ما هو دور فرنسا في تاريخ الملف النووي الإيراني؟

كتبت: آية السيد

تلعب فرنسا دورا مهما في تاريخ البرنامج النووي الإيراني، من التحالفات الأوروبية السابقة إلى الاستراتيجيات الحالية، مع التغيرات الأخيرة في السياسة الفرنسية وتوقعات المحادثات المرتقبة في نيويورك.

بداية البرنامج النووي الإيراني

نشرت وكالة أنباء “أكوايران” الايرانية في 2 يوليو/تموز 2023، تقريرا يسلط الضوء على تطور البرنامج النووي الإيراني عبر العقود، بدأ البرنامج في أواخر الخمسينيات عندما حصلت إيران على مفاعل أبحاث صغير من الولايات المتحدة، وفي السبعينيات ومع ازدهار عائدات النفط توسع البرنامج بشكل كبير، حيث اشترت إيران مفاعلات نووية من ألمانيا وفرنسا، في الثمانينيات استأنفت إيران أنشطة التخصيب وبدأت في بناء قدراتها النووية رغم معارضة الولايات المتحدة، أما التسعينيات فقد شهدت توسعا كبيرا في البرنامج النووي بفضل المساعدة التي تلقتها إيران من الصين وروسيا، حيث تم استيراد معدات نووية وتطوير قدرات التخصيب.

دور فرنسا في الملف النووي الإيراني

عرضت “يورو نيوز” بالفارسیة في 1 أبريل/نيسان 2015، الدور الذي لعبته فرنسا في الملف النووي الإيراني كما يلي:

في عام 2001، شكلت فرنسا تحالفا أوروبيا للتفاوض مع إيران خلال الحرب الأميركية على العراق، بدعم من الرئيس (جاك شيراك) رئيس فرنسا آنذاك، وفي عام 2005، تعاونت فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا لتشكيل مثلث تفاوضي مع إيران، لكن بعد انتخاب (نيكولا ساركوزي) رئيسا لفرنسا تغيرت سياسية فرنسا و أصبحت أكثرصارمة، وبحلول عام 2010 شعرت فرنسا بفشل المفاوضات، مما أدى إلى زيادة العقوبات الاقتصادية ضد إيران، أما في عام 2013 فشهدت المفاوضات تطورا ملحوظا، حيث بدأت محادثات جديدة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. في هذا السياق، بدأت فرنسا في زيادة الضغط على الجانبين، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه (عارض لوران فابيوس) وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، النص الأمريكي المقترح بشأن البرنامج النووي الإيراني، مما زاد من تعقيد المفاوضات. وبحلول عام 2015 ومع اقتراب إبرام الاتفاق في لوزان (مدينة في سويسرا) خفت لهجة فابيوس وأصبحت فرنسا أقل تأثيرا في عملية التفاوض.

استيراتيجة فرنسا الحديثة بشأن الملف النووي الإيراني

بناء على ما نشره موقع دبلوماسي إيراني في 11 يوليو/تموز 2019، فقد قامت فرنسا بتغيير نهجها الصارم، المعروف بدور “الشرطي الصارم”، إلى دور أكثر دعما وتعاونا، وذلك لتعزيز مشاركتها في المفاوضات.

فرنسا وإيران تتبادلان المواقف بشأن النزاع في الشرق الأوسط

وفقا لما نشرته يورو نيوز بالفارسية نقلا عن (قصر الإليزيه) في اتصال هاتفي جرى في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، من تصاعد الصراعات بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرا إلى ضرورة تجنب توسع النزاع إلى لبنان، كما دعا ماكرون إلى إدانة هجمات حماس الإرهابية، مع تأكيده حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات.

في المقابل، ووفقا لما أعلنته وكالة أنباء إيرنا الإيرنية أكد إبراهيم رئيسي أن إيران ستتدخل فقط إذا تعرضت مصالحها للخطر، مشددا على أن جماعات المقاومة في المنطقة تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها، وأشار الممثل الدائم لإيران في الأمم المتحدة إلى أن أي تصعيد من قبل إسرائيل نحو إيران سيعتبر اعتداء على إيران ومصالحها.

و قد نشرت صحيفة دنياي اقتصاد 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية( ناصر كنعاني) على التصريحات الفرنسية بشأن تجنب توسيع الحرب إلى لبنان قائلاً: “على الدول التي تدعم الكيان الصهيوني أن توقف دعمها للكيان الصهيوني وتضغط عليه لإنهاء الجرائم ضد الفلسطينيين، بدلا من إرسال رسائل لإيران”.

مكالمة هاتفية بين ماكرون وبزشكيان

وفقا لما نشرته صحيفة دنياى اقتصاد 30يوليو/تموز2024 فقد جرت مكالمة هاتفية بين الرئيسين، حيث هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدكتور مسعود بزشكيان على تعيينه رئيسا لإيران، معبرا عن أمله في تعزيز العلاقات بين إيران وفرنسا، و من جانبه أكد بزشكيان على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وأبدى استعداد إيران لتطوير العلاقات على أساس الصدق والثقة، و أيضا ناقش الطرفان مواضيع متعددة، وضمن ذلك مفاوضات رفع العقوبات، حرب أوكرانيا والأوضاع في غزة ولبنان، كما شدد بزشكيان على التزام إيران بالاتفاق النووي وأكد ضرورة تنفيذ جميع الأطراف ورفع العقوبات الأمريكية، كما أعرب عن قلقه من تصاعد التوترات مع الكيان الصهيوني، محذرا من عواقب أي اعتداء على لبنان، وندد بالجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مؤكدا استعداد إيران لدعم جهود حل أزمة غزة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

احتمالية لقاء ماكرون ببزشكيان خلال زيارته لنيويورك

في تصريح خاص لمراسل “خبر أونلاین” 17 سبتمبر/أيلول 2014، قال مسعود بزشكيان إنه خلال زيارته المرتقبة لنيويورك، من المتوقع أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأضاف بزشكيان أنه يرحب بفرصة اللقاء مع ماكرون، مشيرا إلى أهمية هذا اللقاء في سياق تعزيز العلاقات الثنائية.

توقعات بشأن المحادثات في نيويورك

 وفقا لما نشرته شهر خبر الإيرانية 18 سبتمبر/أيلول 2024 استبعد الدبلوماسي الإيراني السابق (قاسم محب علي) في حوار مع “همشهري أونلاين” أن تكون المفاوضات بشأن الاتفاق النووي أولوية للأطراف الغربية خلال زيارة الرئيس الإيراني المرتقبة إلى نيويورك، وأوضح (محب علي) أن التركيز الغربي ينصب حاليا على التطورات في أوكرانيا وغزة، وأن مسألة المفاوضات النووية قد تم إحالتها إلى التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكد أن الأولوية الآن هي مناقشة دور إيران في الحرب الأوكرانية، خصوصا مع الاتهامات الموجهة إليها بإرسال صواريخ قصيرة المدى إلى روسيا، وأضاف أن نجاح أي محادثات بين إيران والغرب يعتمد على استعداد الطرفين للحوار بشأن القضايا المطروحة.