- شروق حسن
- 20 Views
ترجمة: شروق حسن
كشفت إيران عن صاروخ باليستي جديد يحمل اسم “قاسم بصیر”، يتمتع بمدى يزيد عن 1200 كيلومتر ودقة استهداف تقل عن متر واحد، وفقًا لتقرير نُشر في صحيفة فرهختيكان الإيرانية.
لماذا يُعدّ صاروخ “قاسم بصیر” فريدًا من نوعه؟
أفادت الصحيفة الإيرانية “فرهختيكان” يوم الثلاثاء 6 مايو/آيار 2025 أنه في يوم الأحد الموافق 4 مايو 2025، تم الكشف عن الصاروخ الباليستي “قاسم بصیر” بمدى لا يقل عن 1200 كيلومتر ودقة تقل عن متر واحد.

وتابعت بالقولِ أنه وقد جرى الإعلان عن هذا الصاروخ بحضور العميد الطيار عزيز نصيرزاده، وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة، وهو لا يُعدّ مجرد رمز للتقدّم الدفاعي الإيراني، بل يشكّل أيضًا ردًّا مدروسًا وحازمًا على التهديدات الإذاعية لدونالد ترامب وضجيج وكلائه في المستوطنات المحتلة.
وكان بيت هيجست، وزير الدفاع الأميركي، قد اتهم إيران، بعد حادثة إسقاط المقاتلة الأميركية في أعقاب هجوم الحوثيين على حاملة الطائرات هاري ترومن، بدعم هذا الهجوم، وكتب: “ستدفعون ثمن ذلك، في الزمان والمكان الذي نختاره نحن!”.
وأضافت أن “قاسم بصیر” يُعدّ نسخة مطوّرة من صاروخ ” الحاج قاسم”، ويمتاز بخصائص فريدة، منها القدرة على اختراق منظومات الدفاع الصاروخي المتقدمة والدقة الاستثنائية في إصابة الأهداف، مما يعزّز مكانة إيران كقوة عسكرية إقليمية أكثر من أي وقت مضى، ويمكن اعتباره ردًّا مباشرًا على خطابات ترامب الدعائية ومحيطه.
من “الحاج قاسم” إلى “قاسم بصیر”
وتابعت الصحيفة بالقولِ لفهم أهمية صاروخ قاسم بصیر، لا بد من إلقاء نظرة على جذوره المتمثلة في صاروخ “الحاج قاسم”.
هذا الصاروخ، الذي تم الكشف عنه في عام 2020، هو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، ثنائي المراحل، بمدى يبلغ 1400 كيلومتر، وقد سُمي تكريمًا لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق الذي قتل في غارة جوية أمريكية في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.
وأضافت أنه يبلغ وزن صاروخ الحاج قاسم 7 أطنان، وطوله 11 مترًا، ويحمل رأسًا حربيًا بوزن 500 كيلوغرام، وتصل سرعته إلى مستويات فرط صوتية (11 ماخ عند دخول الغلاف الجوي و5 ماخ عند الاصطدام).
وقد تم تقديمه كسلاح تكتيكي قوي، وكانت أبرز ميزاته قابليته لزيادة المدى حتى 1800 كيلومتر، ما يدلّ على مرونة تصميمه.
وتابعت أنه في عام 2023، وخلال زيارة الرئيس الإيراني آنذاك، إبراهيم رئيسي، لمعرض الإنجازات الدفاعية، تم عرض قدرة جديدة لهذا الصاروخ.
منصة إطلاق متقدمة، تقلل بشكل كبير من زمن التجهيز والإطلاق. هذه المنصة، التي يُرجّح أنها تستفيد من تقنية DRU (وحدة المرجع الديناميكي)، تتيح الإطلاق السريع والتنقّل الفوري لمنصة الإطلاق؛ وهي ميزة سبق استخدامها في صواريخ “خيبرشكن” و”فتاح”.
وكان القائد حاجيزاده، قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، قد أعلن حينها أن هذه التقنية خفّضت زمن التجهيز إلى سدس الزمن المطلوب في الصواريخ المماثلة.
وتابعت بالقولِ صاروخ قاسم بصیر، الذي يُعدّ في الواقع نسخة مطوّرة من صاروخ الحاج قاسم، حافظ على خصائصه الأساسية، لكنه حقق تطوّرات محورية في مجال التوجيه، والقدرة على المناورة، والمقاومة في مواجهة الحرب الإلكترونية.
وقد تم اختبار هذا الصاروخ بنجاح في 16 أبريل/نيسان 2025، وتم الكشف عنه رسميًّا في 4 مايو 2025، وهي لحظة لم تُظهر فقط القدرات الدفاعية الإيرانية، بل شكّلت أيضًا ردًّا استراتيجيًّا على التهديدات المتصاعدة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
الدقة: أقل من متر
صاروخ “قاسم بصیر” الباليستي، العامل بالوقود الصلب، يتيح التجهيز والإطلاق السريع دون الحاجة إلى عمليات التزود بالوقود المعقدة، بمدى لا يقل عن 1200 كيلومتر، يمتلك القدرة على تغطية أهداف استراتيجية في المنطقة، بما في ذلك الأراضي المحتلة.
ويحمل رأسًا حربيًّا بزنة 500 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار، صُمّم لتدمير الأهداف الحساسة.
