- شروق حسن
- 63 Views
ترجمة: شروق حسن
في حوار مع موقع “فرارو” يوم الثلاثاء 20 مايو/آيار 2025 قدّم حشمت الله فلاحت بيشه، كبير محللي السياسة الخارجية ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني السابق، تحليلاً دقيقًا للمواقف الأمريكية الأخيرة تجاه إيران.

حوار لموقع “فرارو”، مع “حشمت الله فلاحت بيشه”، كبير محللي السياسة الخارجية ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في الدورة العاشرة للبرلمان:

نص الحوار:
هل يسعى ترامب إلى اتفاق ليُقدّمه كتقرير عن الأشهر الستة الأولى من ولايته؟
توجد عدة عوامل تقف وراء المواقف الأخيرة للأمريكيين بخصوص المفاوضات، العامل الأول هو أنّ الأمريكيين حاولوا حتى الأسبوع الماضي أن يتمّ سفر ترامب إلى المنطقة في أجواء هادئة، ولذلك لم يُعلنوا عن هذه المواقف.
ولهذا رأينا أنه مباشرة بعد زيارة ترامب طُرحت مواقف حادّة من قبل ترامب وويتكوف تجاه إيران، في الدرجة الأولى، يسعى الأمريكيون إلى التوصل لاتفاق مؤقت مع إيران، في الواقع، يسعى الأمريكيون إلى نوع من الاتفاق تقوم إيران بموجبه بتعليق برامجها، دون أن يحدث أي تغيير ذي مغزى في العقوبات.
لكنّ جوهر الاتفاق يُقدَّم على أنه تقرير عمل للأشهر الستة الأولى من حكومة ترامب، هذا جزء من خطة ترامب المرحلية، وهو يُفضّل بعد إعلان هذا الموضوع، أن يتوجّه إلى تنفيذ سائر برامجه في المنطقة وعلى المستوى الدولي.»
وإذا ما تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، فسيطرح الأمريكيون مجددًا، بعد مدة، قضايا جديدة لدفع إيران إلى مفاوضات جديدة، بحيث تكون إيران وحدها من يتراجع، دون أن يحدث في المقابل تراجع ملموس في سياسات الولايات المتحدة.
في الواقع، هذا هو الهدف الأهم الذي يسعى إليه الأمريكيون، وأعتقد أن بعض المسؤولين الإيرانيين قد ارتكبوا أخطاءً جدية في مجال الدبلوماسية العامة.
ومن بين هذه الأخطاء، يمكنني الإشارة إلى أحد المسؤولين الذي، في وقت لم يكن فيه أيّ مقترح واضح قد صدر بعد من الجانب الأمريكي، أعلن من طرف واحد أن إيران ستسلّم وقودها المخصب، وقد تم التحدث حينها بطريقة تُذكّر بليبيا، حتى أن الأمريكيين أنفسهم لم يصدّقوا أن مسؤولًا في إيران يتحدث بطريقة تُشبه النموذج الليبي.
هل تسعى وزارة الخارجية للخروج من مأزق الدبلوماسية السلطوية لترامب؟
أعتقد أن الخوف المسبق من الصراع لدى بعض المسؤولين الإيرانيين أدّى إلى أن يتخذ الأمريكيون مواقف أكثر حدّة وجديّة.
ما تسعى إليه وزارة الخارجية الإيرانية في نهاية المطاف، هو أن يتضمّن البرنامج النووي الإيراني إنجازات تملكها جميع الدول الأعضاء في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
إيران، في ظل هذه الظروف، يمكنها مواصلة أنشطتها النووية تحت إشرافات الوكالة، وهذا في الواقع يشبه ما تملكه جميع دول العالم، حتى تلك التي لا تمتلك قنابل نووية.
وكلما أصبحت الأوضاع أمنية أكثر، فإن ذلك سيمنح الأمريكيين وأصدقائهم الإسرائيليين ذريعة لإبعاد إيران عن حقّها المستند إلى معاهدة NPT. ولذلك فإن سعي وزارة الخارجية للتفاوض مع الدول الأوروبية، والدول الشرقية، والدول الغربية يتمّ في هذا الإطار ذاته. هذا السعي ناتج بالدرجة الأولى عن جهود وزارة الخارجية الإيرانية للخروج من مأزق الدبلوماسية السلطوية التي فرضها ترامب. كثير من المسؤولين الذين تسبّبوا في الأزمات الراهنة للسياسة الخارجية، وخاصة الأزمات النووية، هم أولئك الذين سقطوا من الجهة الأخرى للسقف.»
عندما يرى الأمريكيون أن بعض المتشددين الإيرانيين قد حالوا دون التوصل إلى أي اتفاق، وأضاعوا فرصتين لإيران لعقد أي نوع من الاتفاق، والآن أيضًا سقطوا من الجهة الأخرى للسقف، فإنهم – بطبيعة الحال – سيحددون مهامًا أكثر تعقيدًا لفريق وزارة الخارجية الإيرانية.
من الواضح أن “الحرب” آخذة في التحول إلى خط أحمر، سواء بالنسبة لإيران أو لأمريكا، وخاصة بعد الاتفاقيات التي أبرمها ترامب في المنطقة، والتي تجاوزت أربعة تريليونات دولار، فإن مجرد شرارة حرب قد تؤدي إلى زوال جميع إنجازات ترامب، والتي تُعدّ الأثر الأكثر ربحًا لسياسي، هذا بحد ذاته يجعل من الحرب خطًا أحمر للطرفين،
إذا استطاع مسؤولو وزارة الخارجية الاستفادة من هذا الوضع، فسيكونون قادرين على الخروج من مأزق الدبلوماسية السلطوية التي ينتهجها ترامب.