- زاد إيران - المحرر
- 46 Views
قال الكاتب الإيراني أحمد شيرزاد في مقالة له بصحيفة “اعتماد” يوم الخميس 1 أغسطس/آب 2024، إن اغتيال إسماعيل هنية في إيران جاء ردًا على ما أعلنته الحكومة الإيرانية الجديدة من رغبتها في تبني سياسة منفتحة مع الغرب
بدأ الصحفي أحمد شيرزاد مقالته قائلاً: هناك مجموعة من التغيرات الدولية يجب البحث فيها حتى يتضح ما وراء ستار اغتيال إسماعيل هنية. المعنى الأول لهذا الاغتيال وجذوره هو أن لدى الحكومة المقبلة نظرة ونهجاً في التعامل مع العالم، ولديها نية في بداية عهد جديد في مجال السياسة الخارجية الإيرانية. وحتى المرشد الأعلى في حديثه الأخير أشار إلى العلاقات مع الدول الأوروبية قائلاً لو أن الدول الأوروبية أخذت بيد العدو واحترمت مصالح إيران، فليس لدى إيران مانع للتفاوض وتعزيز العلاقات.
وقال شيرزاد في مقالته إن نهج الحكومة الجديدة هو سياسة خارجية نشطة، وذلك كما أكد مسعود بزشكيان خلال حلفه لليمين نمو سياسات إيران الإقليمية والدولية، ويحظى هذا التأكيد بالوفاق الوطني الإيراني، ومن ناحية أخرى أكد مجلس النواب الأمر نفسه. معنى هذا الاغتيال أن النهج الجديد للحكومة في إطار السياسة الخارجية وسعيها لخلق وفاق داخلي يقحم مصالح نتنياهو في خطر أكثر من أي شخص وأي تيار. يتضح من هذه المرحلة أنه يجب على إيران أن تتعامل في هذا الطريق بقوة وثبات أكبر؛ لأن إسرائيل العدو الأول لإيران، وفلسطين، والدول الإسلامية.
الانتخابات الأمريكية
النقطة الثانية المهمة مرتبطة بالانتخابات الأمريكية، فإن تأثير هذه الانتخابات في النظام الدولي غير قابل للإنكار. ويبدو أن مصالح نتنياهو تكمن في التصويت لصالح ترامب والمتطرفين في أمريكا كي يتمكن من ممارسة سياساته الحربية والفوضوية في المنطقة. وللسبب نفسه التركيز على هذا الاغتيال يلقى بظلاله على الانتخابات الأمريكية، ويصعّب الأمر على الديمقراطيين.
هل إسرائيل تستهزئ بإيران؟
وفي ما يتعلق بالتغيرات الداخلية في إسرائيل يبدو أن الموت أو الحياة السياسية لنتنياهو مرتبط باستمرار الحرب. نتنياهو بحاجة إلى إطالة فترة الحرب أكثر من أي شخص آخر؛ لضمان بقائه. حتى لو لزم الأمر مقتل آلاف الجنود الإسرائيليين وتدمير الاقتصاد الإسرائيلي. وضع نتنياهو في الداخل الإسرائيلي غير جيد ويُوضع تحت ضغوطات داخلية. الشيء الوحيد الذي يمكّنه من البقاء في السلطة استمرار الحرب. فعند وضع هذه النقاط بجوار بعضها بعضاً، سنجد أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران له معنى. يعطي لإيران رسالة بالحرب، وبحسب زعمه أنه يحقّر إيران والإيرانيين من خلال هذا الاغتيال. ورسالة القائد الأعلى كذلك عكست الأمر نفسه بحيث إن إيران ستتخذ إجراءً تجاه هذه الحادثة.
إيران تحتاج إلى الحكمة والتريث
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيفية رد فعل إيران على الاغتيال. المصالح القومية في هذه الظروف تتطلب أن يكون رد فعل إيران رداً عقلانياً مناسباً، غير مبني على الإحساس والعاطفة. فبلا شك يجب إظهار رد فعل موزون وعقلاني. كانت رسالة المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية محسوبة كلمة كلمة، وأكدت العزة القومية للبلاد وإعادة مكانتها وغرورها، ولم يكن لحن وأدب الرسالة عاطفياً ومتسرعاً. يظهر نوع من العقلانية وراءها. أظهرت ردود فعل الدبلوماسيين الإيرانيين سواء على مستوى وزارة الخارجية أو تغريدات ممثلي إيران في الأمم المتحدة وغيرها، أن إيران على الأقل غير متعجلة في الرد على العمل المخزي الذي قامت به إسرائيل بخطوة عسكرية مناسبة. فمن المحتمل أن يتم إظهار رد فعل موزون بالتعاون الدولي مع محور المقاومة على الحركات التي تقوم بها إسرائيل في الفترة الأخيرة. لا يجب نسيان أن اغتيال إسماعيل هنية، أو فؤاد شكر في بيروت ليس بالأمر الهين الذي يمكن أن يمر مرور الكرام. يعتقد الصحفي أحمد شيرزاد أن محور المقاومة سيتحد ويتفق أكثر من أي وقت آخر لمواجهة إسرائيل. أدان العديد من الدول الإسلامية الأخرى مثل تركيا، ومصر، وقطر، التي قامت بالوساطة في مفاوضات السلام هذا الاغتيال. ويظن أن الظروف في الرأي العام العالمي والمواقف الدولية تضر إسرائيل أكثر من أي وقت. ويجب على إيران أن تستغل هذه الفرصة بذكاء.
تأثير التوقيت على التفاوض
وقع هذا الاغتيال في الوقت الذي كان يتم البحث فيه حول وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك كانت حماس والسلطة الفلسطينية متجهتين إلى الصلح الوطني. لم يكن هنية قائداً عسكرياً فحسب، بل كان قائداً سياسياً أيضاً. فلو كان من المقرر التفاوض لأجل السلام، لكان طرف التفاوض الموجود على الطاولة هنية وشركاءه. فعندما يُغتال طرف التفاوض من قِبل إسرائيل، يعني أن إسرائيل لا تسعى إلى السلام، بل تسعى إلى اشتداد الحرب. هذه المرحلة ستجعل أي نوع من الجهود لوقف إطلاق النار دون فائدة. كما يظن شيرزاد أن نتنياهو يسعى إلى خلق حرب إقليمية أكثر من أي وقت كي تدخل أمريكا في الحرب حتى يضمن بقاءه في السلطة. وعلى هذا الأساس، اغتيال هنية له آثار مشهودة في مفاوضات السلام ووقف إطلاق النار، ومن ثم يصعّب طريق السلام ووقف الإطلاق. تأثرت أيضاً مسألة الحكومة المستقلة، ولن يكون لديها القبول الكافي لاستكمال سياساتها. فإنهم مجبرون على الاقتراب من سياسات حماس وحزب الله.