ويتمتع “قاسم بصیر” بنظام توجيه بصري-أشعة تحت الحمراء، يوفّر دقة تقل عن متر واحد في المرحلة النهائية من الهجوم.
أما هيكله المصنوع من ألياف الكربون، فيقلل من المقطع العرضي الراداري، مما يصعّب على رادارات العدو اكتشافه.
يبلغ طوله 11 مترًا، ويزن 7 أطنان، وتصل سرعته القصوى إلى 12 ماخ عند دخول الغلاف الجوي، وهو بذلك مشابه لصاروخ “الحاج قاسم”.
لماذا هو فريد من نوعه؟
صاروخ “قاسم بصیر”، من خلال اعتماده على تقنيات متقدّمة، يتمتّع بعدّة ميزات رئيسية تميّزه عن باقي الصواريخ الباليستية، وقد دفعت هذه الميزات وسائل الإعلام الدولية إلى اللهاث وراء تفاصيله.
وفيما يلي أبرز الخصائص التي يتفرّد بها هذا الصاروخ:
1- اختراق منظومات الدفاع الصاروخي
وتابعت الصحيفة بالقولِ إحدى أهم مزايا “قاسم بصیر” هي قدرته على اختراق منظومات الدفاع الصاروخي المتقدمة مثل “ثاد” (THAAD) و”باتريوت”.
وتعود هذه القدرة إلى تصميمه الإيروديناميكي، وهيكله المصنوع من ألياف الكربون منخفضة المقطع الراداري، إضافة إلى قدرة رأسه الحربي العالية على المناورة.
إذ يستطيع الرأس الحربي لهذا الصاروخ، في المرحلة النهائية من مساره، تغيير اتجاهه بطريقة غير قابلة للتنبؤ، ما يجعل من المستحيل على أنظمة الدفاع المعادية احتساب “نقطة اللقاء” (مكان اعتراض الصاروخ الباليستي من قِبل صاروخ دفاعي).
وقد شدّد وزير الدفاع، الأمير نصيرزاده، خلال مراسم الإعلان عن هذا الصاروخ، على هذه النقطة بقوله: “هذا الصاروخ، بفضل قدرته المتقدمة على المناورة، يتجاوز بسهولة طبقات الدفاع الجوي للعدو.”
وقد ثبتت فعالية هذه الميزة في عمليات مثل “الوعد الصادق 2″، حيث نجحت صواريخ إيرانية مثل “فتاح” و”خيبرشكن 2″ في اختراق الأنظمة الدفاعية.
2- التوجيه البصري والأشعة تحت الحمراء
وأضافت أن إحدى الابتكارات الأساسية في صاروخ “قاسم بصیر” هي استخدام منظومة التوجيه البصري والأشعة تحت الحمراء (التصوير الحراري) في المرحلة النهائية.
وعلى عكس الصواريخ التقليدية التي تعتمد على نظام GPS وتكون عرضة للحرب الإلكترونية، يعتمد “قاسم بصیر” على كاميرات حرارية لتحديد الهدف وضربه بشكل مستقل.
هذه التقنية، التي استُخدمت سابقًا في صواريخ مضادة للسفن مثل “قدر 87” و”الخليج الفارسي”، خفّضت هامش الخطأ في الإصابة إلى أقل من متر واحد، ووفّرت قدرة عالية على مقاومة التشويش الإلكتروني.
وقد أظهرت تجربة عملية “الوعد الصادق” أن العدو تمكّن من خفض دقة الصواريخ الإيرانية عبر إحداث تشويش واسع على نظام GPS.
أما “قاسم بصیر”، وبفضل تخلّيه عن الاعتماد على GPS، فقد تجاوز هذا الضعف، ووفّر قدرة دقيقة على استهداف أهداف صغيرة مثل حظائر الطائرات أو مدارج الهبوط.
3- مناورة الرأس الحربي
تم تعديل توجيه الرأس الحربي في صاروخ “قاسم بصیر” بطريقة تتيح تنفيذ مناورات معقدة على سرعات فوق صوتية.
هذه القدرة تجعل أنظمة الدفاع الصاروخي، المصممة لاعتراض الصواريخ ذات المسار الثابت، غير فعالة.
ووفقًا لوزير الدفاع، فإن هذه الميزة في صاروخ “قاسم بصیر” تمكّنه من استهداف الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي للعدو، ما يفسح المجال أمام الصواريخ الباليستية الإيرانية الأخرى، ويجعل منه صاروخًا مضادًا للدرع الصاروخي بامتياز.
4- منصة الإطلاق المتقدمة
وتابعت بالقولِ يستخدم صاروخ “قاسم بصیر” نفس منصة الإطلاق المتطورة التي تم تقديمها مع صاروخ “الحاج قاسم”.
وتتيح هذه المنصة، التي تعتمد على تقنية DRU، إمكانية الإطلاق السريع والتنقل الفوري لمنصّة الإطلاق، مما يقلّل من خطر اكتشافها واستهدافها من قِبل العدو.
هذه الميزة، التي خفّضت زمن التجهيز إلى سُدس الزمن المعتاد، جعلت من “قاسم بصیر” سلاحًا تكتيكيًا مثاليًا للعمليات المفاجئة.