عن أمله في أن تتيح الاتفاقية الدولية في إطار مجموعة “بريكس” تقاسم حصص أكبر، مشددا على ضرورة أن تكون حصة إيران أكبر وأكثر استقرارا، كما اقترح وزير الطاقة الإيراني، محمد إسلامي، ربط شبكة الكهرباء الروسية عبر إيران بالإمارات والسعودية، مؤكدا أن خفض الاستثمار في قطاع الإنتاج سيساعد في تعزيز الأمن البيئي والأمني في المنطقة.