- محمود شعبان
- متميز
- 11 Views
كتب: ربيع السعدني
تزامنا مع الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في خطوة استراتيجية جديدة، فرض عقوبات شاملة تستهدف كيانات وأفرادا مرتبطين بإيران وجماعة الحوثيين في اليمن، في إطار جهودها لتقويض قدراتهما العسكرية والاقتصادية، وتأتي هذه العقوبات في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى الحد من نفوذ إيران ودعمها للجماعات المتحالفة معها، مع الحفاظ على مساحة للدبلوماسية في ظل الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل.
تفكيك شبكات تهريب التكنولوجيا الحساسة
وبحسب وكالة أنباء “مهر” الحكومية وبناء على بيان نشر على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات جديدة تتعلق بإيران، بما في ذلك ضد كيانين مقرهما هونغ كونغ، وعقوبات تتعلق بما يسمى مكافحة الإرهاب.
وتستهدف 20 كيانا و5 أفراد و3 سفن مرتبطين بجهود إيران لتطوير برامجها العسكرية وتشمل العقوبات، التي أعلنها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة، شركتي شحن مقرّهما هونغ كونغ متهمتين بتسهيل نقل معدات حساسة ذات استخدام مزدوج تدعم برامج إيران للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في بيان رسمي، أن الولايات المتحدة ملتزمة بإحباط أي محاولات إيرانية للحصول على التكنولوجيا الحساسة والمكونات التي تدعم برامجها العسكرية، سنواصل العمل على تقويض قدرة إيران على إنتاج ونشر ما سماه “الأسلحة الفتاكة التي تهدد الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي”، وأضاف: “لقد كنا واضحين، أولئك الذين جعلوا هذه الخطط ممكنة سوف يتحملون المسؤولية”.
وأشار البيان إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى قطع خطوط الإمداد التي تعتمد عليها طهران لتطوير أسلحتها المتقدمة.
مواجهة تجارة النفط غير المشروعة
في إطار مكافحة الإرهاب، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 12 كيانا و4 أفراد وناقلتين نفطيتين مرتبطين بجماعة الحوثيين في اليمن، بتهمة تسهيل تجارة النفط غير المشروعة واستيراد سلع تدعم أنشطتهم العسكرية، وتُعد هذه العقوبات جزءا من استراتيجية أمريكية أوسع لتجفيف مصادر تمويل الجماعات المدعومة من إيران، والتي تُتهم بزعزعة استقرار المنطقة، وتشمل الكيانات المستهدفة شركات تجارية وشحن في اليمن ودول أخرى، بما في ذلك شركات مقرها صنعاء والحديدة، متهمة بتسهيل نقل النفط والسلع غير القانونية لدعم أنشطة الحوثيين العسكرية.
الكيانات والأفراد المستهدَفون

حددت وزارة الخزانة قائمة بالكيانات والأفراد المدرجين ضمن قائمة العقوبات الخاصة (SDN) التابعة لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية، ومن بينهم:
▪︎ زيد الوشلي (مواليد 1982، اليمن): متهم بالارتباط بجماعة أنصار الله (الحوثيين)، ويواجه عقوبات ثانوية بموجب الأمر التنفيذي 13224.
▪︎ عبد الله أحسان عبد الله دباش (مواليد 1978، اليمن): مرتبط بشركة اليمن إيلاف لاستيراد مشتقات البترول.
▪︎ دغسان أحمد دغسان (مواليد 1974، اليمن): متهم بدعم أنصار الله في أنشطة غير مشروعة.علي أحمد دغسان طليعة (مواليد 1985، اليمن): مدرج ضمن العقوبات لارتباطه بأنصار الله.
▪︎ جانغ يانبينغ (مواليد 1982، الصين): مرتبط بشركة رايان رشد أفزار، ويُتهم بتسهيل نقل تكنولوجيا حساسة إلى إيران.
الكيانات المستهدفة:
▪︎ شركة أبوت للتجارة المحدودة (صنعاء، اليمن): تأسست في 2019، مرتبطة بأنصار الله.
▪︎ شركة أثينا للشحن المحدودة (هونغ كونغ): تأسست في 2023، متهمة بدعم نقل معدات حساسة.
▪︎ شركة أتلانتس إم للشحن (جزر مارشال): مدرجة لدورها في أنشطة مرتبطة بأنصار الله.
▪︎ شركة دونغوان زانيين للآلات والمعدات المحدودة (الصين): متهمة بتزويد إيران بمعدات حساسة.
▪︎ شركة يونيكو للشحن المحدودة (هونغ كونغ): تأسست في 2024، مرتبطة بشركة رايان رشد أفزار.
تصاعد التوترات
تتزامن هذه العقوبات مع استمرار الصراع غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، الذي دخل يومه التاسع، وفي ظل هذه التوترات، يترقب المجتمع الدولي قرار الولايات المتحدة بشأن مدى تدخلها في النزاع.
وكان الرئيس ترامب قد منح إيران مهلة أسبوعين للرد على مقترح أمريكي قدم في مايو/أيار 2025 يتعلق ببرنامجها النووي، في محاولة لإفساح المجال أمام الحلول الدبلوماسية ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران لن تشارك في أي مفاوضات مع واشنطن طالما استمر الهجوم الإسرائيلي، مما يعكس تعقيد الوضع السياسي والعسكري في المنطقة.
تأثير العقوبات وأهدافها الاستراتيجية

تهدف العقوبات إلى تقويض قدرة إيران على تطوير أسلحتها المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تُعتبر تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي، ومن خلال استهداف شبكات الشحن والتجارة غير المشروعة، تسعى الولايات المتحدة إلى قطع خطوط الإمداد التي تعتمد عليها إيران والحوثيون لتمويل أنشطتهم.
وتعكس هذه الإجراءات نهجا مزدوجا يجمع بين الضغط الاقتصادي والحفاظ على قنوات الدبلوماسية، حيث تحاول واشنطن تحقيق توازن بين مواجهة النفوذ الإيراني وتجنب التصعيد العسكري المباشر.
رسالة واضحة إلى طهران
تمثل العقوبات الأمريكية الجديدة رسالة واضحة لإيران وجماعة الحوثيين، بأن الولايات المتحدة لن تتهاون في مواجهة أنشطتهما التي تهدد الاستقرار الإقليمي من خلال استهداف شبكات الشحن والتجارة غير المشروعة، تسعى واشنطن إلى إضعاف القدرات العسكرية والاقتصادية لهذه الجهات، مع إبقاء الباب مفتوحا أمام الحلول الدبلوماسية.