ردود فعل مختلفة حول انفجار أجهزة البيجر في لبنان

كتبت ـ آية السيد.

تعرضت لبنان لهجوم إرهابي استهدف أجهزة البيجر مما أدى إلى إصابة سفير إيران(مجتبى أماني) وأثار موجة من الإدانات الدولية، كما ظهرت حالة من التضامن مع لبنان وقلقاً من تصاعد التوترات في المنطقة.

جهاز البيجر.

البيجر أو جهاز الاستدعاء كان شائعًا في الثمانينيات والتسعينيات كوسيلة لتلقي الرسائل القصيرة عبر الاتصالات الراديوية، خاصة بين المؤسسات العسكرية. يتميز بموثوقيته وقدرته على العمل في المناطق النائية والظروف الصعبة.

استخدام قوات حزب الله لأجهزة البيجر.

شبكة العالم الإيرانية في 17 سبتمبر / أيلول 2024. استخدمت قوات حزب الله أجهزة البيجر لأنها تعتبر تقنية قديمة نسبيًا ولا يمكنها الاتصال بالإنترنت مما يقلل من احتمالية تعرضها للاختراق مقارنة بالهواتف المحمولة أو الذكية. لهذا السبب كان البيجر وسيلة مفضلة لديهم للتواصل. ورغم ذلك فإن استخدام هذه الأجهزة ليس مُقتصرًا على حزب الله فقط، بل يُستخدم أيضًا بشكل شائع بين المواطنين في لبنان.

تعليقات المسؤولين اللبنانيين حول حادثة الانفجار.

بناءً على ما نشرته يورو نيوز بالفارسية 17 سبتمبر / أيلول 2024 نقلًا عن وكالة أسوشييتد برس نقلًا عن مسؤول لبناني أن هناك اعتقادًا بأن استهداف وسائل الاتصال نتج عن هجوم إسرائيلي.

وأفادت مصادر مقربة من حزب الله أن الأجهزة المنفجرة كانت جزءًا من شحنة جديدة مزودة ببطاريات ليثيوم، ويبدو أنها انفجرت نتيجة ارتفاع درجة حرارتها.

أصدر حزب الله بيانًا حول طبيعة الانفجارات التي وقعت اليوم في لبنان وأعلن عن بدء تحقيقاته بشأن أسبابها حيث جاء في البيان: “حوالي الساعة 3:30 بعد ظهر يوم الثلاثاء 17 سبتمبر / أيلول 2024 انفجرت بشكل غامض عدة أجهزة بيجر كانت تستخدمها مجموعة من العمال في وحدات ومؤسسات حزب الله، مما أسفر عن مقتل طفلة وشقيقين وعدد كبير من الجرحى”.

وذكرت صحيفة اقتصاد نيوز الإيرانية في 18 سبتمبر / أيلول 2024 أن حزب الله أعلن: “أنه بعد الاطلاع على كافة الأحداث والبيانات والمعلومات المتوفرة حول الهجوم الذي وقع ظهر اليوم، نحمل العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإرهابي الذي شمل المدنيين وأدى إلى سقوط شهداء وجرحى.”

ردود الفعل العالمية حول حادثة الانفجار في لبنان.

وفقا لما نشرته صحيفة اقتصاد نيوز الإيرانية 18 سبتمبر / أيلول 2024، فقد أدانت جانين هنيس بلاسجارت، المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى لبنان، هجوم النظام الصهيوني على أجهزة الاتصال (البيجر)، وحذرت من أن هذه الهجمات مقلقة للغاية وتؤدي إلى تصعيد التوترات.

وأجرى وزير الخارجية المصري (بدر عبد العاطي) مكالمة هاتفية مع نظيره اللبناني (عبد الله بوحبيب)، معربًا عن تضامن الشعب والحكومة المصرية مع بيروت ضد العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني.

لاحقاً تم الاتفاق على التعاون المشترك بين البلدين للتعامل مع تداعيات هذه الهجمات وتأمين المنطقة من المزيد من التصعيد.

و أعلنت وزارة الخارجية السورية أن سوريا تعلن تضامنها القوي مع الوطن الشقيق لبنان وتؤكد وقوفها إلى جانب حقه في الدفاع عن نفسه.

وقال أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الحكومة اللبنانية نجيب الميقاتي، إن حكومة عمّان تدعم بيروت وأمنها وسيادتها واستقرارها، ونقل أيضًا رسالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التي تؤكد استعداده لتقديم المساعدة الطبية التي تحتاجها الدولة اللبنانية.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان له أن الحكومة العراقية تدين التطورات الأمنية الخطيرة في لبنان والهجوم الإلكتروني للكيان الصهيوني الذي أدى إلى استشهاد وجرح العديد من المدنيين.

