- Webmaster
- 49 Views
أدخل فوز مسعود بزشكيان المنتمي للتيار الإصلاحي، بانتخابات الرئاسة الإيرانية، التيار المحافظ في أزمة داخلية بسبب خسارة جميع مرشحيه في الانتخابات وحسمها لصالح مرشح الإصلاحيين.
ووافق مجلس صيانة الدستور على أوراق 6 مرشحين للانتخابات التي فاز بها بزشكيان، صنفهم المراقبون على أنهم 5 مرشحين منتمين للتيار المحافظ، وبزشكيان المحسوب على الإصلاحيين.
دعوات للتضحية قبل الانتخابات
قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي جرت على جولتين، دعا سياسيون محافظون إلى ما أسموه “تعزيز جبهة الثورة” من خلال التكتل حول مرشح واحد يمثل التيار المحافظ، وهو ما تجلى بانسحاب المرشحين، أمير حسين هاشمي، وعلي رضا زاكاني، توحيدًا للصوت الانتخابي المحافظ، وهو انسحاب لم يؤت ثماره سواء من جهة بقاء المرشحين الأقوى قاليباف وسعيد جليلي، في الجولة الأولى، وتفتت الصوت المحافظ بينهما، أو بانتصار بزشكيان على جليلي في جولة الإعادة.
محسن رضائي، أحد الشخصيات النافذة في المعسكر المحافظ، كان أحد أبرز الأصوات التي دعت المرشحين إلى “التضحية” والانسحاب لحساب المرشح الأقوى، في تصريحات اعتبرها المراقبون آنذاك دعمًا ضمنيًا لقاليباف.
تبادل للاتهامات بين أنصار قاليباف وجليلي
أمير حسين ثابتي، مستشار الحملة الانتخابية لجليلي ألقى بالمسؤولية على حملة قاليباف وقال في تدوينة على قناته الرسمية في “تليجرام” لو انسحب قاليباف لانتصرنا من الجولة الأولى.
وتابع في تحليل لنتائج الانتخابات “إن جليلي حصل على أصوات أكثر من قاليباف، ومن الطبيعي أن يستمر في الانتخابات، خصوصًا وأن نسبة أصواته 3 أضعاف ما حصل عليه قاليباف، بالعكس لو انسحب قاليباف لكان جليلي حسم المهمة الانتخابية من الجولة الأولى”.
حملة قاليباف الانتخابية ردت على تصريحات مستشار جليلي في بيان مطول قالت فيه “لا يمكن منع الناس من نشر الكذب والإشاعات قبل أن تفند بعض ما تداولته وسائل الإعلام حول استطلاعات الرأي بين المرشحين، لتخلص الحملة إلى نتيجة “هزيمة الجبهة الثورية ونهاية العهد الذي بدأه الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي”.
موقع خبر أون لاين الإيراني، نقل في تقرير له أن”التوتر يعم المعسكر الأصولي، ما يدفع كل طرف إلى تعريف الطرف الآخر بأنه المذنب في فشل حركة “الجبهة الثورية”.
وتابع التقرير، أن أنصار جليلي يلقون اللوم على قاليباف لعدم انسحابه من الجولة الأولى من الانتخابات، كما يلوم أنصار قاليباف جليلي ومن حوله على تدمير مرشحهم المنشود، ويعتقدون أن أصوات قاليباف انخفضت بسبب التشتيت الذي أحدثه أنصار جليلي.
وعلى الرغم من أن قاليباف، أعلن رسميًا دعمه لجليلي في جولة الإعادة، إلا أنه دعم لم يكن كافيًا فيما يبدو لوقف التراشق بين الطرفين.
قاليباف في بيان دعمه لجليلي قال وفق ما نشرته وكالة أنباء تسنيم: “لنحاول جميعا أن يكون سعيد جليلي رئيسًا للحكومة المقبلة (…) أطلب من كل القوى دعم جليلي”.
الصدام والتراشق بين جليلي وقاليباف ليس الأول من نوعه، فقد سبق وتراشق الطرفان بعد أن خسرا انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2013، لصالح المرشح الإصلاحي حسن روحاني، وهو ما تكرر أيضًا هذه المرة حيث خسر المرشحان لصالح بزشكيان الإصلاحي، وهي خسارة قد تقضي على مستقبلهما السياسي.
التراشق بين الطرفين بدأ مبكرًا أثناء الحملة الانتخابية حيث دعا أنصار كل مرشح الآخر إلى الانسحاب والتنازل لصالح مرشحهم باعتباره المرشح الأصلح.
واعتبر أنصار جليلي، أنه الأجدر والأحق بالمنصب بسبب تفوقه “الشرعي والأيديولوجي” مستندين إلى استطلاعات الرأي التي أشارت إلى تقدم مرشحهم، فيما اعتبر أنصار قاليباف أن سجله كرئيس لمجلس الشورى يعطيه صلاحية وأفضلية على غيره من المرشحين، واعتبر كل طرف أن انسحاب منافسهم هو ما يفتح الطريق أمام مرشحهم للفوز بالانتخابات، لتفضي النتيجة النهائية إلى خسارة المرشحين، والتيار المحافظ.
وبخصوص مستقبل التيار المحافظ، ففي دراسة للباحث شريف هريدي، نشرها مركز المستقبل، حول نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، توقع الباحث أن يسيطر الجناح المتشدد داخل التيار المحافظ، وسيطرة “جبهة ثبات الثورة الإسلامية” والتي تمثل أقصى اليمين داخل التيار المحافظ، اعتمادًا على وصول جليلي المنتمي لذات الجناح إلى جولة الإعادة وخروج قاليباف من الجولة الأولى.