- زاد إيران - المحرر
- 45 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
نشرت وكالة أنباء “خبر أونلاين” الإيرانية، الثلاثاء 25 مارس/آذار 2025، تقريرا استعرض دور كل من محمد جواد ظريف ومحمد جواد آذري جهرمي في دعم مسعود بزشكیان خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وكيف نجحا في تحفيز الناخبين المترددين واستقطاب الأصوات الرمادية، مما ساهم في فوزه، رغم العواقب السياسية التي واجهها كلاهما بعد الانتخابات.
أكدت الوكالة أن وجود محمد جواد آذري جهرمي ومحمد جواد ظريف إلى جانب مسعود بزشكیان خلال فترة الانتخابات الرئاسية 2024 ساهم في خلق أجواء إيجابية لصالح بزشكیان، مما عزز فرصه في الانتخابات.
جذب أصوات الناخبين
أشارت إلى أن هذين الوزيرين، اللذين شغلا مناصب رفيعة في حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني، تمكنا من جذب أصوات الناخبين المترددين لصالحه.
تابعت أن مسعود بزشكیان، الذي اشتهر بملابسه غير الرسمية حتى في البرلمان، ظهر فجأة على شاشات التلفزيون مرتديا بدلة رسمية عندما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المبكرة لعام 2024.
في تلك اللحظة، دخل شخصان إلى الساحة لدعمه، أحدهما محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الأسبق، والآخر محمد جواد آذري جهرمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق.
أكدت الوكالة أن ظريف، الذي ارتبط اسمه بالاتفاق النووي، كان دائما هدفا لهجوم التيارات المعارضة للمفاوضات، خاصة من قبل التيار الأصولي.
وعلى الرغم من اختلاف شدة الانتقادات بين الأجنحة المختلفة، فإن ظريف كان رمزا لنهج الحكم الذي لم يكن يلقى قبولا لدى غالبية الأصوليين.
أشارت الوكالة إلى أن جهرمي، الذي كان أصغر وزير في حكومة روحاني ومن مواليد 1981، دخل الحكومة وسط جدل حول خلفيته المهنية في إحدى المؤسسات الحساسة.
ومع ذلك، أكدت الوكالة أنه استطاع خلال فترة أربع سنوات أن يرسم لنفسه صورة جديدة في أذهان الرأي العام، كوزير مرح، واجتماعي، وبارع في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومعارض لفكرة حجب الإنترنت، رغم أن حجب تليغرام في أعقاب احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 سُجل في سجله الوزاري.

حجب إنستغرام
تابعت الوكالة أن آذري جهرمي، رغم الضغوط، قاوم قرار حجب إنستغرام خلال فترة عمله، ما أدى إلى استدعائه إلى النيابة العامة، مما عزز صورته كوزير شاب يقاوم القيود على الإنترنت، وهو الأمر الذي جعله يتمتع بشعبية بين فئة الشباب.
وأشارت إلى أن تحركات ظريف وآذري جهرمي إلى جانب مسعود بزشكيان، خاصة في المراحل الحاسمة من الانتخابات، ساعدت في تحفيز الناخبين المترددين على التصويت لصالحه، مما منح حملته الانتخابية ديناميكية مختلفة مقارنة بمرشحين آخرين.
أكدت أن مسعود بزشكيان دخل الانتخابات الرئاسية 2024 منفردا، دون أن يكون جزءا من أي تكتل سياسي أو فريق داعم.
فبصفته نائبا سابقا في البرلمان ووزيرا للصحة في حكومة محمد خاتمي، خاض المنافسة الرئاسية معتمدا على دعم اثنين من أبرز وزراء حكومة حسن روحاني، وهما محمد جواد ظريف ومحمد جواد آذري جهرمي، اللذان أصبحا بمثابة جناحيه في السباق الانتخابي.
تحفيز الناخبين المترددين للتصويت لصالح بزشكيان
أكدت الوكالة أن ظريف وآذري جهرمي لعبا دورا رئيسيا في تحفيز الناخبين المترددين، المعروفين بـ”الآراء الرمادية”، على المشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح بزشكیان. وأوضحت أن كلّا منهما استهدف شريحة مختلفة من الناخبين.
قالت الوكالة إن ظريف، بحكم خبرته الدبلوماسية، استطاع كسب ثقة السياسيين والإيرانيين في الخارج، إضافة إلى بعض الفئات داخل البلاد.
وأضافت أن مكانته كرمز للعقلانية في السياسة الخارجية، ومعارضته لنهج سعيد جليلي المحافظ، جعلتاه محل اهتمام قطاعات من الناخبين الذين رأوا في انتخاب بزشكیان فرصة للخروج من الجمود السياسي الذي استمر منذ عام 2021.
تابعت أن محمد جواد آذري جهرمي، الذي كان أكثر جرأة في تصريحاته من ظريف، ركز على الشباب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن مقطع الفيديو الذي نشره خلال الحملة الانتخابية، متضمنا جملة “خذوا نصيبكم”، كان رسالة مباشرة للناخبين الذين يشعرون بالتهميش.
أكدت الوكالة أن كليهما تجنبا تقديم التصويت على أنه “واجب ديني أو أخلاقي”، وبدلا من ذلك، صوراه على أنه “حق” يجب استغلاله لمنع تفاقم الوضع.
وشددت على أن هذه المقاربة عززت شعور الناخبين بأن الحكومة القادمة لن تنكر المشكلات القائمة، مما دفع البعض إلى المشاركة في التصويت.
ظريف وآذري جهرمي.. صُنّاع الفوز الانتخابي
أكدت الوكالة أن ظريف وجهرمي لعبا دورا حاسما في فوز مسعود بزشكیان في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، واصفةً إياهما بأنهما “صانعا الملوك” في هذه الانتخابات.
أوضحت أن آذري جهرمي اختار عدم الانضمام إلى الحكومة الجديدة، بينما واجه ظريف تسعة أشهر صعبة من الضغوط السياسية، انتهت بإجباره على الاستقالة، في خطوة اعتبرتها “ثمنا لدعمه القوي لمسعود بزشكیان”.