- شروق حسن
- 104 Views
تناولت الصحيفة الإيرانية الإصلاحية “آرمان ملي”، في تقرير لها، الأحد 18 مايو/أيار 2025، تحركات التيارات المتشددة داخل المعسكر الأصولي الإيراني، والتي تسعى للهيمنة على هيئة رئاسة البرلمان مع اقتراب موعد الانتخابات في 27 مايو/أيار 2025.
كتبت الصحيفة الإيرانية “آرمان ملي”، أنّ المتشددين يسعون في كل مرحلة انتخابية إلى الاستحواذ على المقاعد عبر سيناريوهاتهم المكرّرة، لا سيّما إذا كانت نسبة المشاركة في الانتخابات متدنية.

وأضافت أن “انتخابات هيئة رئاسة البرلمان تُعدّ من تلك الانتخابات التي تحاول فيها التيارات المتشددة داخل التيار الأصولي أن تهيمن على أغلبية الهيئة الرئاسية في كل مرة.
ففي الدورة الحادية عشرة من البرلمان، حيث تولّى الأصوليون للمرة الأولى السيطرة على بهارستان (مقر البرلمان)، رأينا أن مزيجا من الأصوليين المعتدلين والجدد المنتمين لتيار قاليباف قد استحوذوا على المقاعد، لكن مع مرور الوقت شهدنا تغيّرا تدريجيا في الوجوه الجالسة على المقاعد العليا في البرلمان”.
وتابعت أن المتشددين قد لا يتمكنون من إزاحة قاليباف بشكل مباشر، لكن كما نرى، فإن وجوها محسوبة على التيارات المتشددة مثل حميد رضا حاجي بابائي، وعلي نيكزاد، ومجتبى ذو النور، أخذوا يقتربون شيئا فشيئا من مقعد رئاسة البرلمان، وإذا لم ينجحوا في إسقاط قاليباف، فإنهم سيحاولون على الأقل السيطرة على هيئة الرئاسة.
تحركات المتشددين عشية الانتخابات
وفي هذا الصدد قال كمال الدين بيرموذن، المحلل السياسي والنائب السابق بالبرلمان، وفي تقييمه لتحرّك المتشددين للسيطرة على هيئة رئاسة البرلمان، إن المتشددين مُنوا بهزيمة قاسية من المواطنين في الانتخابات الرئاسية، ولم يتمكنوا من العودة إلى باستور، أما في انتخابات البرلمان، فقد نجحوا عبر انتخابات محدودة في الاستحواذ على المقاعد، وعلى الرغم من أن البرلمان الثاني عشر بات تحت سيطرة الأصوليين، فإن المتشددين لا يستطيعون إحداث إزعاج لرئيس البرلمان الحالي، ولهذا السبب فقد ركّزوا أنظارهم على مقاعد هيئة الرئاسة.
وتابع يرموذن بالقولِ إن “المتشددين لا يريدون علاقات جيدة في الساحة الدولية، ولا يرغبون في تحسين العلاقات بين الحكومة والبرلمان، هذه الجماعة الشمولية ما زالت تواصل مساعيها لنسف طاولة التفاوض، لكن الآن يمكننا القول إن بنية الحكم لا تتبنى هذا التوجه، وقد منحت الحكومة الإذن بالتفاوض، والمصادقة على اتفاقية باليرمو تُعدّ دليلا على هذا الأمر».
وأضاف في السياق ذاته، أن “قالیباف ما زال يتمتع بنفوذ في البرلمان، لكن ربما يكون تأثيره قد تراجع، وقد نرى لاحقا أن المتشددين قد سيطروا على جميع مقاعد هيئة الرئاسة، هذا لن يُلحِق الضرر بالتيار المقرب من قالیباف فحسب، بل سيلحق الضرر بكامل معسكر الأصوليين، وفي مثل هذا الوضع ستواجه العلاقات بين البرلمان والحكومة الكثير من التحديات، ويجب أن ننسى مسألة التوافق، سلوكهم الشمولي لا نهاية له، ويجب أن نترقب تحركات المتشددين عشية انتخابات هيئة الرئاسة».
يوم الانتخابات المصيري
في حين قال محمد رشيدي، عضو هيئة رئاسة البرلمان، إنه “ستُجرى الانتخابات الثانية لهيئة رئاسة البرلمان الثاني عشر، يوم الثلاثاء 27 مايو/أيار 2025، وكانت أول انتخابات هيئة رئاسة البرلمان الثاني عشر قد أُجريت في عامه الأول بتاريخ 28 مايو/أيار 2024؛ ووفقا للمادة 12 من النظام الداخلي للبرلمان، يُنتخب أعضاء هيئة الرئاسة لمدة عام واحد. وتُجرى الانتخابات التالية في الذكرى السنوية لانتخابات هيئة الرئاسة».
ويُذكر أن محمدباقر قالیباف هو رئيس البرلمان، وحميدرضا حاجيبابايي وعلي نيكزاد هما النائبان الأول والثاني، ومجتبی بخشيبور، وأحمد نادري، وروحالله مفكرآزاد، ومجتبی یوسفي، ومحمد رشيدي، وعباس پاپيزاده هم أمناء هيئة الرئاسة، في حين يشغل عباس جودرزي، وعليرضا سليمي، وجليل ميرمحمدي مناصب مراقبي البرلمان في الدورة الأولى.
المرشحون وسير عملية الانتخابات
وفقا للصحيفة، الإيرانية، فقد ترشّح حتى الآن ستة نواب، ومع اقتراب موعد انتخابات هيئة رئاسة البرلمان في دورته الثانية، من المحتمل أن ينسحب بعضهم أو يُضاف مرشحون آخرون.
تُنتخب هيئة رئاسة البرلمان عبر تصويت مباشر من النواب ولمدة عام واحد، وبحسب النظام الداخلي للمجلس، لا يوجد مانع قانوني أمام إعادة انتخاب أعضاء هيئة الرئاسة لعدة دورات.
وتتكوّن هيئة رئاسة البرلمان من رئيس، ونائبين للرئيس، وستة أمناء، وثلاثة مراقبين.
يُنتخب الرئيس بأغلبية مطلقة من أصوات النواب، فيما يُنتخب باقي أعضاء هيئة الرئاسة على حدة وبالأغلبية النسبية، وكما هو متّبع في كل دورة، ومع اقتراب موعد انتخابات هيئة الرئاسة، يعلن النواب ترشحهم للمناصب المختلفة في الهيئة، بما يشمل الرئيس، ونوابه، والمراقبين، والأمناء.
وتابعت الصحيفة بالقولِ إنه قد أعلن حتى الآن ستة نواب ترشّحهم لمناصب نواب رئيس الهيئة، وهم: علي نيكزاد، نائب الرئيس الأول الحالي ونائب عن أردبيل، وحميدرضا حاجيبابايي، نائب الرئيس الثاني ونائب عن همدان، إضافة إلى حسينعلي حاجيدليجاني، نائب عن شاهينشهر، ومجتبی ذوالنور، نائب عن قم، وعبدالرضا مصري، نائب عن كرمانشاه، وعليرضا منادي سفیدان، نائب عن تبريز.