- زاد إيران - المحرر
- 52 Views
كتبت- ميرنا محمود
زار “بوتين” أذربيجان في 18-19 أغسطس/ آب 2024، وكانت النقطة الأكثر أهمية في الزيارة بالنسبة لروسيا هي منع تحجيم دور روسيا في خلفية السلام المتوقع في جنوب القوقاز. وكانت نتيجة الزيارة أن روسيا وجَّهت تهديدًا لأرمينيا، وذلك وفق ما قال موقع ” dunya” في تقرير له يوم الخميس 22 أغسطس/ آب 2024.
يثير نشاط الغرب مؤخرًا في عملية السلام بين أرمينيا وأذربيجان قلقًا لدى روسيا. و ستسعى روسيا للحفاظ على موقعها “الاستشاري الأول” في عملية السلام في المنطقة.
يبدو أن محادثات السلام بين أذربيجان وأرمينيا تحرز تقدمًا. إلا أن “ممر زنجزور”، الذي أرادت أذربيجان وروسيا تضمينه في مسودة اتفاقية السلام للنظر فيها لاحقًا، تم استبعاده بالرغم من اعتراض أرمينيا على ذلك.
وستُترك المسؤولية العسكرية والاقتصادية للممر لروسيا. خلال الزيارة، صرح وزير الخارجية الروسي “لافروف” بأن الإدارة الأرمينية تعمدت تقويض الاتفاقية التي أبرمتها الدول الثلاث بشأن “ممر زانجيزور” مشيرًا إلى صعوبة فهم الهدف من هذا النهج.
وفي معرض حديثه عن هذه القضية، أكد الرئيس الروسي “بوتين” أن روسيا ستواصل المساهمة بكل الطرق الممكنة في توقيع أذربيجان وأرمينيا معاهدة سلام ثلاثية.
وبينما أشار “بوتين” إلى أن روسيا لديها الوثائق ذات الصلة من العصر السوفيتي وأنها مستعدة لدعم تحديد الحدود، فإن تصريحه بأنهم يضعون في الاعتبار فتح الطرق عبر الحدود وإقامة الروابط الإنسانية قد يُنظر إليه على أنه ترهيب موجه لأرمينيا.
التبعية الأرمنية لروسيا لا تزال قائمة
كان قد أعلن رئيس الوزراء الأرميني ” باشينيان” عن نيته تحويل سياسة أرمينيا الخارجية نحو توجُّه موالٍ للغرب قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء عام 2018. وخلال حرب قره باغ الثانية، لم يحصل على الدعم الذي كان يتوقعه نتيجة موقفه الموالي للغرب. وأظهرت روسيا لأرمينيا أن الغرب لا يستطيع مساعدتها.
لا تزال روسيا تعتبر العلاقة بينها وبين أرمينيا بمثابة تحالف استراتيجي. بالنسبة لأرمينيا، التي هي عضو في رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تعني هذه العلاقة التبعية سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
روسيا هي المورد الرئيسي للأسلحة إلى أرمينيا. كما أن لديها قاعدتين عسكريتين على الأراضي الأرمنية. وتتجلى التبعية بشكل أعمق من المنظور الاقتصادي، حيث تسيطر روسيا على جميع القطاعات الحيوية للاقتصاد الأرمني. كما تحتكم إلى وضع الاحتكار في توريد الغاز. وبينما تسيطر على جميع شبكات نقل الكهرباء في البلاد، فإنها توفر أيضًا اليورانيوم اللازم لتشغيل محطة “ميتسامور” للطاقة النووية.
علاوة على ذلك، تسيطر روسيا على قطاعات النقل بالسكك الحديدية والاتصالات وإنتاج الغذاء في أرمينيا. كما تحتكم روسيا أيضًا إلى وضع الاحتكار في استيراد القمح إلى أرمينيا. وزادت التجارة بين البلدين بشكل أكبر بعد الأزمة الأوكرانية.
افتقار “باشينيان” إلى الاستراتيجية
وبينما ينتهج “باشينيان” استراتيجية لتقليل الاعتماد على روسيا، فإنه ليس لديه أي استراتيجية حول كيفية تأميم اقتصاد بلاده و ضمان الأمن الوطني.