- زاد إيران - المحرر
- 24 Views
ترجمة: يارا حلمي
نشرت صحيفة “كيهان” الإيرانية الأصولية، المقربة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية “علي خامنئي” والتي يتولى رئاسة تحريرها الصحفي الإيراني الأصولي حسين شريعتمداري، الإثنين 7 أبريل/ نيسان 2025، تقريرا تناولت فيه تحليلا لتهديدات أمريكا ضد إيران، واعتماد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استراتيجيات مثل التهديد بالعمل العسكري وأقصى درجات الضغط والمكر لتحقيق أهدافه.
ذكرت الصحيفة أن فترة الرئاسة الحالية لترامب تشبه إلى حد كبير فترته الرئاسية الأولى، وأن محاولات تصويره كرئيس أمريكي جديد هي مجرد تكتيك لتحقيق أهدافه الداخلية والدولية، حيث يهدف ترامب إلى الظهور كرئيس غير قابل للتنبؤ، مما يدفع الآخرين إلى تجنب معارضته.
وتستشهد الصحيفة بتصريحات ترامب لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية في 30 مارس/ آذار2025، حيث طالب إيران باتخاذ قرار حاسم، وهذه التصريحات تكرار لنفس اللغة التي استخدمها ترامب قبل خمس سنوات، عندما انسحب من الاتفاق النووي وطالب إيران بقبول “الاتفاق الكبير”(يشمل جميع ملفات الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران).
وتابعت أن ترامب أدعى بأن إيران كانت مستعدة للاتفاق معه قبل فوز بايدن في انتخابات 2020.
استراتيجيات ترامب تجاه إيران
ذكرت الصحيفة أن أدوات ترامب في تنفيذ سياساته في تلك الفترة كانت مثل اليوم، تتلخص في “أقصى درجات الضغط” و”التهديد بالعمل العسكري”.
وتابعت أن هذه الاستراتيجيات لم تنجح في دفع إيران لقبول المطالب الأمريكية، حتى بعد تدمير إيران لطائرة الاستطلاع الأمريكية “غلوبال هوك” واستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، ردا على اغتيال قاسم سليماني(قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري السابق) وأبو مهدي المهندس(نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق).
كما أضافت أن ترامب فضل عدم اتخاذ إجراءات بعد استهداف قواعده في العراق وتصرف بحذر لتجنب صراع عسكري مع إيران، حيث يتراجع بسرعة ويغير مواقفه عند مواجهة مقاومة، وهو ما ظهر في الأشهر الثلاثة الأولى من فترته الرئاسية الحالية.
أشارت كذلك إلى أن ترامب في فترته الحالية أضاف عنصرا ثالثا إلى سياساته، وهو “المكر”، وتستشهد بمحاولته الظهور وكأن هناك حل سريع للصراع في أوكرانيا، ثم فرضه عقوبات جديدة على روسيا، حيث أن هذا العنصر يفضح ضعف فعالية استراتيجياته السابقة.

أخبار للتضليل
تنتقد الصحيفة الأخبار التي انتشرت في وسائل الإعلام الغربية حول تغيير استخدام جزيرة “دييغو غارسيا” العسكرية في شرق المحيط الهندي، وزيادة التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وتابعت أن هذه الأخبار تعتبر نوعا من التضليل لزيادة مصداقية تهديدات ترامب، وتشير إلى أن ضعف القوة العسكرية الأمريكية في غرب آسيا لا يعود إلى نقص في القوات أو الأسلحة، بل إلى عوامل أخرى.
كما أكدت أن أي إجراء عسكري أمريكي سيواجه بتكاليف ضخمة ومخاطر كبيرة، وأن القوة العسكرية الأمريكية فقدت مصداقيتها في حل النزاعات، وتستشهد بالمواجهة العسكرية في اليمن، حيث تحقق القوات اليمنية تقدما كبيرا رغم محدودية قوتها.
وأضافت أن ترامب صرح 31 مارس/ آذار 2025،عن تدمير القوات اليمنية، الذي تزامن مع الهجوم الذي شنه المجاهدون اليمنيون على حاملة الطائرات “وينسون” والهجمات الصاروخية على تل أبيب، وهذا يوضح تمامًا للأمريكيين أن الاستراتيجية العسكرية في مواجهة المقاومة في المنطقة لا تثمر.
الاستراتيجية الحقيقية
ذكرت الصحيفة أن الاستراتيجية الحقيقية لترامب هي تعطيل الأنظمة الاقتصادية الإيرانية، وأن الضغط الاقتصادي هو الأداة الوحيدة التي أثبتت فعالية نسبية، وتشير إلى ارتفاع سعر الدولار في إيران كدليل على تأثير الضغط الاقتصادي، وتوضح أن الولايات المتحدة تواصل الضغط على إيران دون تكبد أي تكاليف، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار وتصاعد السخط العام.
ومن ثم، لا سبب يدفع الولايات المتحدة للتحول إلى الخيار العسكري، خاصة أن وجود القواعد العسكرية الأمريكية الثابتة والمتنقلة في المنطقة يجعل هذا الخيار محفوفا بالمخاطر بالنسبة للبنتاغون(وزارة الدفاع الأمريكية)، كما أن الوضع الحالي لإسرائيل في المنطقة سيتغير جذريا في حال تم اتخاذ أي إجراء عسكري ضد إيران.
مخاطر الخيار العسكري
أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تدرك تماما أن أي رد فعل عسكري محدود ضد إيران سيواجه برد عسكري واسع من الجمهورية الإسلامية، وهو ما سيزعزع استقرار المنطقة بشكل كبير، كما يظهر من المخاوف التي تبديها الحكومات العربية المجاورة لإيران بشأن نتائج أي مواجهة جديدة.
وكذلك سيوجه إيران نحو تدمير النظام الإسرائيلي، وسيتعدى هدف الهجوم على القواعد العسكرية والاستخباراتية لهذا النظام ليشمل تدمير البنية التحتية الحيوية لإسرائيل، وهذا أمر تعرفه الولايات المتحدة جيدا ولا يمكنها تجاهله.
أشارت إلى أن الواقع الذي لا يمكن إنكاره هو أن الولايات المتحدة تعتمد على إضعاف الاقتصاد الإيراني، وإذا تحدثت عن الخيار العسكري، فإن الهدف الرئيسي هو زيادة التقلبات في أسعار العملات وتعميق حالة عدم اليقين في الاقتصاد الإيراني.
وفي هذا السياق، ينبغي لإيران أن تسعى إلى إزالة الفجوة بين التهديدات الاقتصادية والتهديدات العسكرية من خلال إظهار أن أي تهديد اقتصادي ضد إيران يعتبر تهديدا عسكريا أيضا، لأنه يؤدي إلى نفس النتيجة.
وأوضحت أيضا إلى أنه وفقا للإحصاءات، على الرغم من التهديدات الاقتصادية والعقوبات، فإن الأسس الاقتصادية لإيران لا تزال قوية، حيث لا يزال الناتج المحلي الإجمالي الإيراني يحتل المرتبة الـ26 عالميا.
لذا، يجب على إيران أن تركز بجدية على الوضع الاقتصادي وكيفية إدارة الموارد الوطنية، وباستخدام الآليات المجربة، يمكننا ضمان أن مسار الاقتصاد الإيراني سيعود إلى المسار الصحيح، وبذلك، سيتوقف الجدل عن التهديدات العسكرية الأمريكية والغربية ضد إيران.