صحيفة ” فرارو” الإيرانية : لهذه الأسباب لا يصلح نموذج ليبيا للتطبيق في إيران

ترجمة:دنيا ياسر نورالدين

ترجمة: يارا حلمي

تناول موقع “فرارو” الإخباري الإيراني في تقرير له الخميس 10 أبريل/ نيسان 2025، تفاصيل نزع السلاح النووي في ليبيا عام 2003 وأسباب خضوع معمر القذافي الزعيم الليبي الراحل،  للضغوط الغربية ومقارنة ذلك بإيران  وما إذا كانت الحالة الليبية قابلة للتنفيذ في إيران.

بحسب ما ورد في تقرير موقع ” فرارو” ، فإن ما حدث في ليبيا عام 2003 يعرف رسميا بنزع السلاح  في ذلك الوقت خضع معمر القذافي تحت ضغط من القوى الغربية ووافق في نهاية المطاف على تسليم أسلحة الدمار الشامل والبرامج الصاروخية والنووية إلى الغرب خلال فترة حكمه.

توتر العلاقة بين ليبيا والولايات المتحدة 

أضاف التقرير أنه وحتى مطلع الألفية الجديدة اتسمت علاقات القذافي مع الغرب والولايات المتحدة بالتوتر الشديد لكنه وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 بدأ يسعى لتحسين علاقاته مع الولايات المتحدة وكان هدفه الأساسي هو رفع العقوبات الأمريكية وفي عام 2003 تم التوصل إلى اتفاق أعلن بموجبه القذافي تخليه الطوعي عن برامج أسلحة الدمار الشامل

وفي زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة طرح السيناريو الليبي كنموذج مثالي يفترض تطبيقه على إيران وهو أمر يعيد للأذهان أحداث وقعت قبل 22 عاما ويشار إليه في الأدبيات السياسية والإعلامية أحيانا ب “ليبية إيران” أي تحويل إيران إلى ليبيا ونظرا لكون هذا الطرح يحظى بشعبية بين معارضي الدبلوماسية تجدر الإشارة إلى أن الفروق بين البلدين في هذا السياق جوهرية

في عام 2003 أوقفت ليبيا طواعية برنامجها النووي وسلمت مستنداته ومعداته إلى جانب جزء من قدراتها الصاروخية إلى الغرب كان الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش يرغب بشدة أن تقدم إيران وكوريا الشمالية على الخطوة نفسها لكن كلا البلدين رفضا ذلك فما قامت به ليبيا لم يكن منسجما لا مع معتقدات القذافي الأيديولوجية ولا حتى مع أبسط معايير العقل السياسي فبذلك القرار المفاجئ وبسلوكه الذي دونه التاريخ كغريب الأطوار خسر القدرة على مواجهة قوات الناتو حتى لو استطاع هزيمة المتمردين الليبيين لاحقا

ملخص الوضع الليبي

كما ذكر الموقع أنه في عام 2003 خضع القذافي لنزع السلاح تحت ضغط غربي وسلم طوعا برامج أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك النووي والصاروخي القذافي كان يسعى منذ عام 2001 لتحسين علاقاته مع الغرب لا سيما الولايات المتحدة بهدف رفع العقوبات وفي عام 2003 أعلن تخليه الطوعي عن تلك البرامج

برنامج ليبيا النووي

كان القذافي يدير برنامجه النووي بمساعدة مهربين وخبراء من السوق السوداء وامتلك ترسانة من الأسلحة الكيميائية أما برنامجه الصاروخي فكان متخلفا يعتمد على تكنولوجيا قديمة تعود للاتحاد السوفيتي في السبعينيات بعد الاتفاق نقلت في يناير/كانون الثاني  2004 قرابة 25 طنا من مستندات ومعدات البرنامج النووي والصاروخي الليبي إلى خارج البلاد بواسطة طائرات نقل أمريكية

وفي مارس/آذار 2004 خرج من ليبيا ألف جهاز طرد مركزي وقطع صاروخية أخرى أما الأسلحة الكيميائية فقد دمرت تحت إشراف مفتشين دوليين لم تنجح ليبيا في أي من عمليات الهندسة العكسية لأن جميع قدراتها كانت مستوردة البرنامج الصاروخي استند إلى صواريخ FROG-7 وScud-B السوفيتية التي اشترتها في السبعينيات وفي الثمانينيات والتسعينيات فشلت محاولاته لتصنيع صواريخ محلية بالتعاون مع دول أجنبية فاتجه إلى كوريا الشمالية واشترى صواريخ Scud-C لكنه بقي في نهاية المطاف مجرد مشغل لتلك الصواريخ المستوردة

وبالمثل كان برنامج ليبيا النووي هشا وغير متقدم حين أعلنت ليبيا عن تفكيكه صرح الدبلوماسي المصري محمد البرادعي أن البرنامج كان بحاجة إلى 3 إلى 7 سنوات أخرى لصنع قنبلة نووية وقد تم تطويره عبر السوق السوداء دون أي بنية علمية محلية لذا تم التخلص منه بسهولة ويقال إن القذافي كان مفرطا في الثقة

الفرق بين إيران وليبيا

أوضح التقرير أن الفارق الجوهري بين إيران وليبيا يكمن في قدرة إيران على توطين المعرفة وتطويرها في مجال الأسلحة والصناعة النووية على مدار الأربعة عقود الماضية، بينما اعتمدت ليبيا في الثمانينيات على مصادر خارجية، مثل إيران التي زودتها ببعض صواريخ Scud قبل أن تتوقف تحت ضغط الاتحاد السوفيتي. 

وعلى الرغم من أن كلا البلدين بدآ مسيرتهما النووية بشكل متشابه، إلا أن إيران نجحت منذ التسعينيات في بناء بنية تحتية علمية محلية وتوسيع قاعدة علومها النووية. واليوم، تمتلك إيران قدرات تشغيلية إلى جانب المعرفة النظرية، مما يعني أن المعرفة العلمية لا يمكن محوها حتى لو تم تفكيك المنشآت النووية والصاروخية بالكامل، وهو ما يطمح إليه كل رئيس أمريكي.

أشار التقرير إلى أنه وعلى عكس ليبيا إيران لم تستخدم أسلحة دمار شامل كالقنابل الكيميائية كما أن لديها القدرة على الدفاع عن نفسها والردع العسكري وتتمتع بخطوط حمراء واضحة في سياستها الخارجية لذا لا يمكن إخضاعها الاتفاق استسلام على غرار ما حدث في ليبيا.