- زاد إيران - المحرر
- 53 Views
كتب- من القاهرة ، حسن قاسم
أصبحت ملابس الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان هذه الأيام حديث الساعة وموضع اهتمام مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي خاصة في حرارة الصيف الشديدة هذه. كان يرتدي بزشكيان قبل التنصيب المعاطف الصيفية (النورك)، وذات مرة أصبح حديث بعض شبكات التواصل الاجتماعي بعد ارتدائه لمعطفٍ بوجهين، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع اقتصاد نيوز، يوم الثلاثاء 30 يوليو/ تموز 2024.
عُقد التنصيب يوم الأحد في حسينية الخميني، وحضر مسعود بزشكيان هذه المراسم بالبدلة الرسمية، ولكن لم يسلم كذلك هذه المرة من سهام النقاد، حيث أصبحت سترته موضع اهتمام من قبل البعض، لأنه خلال لحظة تنصيبه من قبل قائد الثورة ظهرت التجاعيد على سترته من الخلف، مما أثار الحديث حول هذا الأمر من قبل الكثيرين.
ويُلاحظ اهتمام كبير من قبل الصحف الإيرانية بشأن ملابس مسعود بزشكيان، حيث نشر موقع “تابناك” الإخباري خبرًا تحت عنوان “قيافة بزشكيان الجديدة في اللقاءات الخارجية”، وتحدثت في ثنايا الخبر عن التقاء بزشكيان بعدد من رؤساء الدول من بينهم رئيس وزراء سوريا، ورئيس وزراء كوبا ووزير التعاون الدولي بجنوب أفريقيا، والذين قد وصلوا إلى طهران من أجل المشاركة في مراسم التنصيب، وخلال هذه اللقاءات ارتدى بزشكيان بدلة جديدة بحسب ما ذكره ذلك الموقع الإخباري.
وفي تقرير آخر نشرته وكالة أنباء تسنيم تحدثت فيه عن زيارة مسعود بزشكيان المفاجئة لمجلس الشورى الإسلامي، والذي كان قد عُقد في الحادي والعشرين من شهر يوليو الجاري، أشار التقرير إلى عدم مراعاة بزشكيان البروتوكولات الرسمية المقررة لحضور رئيس الجمهورية في المجلس، مما أدى إلى إشارة رئيس المجلس محمد باقر قاليباف إلى ذلك الأمر، حيث أشار قاليباف إلى هذا الصدد موضحًا حضور بزشكيان المجلس باعتباره أحد أبناء المجلس، بحكم أسبقية عضويته في مجلس الشورى الإسلامي لأربع دورات من الثامنة وحتى الثانية عشرة، وأشار كذلك إلى أن تواجد بزشكيان كان داعيًا للفخر، وأنه تواجد في المجلس بمعنوياته الطيبة دون مراعاة المراسم والبروتوكولات الرسمية، وهذا أساس جيد وقريب من المعنويات الثورية.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة أنباء “خبر آنلاين” فقد كتب الكاتب الصحفي داوود حشمتي عبر قناة التليجرام الخاصة به: “هذه الأيام أصبح أسلوب ملابس مسعود بزشكيان موضع اهتمام أكثر من ذي قبل.” كما أشار إلى رسالة الممثل السينمائي والمسرحي رضا كيانيان الذي كان له ردود فعل كثيرة حول هذا الأمر، حيث كتب هذا الممثل في رسالة له عبر انستجرام موجهة إلى مسعود بزشكيان مفادها: “كنت أريد أن أطلب منك أن ترتدي معطفًا صيفيًا خفيفًا بدلاً من تلك السترة. إن المعطف غير مفيد في الصيف، فضلاً عن أننا ليس لدينا ذكرى طيبة مع “المعطف”. يجب أن تذهب عدة أشهر أخرى إلى نيويورك. من المهم للغاية ما ترتديه. من فضلك أعد النظر في ارتداء ملابسك. أنت شرف أمة. ولم تعد مرهونًا بنفسك فقط بعد الآن. دعنا نستمتع نحن وشعوب العالم برؤية مظهرك. في الأمم المتحدة سيتم نشر صورك في كل صحف العالم. دع إيران تُصور بلباقة.”
