- ربيع السعدني
- 30 Views
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي وصف فيها إيران بأنها تهدد الأمن الإقليمي، موجة غضب وردود فعل قوية من القادة الإيرانيين.
كما جددت إيران إدانتها للسياسات الغربية الداعمة للجرائم في غزة، مؤكدةً أن العقوبات لن تعرقل مسيرتها نحو التقدم والاستقلال، واعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أن نقيض روح التضحية والمساعدة هو السلوك والتصرفات الوحشية للمجرمين الصهاينة في مهاجمة سيارات الإسعاف وقصف المستشفيات وقتل المرضى والأطفال العزل.
المرشد يرد
وقال: “اليوم يحكم العالم هؤلاء الحيوانات الشبيهة بالبشر، وإيران ترى من واجبها الوقوف في وجه وحشيتهم وسفك دمائهم”، وأكد خامنئي أن الاحتجاج على الجرائم ضد المدنيين واجب عالمي، وأضاف: “هذا الشعور بالواجب هو الذي يحرك ويبقي مصباح الأمل مشتعلا في القلوب، وبطبيعة الحال، فقد أجبر الأعداء مثل الغرب على مواجهة طهران؛ لأنه إذا توقفنا عن الاحتجاج على وحشيتهم، فلن يكونوا أعداء لنا”.

واعتبر أن المشكلة الأساسية للغرب المتسلط هي رفض الإيراني لحضارتهم الزائفة، وقال: إن الباطل محكوم عليه بالزوال والهلاك وبالطبع، لتحقيق ذلك، يجب على الإنسان أن يتخذ الإجراءات والمثابرة، ويتجنب التقاعس، والهروب، والابتسام، والإعجاب الكاذب الذي لا يؤدي إلا إلى تعزيز ذلك.
بزشكيان: ما زلتَ لا تعرف الإيرانيين!
ومن جانبه قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: “نحن نسعى للسلام ولا نسعى للحرب، ولكننا لن نبيع كرامتنا وكبريائنا مقابل أي شيء، ولن ننحني لأي قوة أو نستسلم، سنطور البلاد بوجود العلماء ورجال الأعمال والنخب الوطنية”.
وأشار بزشكيان بحسب وكالة تسنيم للأنباء، خلال وجوده في محافظة كرمانشاه، في لقاء مع النخب والمثقفين والناشطين الثقافيين، مساء الأربعاء 14 مايو/أيار 2025: أدلى ترامب بتصريحات تُظهر أنه لم يعترف بعد بحقيقة الشعب الإيراني؛ إنهم لا يعرفون الحماس والفروسية والتسامح والتضحية لهذه الأمة، وانتقد الرئيس كلام الرئيس الأمريكي، وقال: “كيف يقدموننا كسبب لانعدام الأمن، بينما قتلوا 60 ألف امرأة وطفل في غزة تحت القصف، ومنعوا الماء والدواء عن هؤلاء الناس العاجزين؟ من هو التهديد الحقيقي؟”.
وأكد أن الشعب الإيراني على خط السلام والكرامة الإنسانية، مضيفا: “عندما يعلنون أن لديهم قنابل وصواريخ لا يمكن تصورها، فما الرسالة التي يرسلونها؟ من هو داعية الحرب؟ الذي يبيع السلاح للمنطقة أم الدولة التي تدافع عن نفسها؟ متسائلا: “بأي منطق يزعمون أنهم صانعو سلام، وفي الوقت نفسه يرسلون الأسلحة والقنابل والصواريخ إلى دول المنطقة؟!”.
قاليباف: لسنا دعاة حرب
هذا السلوك يدفع دول المنطقة إلى الحرب، هل الهدف هو السلام حقا أم تكثيف انعدام الأمن؟ على حد قول بزشكيان: عندما يتم إطلاق مثل هذه التصريحات بأن إيران لديها مشكلة، فلا بد من السؤال أين تكمن المشكلة؟ في بلد ضحية العقوبات والإرهاب الاقتصادي، أم في سياسات تغذي الحرب والدمار؟

