- يسرا شمندي
- 8 Views
ترجمة: يسرا شمندي
نشرت صحيفة فرهيختكان، في 5 مايو/أيار 2025، تقريرا أفادت فيه بأنّه قد مرّ خمسون يوما على بدء الهجوم الأمريكي على اليمن، وقد زعم الأمريكيون أنهم دمّروا في ضرباتهم مقارّ القيادة، ومراكز الاتّصال، والمصانع الحربية، ومنشآت إنتاج الطائرات المسيّرة التابعة لليمنيين. إلا أن صباح يوم الأحد 4 مايو/أيار 2025 اضطرّ المطار الدولي الرئيسي للنظام الإسرائيلي إلى إلغاء الرحلات الجوية إليه، وذلك بسبب إصابة بصاروخ فرط صوتي أطلقه اليمنيون.
وبحسب ما أعلنته القناة 12 الإسرائيلية، فإن هذا الصاروخ تمكّن من اختراق أربع طبقات دفاعية، وأحدث حفرة بعمق 25 مترا.
وبناءً على ذلك، سارع المسؤولون الإسرائيليون، منذ اللحظات الأولى بعد الهجوم، إلى اتهام إيران بالوقوف وراء هذه الضربات من خلف الكواليس، متجاهلين أن إيران أعلنت مرارا أنها، رغم دعمها لمحور المقاومة، لا سيّما مقاومة اليمنيين، فإن هؤلاء ليسوا قوات بالوكالة عن إيران ولا يتلقّون الأوامر منها. ويُصرّ الإسرائيليون على تصوير اليمنيين كأتباع لقوة أكبر، أي إيران، وذلك في محاولة لتبرير عجزهم عن التصدّي لهجمات اليمن.

تحذير قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية
منذ الأيام الأولى لبدء عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شرعت حركة أنصار الله اليمنية في مواجهة القوات الإسرائيلية من خلال تهديد أمن قناة السويس بالنسبة لسفنهم، وهو ما كبّد الإسرائيليين خسائر كبيرة، إلى درجة أن الولايات المتحدة شرعت في شنّ هجوم عسكري على اليمن لمواجهة القوات اليمنية.
وفي هذا السياق، جاء دور دونالد ترامب، الذي خلافا لما كان يتصوّره من إمكانية إنهاء الحرب الدائرة في غزة، كان هو من أطلق شرارة الهجوم العسكري على اليمن، وفي محاولة لاحتواء اليمنيين، بدأ الإسرائيليون أيضا في التخطيط لهجوم بري على اليمن.
ومع ذلك، لم تنجح كل هذه الهجمات في تمكين “إسرائيل” من كبح جماح اليمن. فقد أثبت الهجوم الذي وقع صباح الأحد 4 مايو/أيار 2025 على مطار بن غوريون أن القوات اليمنية، خلافا لما يدّعيه المسؤولون الإسرائيليون، لم تضعف بل زادت من حدة هجماتها، كما حمل هذا الهجوم رسالة واضحة أخرى.
والجدير بالملاحظة أن حادثة مطار بن غوريون وقعت في وقت من المقرر أن يجري ترامب أول زيارة له إلى الشرق الأوسط في منتصف شهر مايو/أيار 2025، وستكون وجهته المملكة العربية السعودية.
وبحسب ما أعلنته وسائل إعلام عربية، فإن ملف تطبيع العلاقات مع إسرائيل ليس على جدول أعمال هذه الزيارة، لكن يُقال إن جزءا من أهدافها يتعلق بالمجال العسكري وبيع الأسلحة للسعودية، ومن غير المستبعد أيضا أن يكون ملف اليمن وزيادة الضغوط عليه ضمن أجندة الزيارة.
ويحمل هذا الهجوم على أحد أهم مطارات الأراضي المحتلة رسالة تحذيرية للدول المجاورة مثل السعودية، مفادها أن أي اعتداء محتمل على اليمن لن يكون بلا تكلفة.
أدوات التهديد الإيرانية ضد إسرائيل
في الواقع، سعى الأمريكيون، من خلال تأكيد الادعاء الزائف بأن اليمنيين يُعدّون قوات بالوكالة عن إيران ويشنّون هجماتهم تحت قيادتها، إلى ممارسة ضغط مزدوج على طهران. وفي هذا الإطار، كان ترامب يوجّه تهديدات صريحة إلى إيران، بالتوازي مع تكثيف الهجمات على اليمن، مؤكدا أن أي هجوم ينطلق من الأراضي اليمنية سيُحمَّل مسؤوليتُه لإيران.
ورغم أن اليمنيين أعلنوا مرارا أنهم استلهموا الثورة الإيرانية في نضالهم ومقاومتهم، فإنهم شدّدوا في الوقت ذاته على استقلالهم الكامل في تحديد سياساتهم ومنطقهم القتالي. وعلى الرغم من تأثّرهم بأدبيات الثورة الإيرانية ومن دعم إيران العام لمحور المقاومة، تؤمن القوات اليمنية في جوهرها بمبدأ النضال والمواجهة وتُعرّف نفسها ضمن هذا الإطار
في نظرهم، النضال والمعركة، أو ما يُسمى بـ”النضال بالسيف”، هو الأساس، ومن هذا المنظور، توجد بعض الاختلافات الطفيفة بين نموذج نضالهم والنموذج الإيراني، ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن إيران تدعم جميع قوات المقاومة، وضمن ذلك حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن.
وعلى الرغم من أنهم ليسوا قوات بالوكالة عن إيران، فإنهم يشكلون أدوات تهديد ضد النظام الإسرائيلي ولهم علاقات قوية مع إيران، وهو ما يعزز القوة الإقليمية لإيران ويُضيّق دائرة التهديد حول “إسرائيل”.
علاوة على ذلك، وفي وقت تُسهل فيه الولايات المتحدة بشكل واضح، زيادة الهجمات من قبل قواتها بالوكالة، فإن دعم إيران لمجموعات المقاومة اليمنية يمنحها أداة تهديد قوية في هذا الإطار.