تلقت رسالة رضا كيانيان ردود فعل كثيرة من وسائل الإعلام، لدرجة أن صحيفة إيران قد كتبت في هذا الصدد: “تأتي هذه التعليقات حول ملابس الرئيس المنتخب، والتي أصبحت مبالغًا فيها هذه الأيام، في حين ينصب اهتمام مسعود بزشكيان بشكل أساسي على قضايا أخرى.”
ويبدو أن الشغل الشاغل للرئيس المنتخب هو تشكيل حكومة مكونة من أشخاص أكفاء. ولكن في الوقت نفسه لا يولي بعض الأشخاص أي اهتمام لمسألة ملابس الرئيس المنتخب، فهناك أمور أخرى قد وضعوها في أولوياتهم. كان بزشكيان قد عاش قبل عشرين عامًا بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة، ولكن الآن بعد فوزه في الانتخابات يحاول رئيس الجمهورية المنتخب أن يعيش مثلما كان يعيش قبل توليه رئاسة الجمهورية وبنفس النهج، ويبدو أن هناك من يُصر على أنه لا بد من أن يتغير.
الحديث حول معطف بزشكيان:
يكتب داوود حشمتي في هذا الصدد، حقيقة هذا الأمر أن جزءًا مهمًا من الحديث والنقد المتعلق بالمعطف يرجع إلى ذكريات الإيرانيين السيئة المتعلقة بارتداء المعطف في العقد الثامن. ورغم ذلك إلا أنه يوجد بعض الأمور الأخرى:
بزشكيان من الأشخاص الذين لا يريدون أن يوضعوا في الإطار الذي يفرضه المجتمع، حيث أن كل جيد وسيئ وحتى نوع الملابس يحددها المجتمع، فيجب على الأشخاص وغيرهم التصرف في نفس الإطار ليبدو “جميلًا”، أو “أنيقًا”، أو “معاصرًا” أو “رسميًا”.
يعد في الأساس ارتداء المعاطف الرقيقة بمثابة ملاذ لأولئك الذين يريدون ارتداء ملابس رياضية ومريحة ولا يضطرون إلى ارتداء البدل. لذلك، هذا في حد ذاته لا يمكن انتقاده. كما أن المعاطف الرقيقة قد تولد الحرارة، في حين أن ارتداء السترة يمكن أن يولد المزيد من الحرارة.
مشكلة التزيين أو الكوي أو مدى ملاءمة مكونات الملابس تنطبق تمامًا على بزشكيان. فلا يليق برئيس جمهورية أن يظهر في الاجتماع بملابس غير مكوية. سواء كان الاجتماع داخليًا أو خارجيًا.
إن جزءًا مهمًا من أفكار وقيم ومواقف مسعود بزشكيان قد تشكلت في الستينيات وتأثر بتلك الأجواء، من طريقة تعامله مع الناس دون مراسم، إلى حضوره في مجالس العزاء. إنه لا يرى لنفسه أفضلية على الناس ولا يريد أن يظهر الأفضلية حتى في الملبس. إذا رجعنا إلى العقد الأول من الثورة، نرى أن ارتداء الملابس البسيطة بشكل أساسي، أو وضع القميص فوق البنطلون، كان هو الأسلوب الذي أحبه ثوار الستينيات؛ لذلك، لا يمكن أن نتوقع من بزشكيان أن يتخلى بسرعة عن القيم التي يعتقد أنها صحيحة ويتصرف بطريقة مختلفة. كما يُعتقد أن غياب المرأة في حياته له تأثير كبير على مظهره، خاصة وأن زوجته كانت قد توفيت إثر حادث سير هي وأحد أبنائه الثلاثة، وبعدها تفرغ لتربية ابنه وابنته دون الخوض في تجربة الزواج مرة أخرى، وهو الأمر الذي أكسبه تعاطفًا خلال برنامجه الانتخابي، بحسب معهد “الأطلسي للدراسات”.
المطلوب من بزشكيان الآن هو إثبات كفاءة الحكومة وتخطي الأزمات الاقتصادية والسياسية، لذلك ينبغي احترام أسلوب حياته وانتظار النتيجة.