وفي سياق متصل قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في اجتماع اتحاد البرلمانات الإسلامية: “إن تصريحات الرئيس الأمريكي، الأربعاء، أظهرت أنه يعيش في وهم، ننصحه بأن يفتح عينيه ويرى الحقيقة الواضحة وهي أن مكان المقاومة هو في قلوب الناس”.
وأضاف: “لقد مارس النظام الأمريكي أقصى الضغوط على إيران الحبيبة، لكن الثورة الإسلامية في إيران ضيقت المجال أمام النظام الحاكم أكثر فأكثر يوما بعد يوم، لدرجة أن رسالة المقاومة وصلت حتى إلى جامعاتهم، مما أجبرهم على طرد الطلاب وخفض ميزانيات الجامعات”.
ووفقا لـ قاليباف، “تعكس كلمات ترامب السياسات التي أدت إلى انعدام الأمن في منطقتنا لسنوات، إن إيران ليست من دعاة الحرب، ولكننا لسنا من الذين يستسلمون أيضا، نحن إخوة مع جيراننا ونعارض مساعِ واشنطن، لإثارة الفتنة في المنطقة لتغذية مبيعات الأسلحة، والجميع يعلم أن إيران لم تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية.
وفي رده على تصريحات ترامب الأخيرة ضد طهران، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “إنه يحاول تصوير إيران كسبب لانعدام الأمن، بينما يجب أن نسأل: من قتل 60 ألف شخص في غزة؟ هل نحن سبب لانعدام الأمن؟ ويجب على الجانب الآخر أن يعلم أن سياسة الضغط الأقصى قد فشلت بالفعل.
وأضاف: “ما قاله ترامب مضلل للغاية، وما قاله عن قرار الدول اتباع مسار التنمية هو المسار نفسه الذي اتخذته الأمة الإيرانية بثورتها الإسلامية للحصول على دولة ديمقراطية وحرة ومزدهرة ومتقدمة، وكانت أمريكا هي التي منعت تقدم الأمة الإيرانية بعقوباتها وتهديداتها العسكرية” وتابع: “إن أحد أسباب المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الأمة الإيرانية هو الولايات المتحدة، لأنها تريد نظاماً حكومياً تابعاً وثرثاراً، وهذا يتناقض مع كرامة الأمة الإيرانية”.
تصريحات خادعة ومهينة
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها، أن “التصريحات الخادعة والمهينة للرئيس الأمريكي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمس التضامن الوطني للإيرانيين داخل البلاد وخارجها”.

وبحسب وكالة تسنيم للأنباء، جاء في البيان الدبلوماسي للخارجية الإيرانية: “تدين الوزارة تصريحات الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار 2025، بشأن إيران، باعتبارها ادعاءات كاذبة ومضللة ومثيرة للانقسام”.
وأضاف البيان: “إن التصريحات الخادعة والمهينة للرئيس الأمريكي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعطل التضامن الوطني للإيرانيين داخل البلاد وخارجها، إن مثل هذه التصريحات لن تغير أبدا حقيقة، مفادها أن الحكومات الأمريكية لم تدخر أي جهد على مدى العقود السبعة الماضية لعرقلة تقدم إيران وتطورها.”
وإضافة إلى دعمهم الشامل للنظام السابق ونظام صدام الإجرامي خلال الحرب المفروضة، فقد فرضوا أيضاً أشد العقوبات والضغوط الاقتصادية والمالية، مما تسبب في انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان لكل إيراني.
لن ينسى شعب المنطقة والعالم أبدا أنه في الوقت الذي يوجد فيه الرئيس الأمريكي بالمنطقة ويطلق تصريحات مثيرة للانقسام وخادعة، يتم تشويه النساء والأطفال الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بالأسلحة التي تبرعت بها الولايات المتحدة، وتستمر خطة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بكثافة غير مسبوقة في هذه المنطقة بدعم سياسي ومالي وتسليح مباشر من الولايات المتحدة”.
واختتمت الخارجية الإيرانية بيانها، قائلة: لا شك أن التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأمريكي كانت تهدف إلى إثارة الخلاف بين إيران وجيرانها العرب وإخفاء الدور المباشر لأمريكا في جرائم النظام الإسرائيلي ومع ذلك، فإن إيران ودول المنطقة، التي تدرك النوايا الشريرة وتاريخ الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصل السير على طريق تعزيز وتوطيد العلاقات الودية بين شعوب المنطقة، دون أن تتأثر بالتوجهات التفرقة لأطراف ثالثة.
كما كتب عمدة طهران علي رضا زكاني، ردا على تصريحات ترامب المناهضة لإيران: “اسم طهران عمره أكثر من 1200 عام في جغرافية وتاريخ إيران”. أصبحت طهران مدينة مهمة منذ 460 عامًا وكانت عاصمة إيران لأكثر من قرنين من الزمان”.

وأضاف أن مدينة طهران الجميلة وحدها أكبر سناً بعدة مرات من تاريخ الولايات المتحدة بأكمله ولسنوات عديدة حاولوا تدمير طهران بأكبر عقوبات في التاريخ، لكن هذه المدينة العظيمة تقدمت إلى الأمام، معتمدة على جهود شعبها النبيل وعلم شبابها المتعلم، وبدون دفع فدية لبلطجية العالم، أصبحت واحدة من أكثر العواصم كرامة وتقدماً في العالم.
وبفضل الحفاظ على تاريخها العريق، ومع استقلال شعبها وسعيه إلى الحرية، وتقدم العلم على يد علمائها، فإن إيران تسير مرة أخرى على طريق الرخاء، وستصبح، إن شاء الله، أكثر تقدماً من أي فترة تاريخية أخرى، لن يكون الإيرانيون مثلكم أبدا، الذين بنوا مدينتهم على أنقاض بلدان أخرى.