- زاد إيران - المحرر
- 35 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
نشرت صحيفة “هفت صبح” الإيرانية، الأحد 13 أبريل/نيسان 2025، تقريرا استعرضت فيه السيناريوهات المحتملة لمفاوضات إيران والولايات المتحدة، بين فرص التوصل لاتفاق مؤقت أو دائم، واحتمال الفشل بسبب الخلافات العميقة. كما ناقشت التحديات والخيارات الواقعية لكل طرف في ظل التوترات الإقليمية.
بحسب ما أفادت به الصحيفة، فإنه “في حال كان أحد مطالب الولايات المتحدة هو تخلي إيران الكامل عن قدرة تخصيب اليورانيوم، فإن طهران لن تقبل بهذا الشرط، وستنتهي المفاوضات بالفشل”.
فقد بدأت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في ظل ظروف يبدو فيها أن التوصل إلى اتفاق دائم سيكون صعبا؛ نظرا إلى الاختلافات الجذرية في مواقف الطرفين. فلا يزال حتى الآن غياب تام لأي تفاهم مشترك واضح بين الجانبين يحدد بالضبط ما هي المواضيع التي ينبغي التفاوض بشأنها.
ومع ذلك، يرى العديد من الخبراء أن هذه المفاوضات تملك القدرة على أن تتحول إلى اتفاق تاريخي، وأن تكون بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.
ما مقترحات الولايات المتحدة المحتملة؟
أشارت الصحيفة إلي أنه لا يزال من غير الواضح ما هي المطالب الدقيقة التي ستطرحها الولايات المتحدة في هذه المفاوضات. ولكن، إذا كان من بين الشروط الأمريكية التخلي الكامل من جانب إيران عن قدرة تخصيب اليورانيوم، فمن المرجح أن إيران لن تقبل بمثل هذا الشرط، وستبوء المفاوضات بالفشل.
وقد أثبتت التجربة أن المطالب القصوى، مثل التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني أو الطروحات المشابهة له- لا سيما النماذج المعروفة باسم “نموذج ليبيا”- تملك فرصا ضئيلة للنجاح، وقد تؤدي مثل هذه المطالب إلى وصول المفاوضات إلى طريق مسدود حتى قبل أن تبدأ فعليا.

وتابعت الصحيفة أنه عند تحليل السيناريوهات المحتملة، فإن السيناريو الأول يتمثل في العودة إلى اتفاق مماثل لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي المعروف ببرجام). غير أن هناك فجوة كبيرة في تقييم كل طرف لمضمون الاتفاق والظروف الراهنة. فقد سبق أن أعلنت إدارة ترامب أن هذا الاتفاق غير مقبول وانسحبت منه.
كما أن التقدّم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي لم يعد بأي حال من الأحوال مشابها لما كان عليه عند توقيع الاتفاق في السابق، ويُستبعد أن ترغب إيران في العودة إلى ذلك المستوى. وإذا تم القبول بهذا الخيار، فسيكون على الأرجح في إطار اتفاق مؤقت ومحدود.
أما السيناريو الثاني، الذي يُعدّ أكثر احتمالا، فهو التركيز على التحقق من الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني والاتفاق على آليات للتفتيش. في هذا السيناريو، قد تقبل إيران ببعض التنازلات في ما يتعلق بالتفتيش، بهدف إثبات الطابع السلمي لبرنامجها النووي، وتحصل في المقابل على امتيازات اقتصادية من الولايات المتحدة.
وإذا كان الهدف الحقيقي للطرف الأمريكي، كما أعلن ترامب سابقا، هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي، فإن زيادة الشفافية وفرض قيود منطقية على التخصيب قد يمهدان الطريق نحو “تفاهم مشترك”. ومن الممكن أن يشبه هذا النهج المرحلة الأولى من مفاوضات الاتفاق النووي، ويفتح المجال لمزيد من الحوار مستقبلا.
التحديات التي تعترض الطريق
أردفت الصحيفة أن النهج الجديد والعملي الذي يتبناه الفريق المفاوض الأمريكي قد يخلق تعقيدات خاصة به. فمن المحتمل أن تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق نتائج سريعة وملموسة، في حين تميل إيران إلى التوصل إلى اتفاق محدود يهدف إلى إدارة التوترات، ولا ترغب في التضحية بمكتسباتها النووية من دون ضمانات عملية. وفي ظل هذه الظروف، قد لا تسفر المفاوضات عن نتائج ملموسة، بل قد تؤدي إلى تصعيد التوترات.
أسوأ السيناريوهات
أما السيناريو الثالث، وهو أقل احتمالا لكنه يستحق الدراسة، فهو الفشل الكامل للمفاوضات والعودة إلى مرحلة التوتر الأقصى. ففي هذا السيناريو، قد تؤدي الخلافات العميقة وعدم مرونة الطرفين إلى إنهاء المفاوضات من دون أي نتائج. وسيترتب على ذلك تصعيد في العقوبات ضد إيران، وزيادة في التوترات الإقليمية، بل ربما احتمال اندلاع اشتباكات محدودة. ومع ذلك، يبدو أن الطرفين يدركان جيدا العواقب السلبية لهذا السيناريو، وسيسعيان على الأرجح إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة على الأقل. ونظرا إلى تعقيدات الوضع الجيوسياسي في المنطقة، فمن المرجح أن يحاول الوسطاء الدوليون أيضا الحيلولة دون تحقق هذا السيناريو، ودفع الطرفين نحو حلول وسط ترضي الجانبين.