ملايين الإيرانيين يشاركون في “زيارة الأربعين”.. لماذا يتوافد الزوار إلى كربلاء؟

كتبت – هدير محمود

انطلقت مسيرة الأربعين الحسيني في طهران يوم الأحد 25 أغسطس/ آب 2024، من ساحة الإمام الحسين (ع) إلى مرقد السيد عبد العظيم الحسني، وذلك مشيًا على الأقدام، وقد انطلقوا في مسيرات طويلة إلى كربلاء العراقية، بمسافات تتراوح من 80 كيلومترًا إلى أكثر من 500 كيلومتر.

وفقًا لوكالة أنباء إيرنا الرسمية، يوم الأحد 25 أغسطس/آب 2024، بالتزامن مع ذكرى أربعينية الإمام الحسين، حيث يقطع المحبون مسافة 13 كيلومترًا من ميدان الإمام الحسين إلى حرم عبد العظيم الحسني، سيرًا على الأقدام، تذكيرًا بمسير الأربعين من النجف إلى كربلاء.

بدأ المشاركون في السير من الساعة السابعة صباحًا. حيث أُقيمت أكثر من 2000 موكب شعبي، حيث تُقدَّم خدمات متنوعة للمشاركين. في هذا اليوم، أقام 110 مركز ثقافي وفني العزاء، وأقيمت منابر صغيرة، والمدح، وحلقات لتلاوة القرآن وصلاة الجماعة. بالإضافة إلى ذلك، افتتحت أجنحة خاصة للأطفال، والنساء، والأمهات مع أطفالهن الرضع، و50 جناحًا لرواية ملحمة مقاومة أهل غزة وبيان جرائم النظام الصهيوني الغاصب إسرائيل. كما أن الشرطة والمسعفين من الهلال الأحمر، إلى جانب الجهات الأخرى، يشاركون في تقديم الخدمات للمعزين في مراسم الأربعين.

كما لم ينسَ الناس المتعاطفون رئيس الجمهورية الراحل وبقية الشهداء فقد ساروا على طول الطريق وهم يحملون صور الرئيس الراحل، ورفاقهم بخطواتهم في هذا المسير.

وفقًا لتقرير وكالة تسنيم للأنباء، حضر رئيس البرلمان الإيراني محمد قاليباف، صباح الأحد موكب مراسم الأربعين الحسيني في طهران. وشارك رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني أژه‌ای في موكب أربعين الحسيني في طهران.

صرح العميد قائد مقر الأربعين محمد شرفي، لوكالة تسنيم الإخبارية في حديث صحفي حول أحدث الإحصائيات المتعلقة بالأربعين قائلاً: “حتى الآن، عبر 3 ملايين و538 ألفًا و47 شخصًا (إيرانيون وأجانب) من حدود إيران إلى العتبات المقدسة. وأضاف: “من بين هؤلاء، عاد 2 مليون و732 ألفًا و945 شخصًا، أي حوالي 77% من الزوار، إلى البلاد، حيث أن 81% من هؤلاء العائدين هم إيرانيون و19% أجانب.”

الأربعين في إيران:

الأربعين أو أربعينية الحسين هو اليوم العشرون من شهر صفر والذي يوافق مرور 40 يومًا على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في معركة كربلاء على يد جيش عبيد الله بن زياد. يُحيى به في العالم كل عام عند الشيعة لإحياء ذكرى الحسين وأهل بيته وأصحابه.

وتُعد من أكبر التجمعات الدينية في العالم. ويعتبر من أهم المناسبات عند الشيعة حيث يتوجّه الزوار بالملايين لأداء شعائر زيارة ضريح الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، بمناسبة ذكرى مرور أربعين يومًا على مقتله في كربلاء. يحيونها بزيارة ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب، ثالث الأئمة لدى الشيعة في كربلاء وضريح أخيه أبو الفضل العباس المجاور له. يحتضن المقام مدفن الحسين، ومدافن ابنيه علي الأكبر وعلي الأصغر، و72 من أصحابه الذين قتلوا معه.

هذا الطقس الديني الضخم يقوم على السير لمسافات طويلة من مدن العراق الأخرى وصولاً إلى كربلاء. فمن البصرة، تنطلق القوافل سيرًا على الأقدام قبل عشرين يومًا من الأربعين. ومن إيران التي يفد منها بعض الزوار مشيًا أيضًا تنطلق المسيرات قبل شهر من الأربعين.

أما بالنسبة للزوار القادمين من دول أخرى جوًا، فيحيون الذكرى بالسير على مدى يومين متواصلين من النجف حيث مقام الإمام علي بن أبي طالب، باتجاه كربلاء. يعد السير على الأقدام أشبه بمواساة لأهل بيت الحسين، الذين ساروا لمسافات طويلة بعد عودتهم من الشام.