أعلنت حركة التحرير الفلسطينية أن غباء نتنياهو سيقود النظام الإسرائيلي إلى الهاوية وصرحت قائلة: “ندين العدوان الغاشم على لبنان الحبيب”.

وصرحت حركة حماس مساء يوم الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2024 أن هذه العملية الإرهابية تأتي في إطار العدوان الشامل للعدو الصهيوني على المنطقة بحماية من الولايات المتحدة.

ردود الفعل الإيرانية.

نشرت وكالة أنباء اكوايران في 18 سبتمبر/ أيلول 2024 أن الخميني انتقد في اجتماع مع مديري مراكز الثقافة والفنون في مساجد أهل السنة تهاون الحكام العرب تجاه إسرائيل، مشيرًا إلى أن الشيعة يقاتلون من أجل الشعب الفلسطيني الذي هو من أهل السنة، واعتبر أن قضية فلسطين تجسد وحدة الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أنه لو كان النبي محمد بيننا اليوم لكان يلومنا على عدم غيرتنا في الدفاع عن النساء والأطفال في هذه الأرض الصغيرة ضد الاحتلال الذي لا يلتزم حتى بقوانينه الخاصة.

كما وصف الرئيس الإيراني انفجارات لبنان الأخيرة في اجتماع مع الحكومة اليوم بأنها “تجلب العار للغرب خاصة الولايات المتحدة، التي لا تدخر جهدًا في تحقيق أهدافها غير الإنسانية، وأكد أنّ استخدام الأدوات المصنوعة لرفاهية الإنسان كأدوات للترهيب والتدمير ضد من يخالفهم الرأي يدل على تدهور الإنسانية وانتشار الوحشية.”

وعلّق أحمد جنتي أمين عام مجلس صيانة الدستور في بداية الاجتماع على الجريمة التي ارتكبها النظام الصهيوني في لبنان والتي أدّت إلى استشهاد وجرح عددٍ من المدنيين. كما أكّد أنّ هذه الأفعال تؤكد مرة أخرى على الطبيعة غير الإنسانية للكيان الصهيوني، وأضاف أن هذه الجرائم تكشف عن المحاولات اليائسة للنظام الغاصب، ولكنها قد تسرّع من زواله.

بناءً على ما نشرته وكالة أنباء خبر أونلاين 18 سبتمبر/ أيلول 2024، أدانت المتحدثة باسم الحكومةفاطمة مهاجراني عبر منصة “إكس” قائلة: “إن إرهاب نظام الاحتلال الإسرائيلي يثير الكراهية والاستنكار.”

ووفقا لما نشرته صحيفة شرق 18 سبتمبر/ أيلول 2024، صرح (ناصر كنعاني) المتحدث باسم وزارة الخارجية أن: “العملية الإرهابية التي وقعت اليوم في لبنان تأتي في إطار العمليات المشتركة التي تقوم بها إسرائيل وعملاؤها، وهي تتعارض مع جميع المبادئ الأخلاقية والإنسانية، والقانون الدولي وخاصة القانون الدولي الإنساني وتستوجب الملاحقة الجنائية الدولية والمحاكمة والعقاب.”

وأضاف أن “هذا العمل الإرهابي المركب الذي يشكل فعلياً جريمة إبادة جماعية يثبت مرة أخرى بوضوح أن إسرائيل بالإضافة إلى ارتكابها جرائم حرب وإبادة ضد الشعب الفلسطيني تعرض السلام والأمن الإقليمي والدولي لتهديد حقيقي.”

دنياي اقتصاد 19 سبتمبر / أيلول 2024 أن (أمير سعيد إيرواني) سفير وممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة صرح أن إيران ستتخذ إجراءات جدية لملاحقة الهجوم الذي استهدف سفيرها في لبنان وأسفر عن إصابته وستحافظ على حقوقها وفقًا للقانون الدولي، كما أكد إيرواني على ضرورة أن يدين الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بقوة الهجمات الإرهابية والنزاعات المروعة التي ارتكبتها إسرائيل ضد الممثل الدبلوماسي الإيراني في لبنان وانتهاك السيادة وسلامة الأراضي اللبنانية واستهداف المدنيين اللبنانيين.

أول تعليق للسفير الإيراني في لبنان (مجتبى أماني) بعد إصابته عبر حسابه في منصة “إكس” قائلاً: “إنه لمن دواعي فخري واعتزازي أن دمي قد امتزج بدماء الجرحى من الشعب اللبناني الشريف، جراء الجريمة الإرهابية المهولة التي استهدفت لبنان يوم أمس. هذا البلد الأبي الذي وقف وقفة عز وشموخ منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى في غزة.”