- شروق حسن
- 40 Views
في تقرير لصحيفة فرهيختكان الإيرانية الأصولية، الخميس 15 مايو/أيار 2025، سلطت الضوء على لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، كما وصفته بأنه تحول جذري في موقع الشرع من خصم لواشنطن إلى شريك في مشاريعها الإقليمية.
ذكرت الصحيفة الإيرانية “فرهختيكان” أن لقاء دونالد ترامب بأبو محمد الجولاني، تمّ يوم الأربعاء 14 مايو/أيار 2025، بحضور محمد بن سلمان، وليّ عهد ورئيس وزراء المملكة العربية السعودية.
وأضافت أن ترامب أجرى هذا اللقاء خلال جولته الإقليمية التي شملت ثلاث دول من الضفة الجنوبية للخليج العربي، وهي على التوالي: السعودية، وقطر، والإمارات.
الجولاني.. كيف سُمِح له بالحضور؟
تحت عنوان “الجولاني.. كيف سُمِح له بالحضور؟”، تساءلت صحيفة “فرهيختكان” الإيرانية عن الكيفية التي مكّنت زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، من الوصول إلى هذا المستوى من الحضور السياسي، رغم ماضيه الجهادي وانتمائه السابق لتنظيم القاعدة.
وأوضحت الصحيفة أن الجولاني دخل العراق عقب الاحتلال الأميركي وسقوط نظام صدام حسين، حيث انخرط في القتال ضمن صفوف تنظيم القاعدة. ثم انتقل لاحقاً إلى سوريا، وشارك في المعارك ضمن “جبهة النصرة”، وهي فرع القاعدة هناك، كما انضم لفترة إلى تنظيم داعش. خلال تلك الفترة، عبّر الجولاني عن مواقف عدائية تجاه معظم الأنظمة العربية، واعتبر أن “دول الضفة الجنوبية للخليج العربي لا تبقى إلا بدفع الجزية والخراج لأميركا”.

وأضافت الصحيفة أن الجولاني نجح خلال السنوات الأخيرة في تنفيذ عملية إعادة تموضع وترويج غير مسبوقة، تضمنت تحوّلاً جذرياً في مظهره وخطابه، وهو ما أتاح له الظهور بمظهر جديد، توّج بلقاء مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رغم كونه شخصية مصنّفة سابقاً ضمن أخطر “الجهاديين”.
وأكدت الصحيفة أن هذا اللقاء لم يكن ليحدث لولا قبول الجولاني بجملة من الشروط الأميركية، ما يعكس مدى قدرة واشنطن على إعادة تشكيل العداوات والتحالفات بما يخدم مصالحها، حتى وإن جاء ذلك على حساب سيادة الآخرين.
ووفق الصحيفة، فإن البيت الأبيض، بعد أن أكد ترامب على “ضرورة الاعتراف بإسرائيل”، قدّم للجولاني مجموعة من التعليمات، شملت: إخراج المقاتلين الأجانب من سوريا، طرد الفصائل الفلسطينية، المساهمة في منع عودة تنظيم داعش، وتولي مسؤولية مراكز احتجاز عناصر التنظيم في شمال شرقي البلاد.
شروط التحوّل: من عدو إلى صديق
وأشارت “فرهيختكان” إلى أن هذه الشروط تُظهر أن تحول الجولاني من “عدو لأميركا” إلى “شريك أمني”، كان مشروطاً بقبوله استمرار النشاط الأمني والعسكري الأميركي في سوريا، وانخراطه في مسار التطبيع، والتوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل بشأن الجولان، والتخلي عن أجزاء من الأراضي السورية.
ورأت الصحيفة أن هذا المسار يمثّل النموذج الأميركي في بناء التحالفات، حيث لا تُمنح الصداقة إلا بثمن باهظ، يشمل التخلي الكامل عن المبادئ والسيادة.
لقاء ترامب بالجولاني: السياق والمآلات
وفي إطار استعراضها لتفاصيل اللقاء، أوضحت الصحيفة عدداً من النقاط الجوهرية:
- رفع العقوبات: الجولاني يسعى إلى رفع العقوبات بهدف شرعنة حكمه، بينما ترى تركيا، قطر والسعودية في ذلك فرصة لتوسيع نفوذها الاقتصادي.
- دور السعودية: مع انتقال الحكم فعلياً إلى “هيئة تحرير الشام”، ظهرت السعودية كلاعب جديد، يسعى لتقاسم النفوذ مع تركيا وقطر، وبرز ذلك في وساطتها لرفع العقوبات.
- مكان اللقاء: رغم أن قطر تُعد حليفاً وثيقاً للجولاني، إلا أن اللقاء عُقد في السعودية، ما يُظهر تراجع نفوذ الدوحة لصالح الرياض.
- جولة ترامب: جولة ترامب شملت قطر ثم الإمارات، ما يعكس توافق السياسة الأميركية مع رؤية السعودية، بعد تراجع تأثير كل من محور المقاومة ومحور تركيا–قطر.
- النفط ومصالح أميركا: ترفض الصحيفة مقولة أن واشنطن لم تعد بحاجة إلى نفط الخليج، مؤكدة أن السيطرة على نفط سوريا تؤكد استمرار المصالح الأميركية.
- رمزية أردوغان: مشاركة الرئيس التركي عبر الفيديو كانت رمزية، فيما بقيت تركيا في المرتبة الثانية، ما يعكس تفوق الدور السعودي.
- اتفاقات أبراهام: ترى الصحيفة أن رفع العقوبات سيكون مقابل انضمام سوريا لاتفاقات التطبيع، مع استمرار سيطرة واشنطن على الموارد النفطية.
- النفط مقابل النفوذ: تسليم الجولاني لحقول النفط لواشنطن يُستخدم كوسيلة لاستمرار النفوذ الأميركي ومنع عودة “محور المقاومة”.
- تحوّلات مفاجئة: ترى الصحيفة أن صعود الجولاني كان مفاجئاً وسريعاً، وجرى بتنسيق مع داعميه الدوليين، ما يؤكد وجود مشروع أكبر من مجرد تغيير السلطة.
- دور قطر والإخوان: رغم غياب أمير قطر عن اللقاء، فإن دعم الدوحة للجولاني قائم عبر علاقته بالإخوان، لكن السعودية تسعى لاحتكار تمثيل العرب.
- رفع العقوبات: ترامب أعلن رفع العقوبات عن سوريا بطلب من محمد بن سلمان، كجزء من صفقة قيمتها 600 مليار دولار، وكمكافأة لدور الرياض في ترتيب الوضع السوري.
- التطبيع ومكانة السعودية: الصحيفة ترى أن السعودية كانت ستقود مسار التطبيع لولا تعقيداته بعد أحداث 7 أكتوبر، فجرى تكليف الجولاني بهذه المهمة كبديل.
- إعادة تعريف الصراع: تعتبر الصحيفة أن لقاء الجولاني يُشكّل ذروة مشروع أميركي لإعادة تشكيل ملامح الصراع في المنطقة، وتوجيهه من مواجهة الاحتلال إلى صراع طائفي ضد الشيعة.