- زاد إيران - المحرر
- 34 Views
كتبت: يسرا شمندي
تصدرت وفاة محمد مير موسوي، البالغ من العمر 36 عاماً، من قرية سيد محلة في لاهيجان، عناوين الأخبار، بعد أن اعتقلته القوات الخاصة خلال نزاع محلي. كما ذكرت المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان ومقرها في النرويج “هنجاو”، أن المتوفى اعتقل في 24 أغسطس/آب، بعد مشاجرة ثم تعرض للتعذيب حتى الموت في اليوم نفسه. ومن الواضح أن طريقة تفاعل وسائل الإعلام الإصلاحي مع مثل هذه القضايا واتهامها للنظام وقوات الأمن، بهدف تهميش وتشويه صورة قوات حفظ النظام لدى الرأي العام، بدلاً من غرس السلام في المجتمع.
ووفقاً لتقرير نشره موقع جهان نيوز السياسي بتاريخ 2 سبتمبر/أيلول، “انتشر يوم الخميس الماضي مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، لجثة أحد الأشخاص في إحدى مشارح لاهيجان، مصاب بكدمات في جسده ناتجة عن الضرب المبرح”.
وبناءً على ما جاء في التقرير، “تشاجر محمد مير موسوي مع عدة أشخاص قبل ساعات من وفاته في مركز احتجاز شرطة لاهيجان”، وبحسب ما قاله أحد القرويين: “فقد قام أيضاً بطعن بعض القرويين وأصاب آخرين”. وأثار هذا الحادث حالة من الذعر بين السكان المحليين، مما دفع القرويين إلى استدعاء الشرطة.
ووفقاً لما ذكرته الشرطة، فإن “مرتكب الاشتباك هو مير موسوي، الذي اشتعلت النيران في سيارته في الاشتباكات، والذي اشتبك سابقاً مع ضباط الشرطة في قضيته الجنائية، أُرسل إلى مركز الاحتجاز بعد اعتقاله بسبب اشتباك مع ضباط الشرطة. ولكن وفاة موسوي جاءت بسبب الانفعالات الناجمة عن الاحتكاك، والأحداث والصراعات التي وقعت قبل وصول الشرطة، فضلاً عن الحالة الجسدية والعقلية للمتوفى، والتي تخضع للتحقيق من قبل الطب الشرعي. وقد كانت هذه هي القصة الكاملة لوفاة الراحل مير موسوي. كما قام الجنرال رادان بإقالة قائد مركز شرطة لاهيجان وأوقف العناصر المتورطة عن العمل”.
والمسألة الجديرة بالذكر أن اهتمام وسائل الإعلام الإصلاحية بهذه القضية مع مجموعة متنوعة من تقنيات تسليط الضوء أمر مثير للملاحظة بطريقته الخاصة. على سبيل المثال، اختارت صحيفة “إصلاح طب شرق” العنوان الرئيسي “رواية جريمة القتل” على صفحتها الأولى لتنقل للجمهور أن موسوي قتل في السجن. بدأت الصحيفة تقريرها بعبارة “جثمان سيد محمد مير موسوي”. ثم لمحت إلى أن الرأي العام قد تضرر من هذه القضية؛ بل فتح الباب أمام نشطاء حقوق الإنسان. ولكي تكون دقيقة في موقفها، استخدمت هذه الصحيفة عبارة ” مقتل سيد محمد مير موسوي”. وتواصل هذه الصحيفة كتابة روايات غير معروفة عن كيفية وفاة مير موسوي من كلام القرويين، ولا يُعرف مدى صحة هذه الروايات، ويجب التأكد من صحتها من قبل الجهات المختصة.
وبالطبع، هذه الصحيفة لها تاريخ سابق في الوجود في مشاهد الموت والمقابلات الروائية والإخراجية. ومن الأمثلة على ذلك، قصة وفاة مهسا أميني، حيث حاول مراسل «شرق» سردها من خلال توجيه الأشخاص الذين تمت مقابلتهم وتسجيل أصواتهم.
وخصصت صحيفة سازينداجي عنوانها بأكبر حجم ممكن، لوفاة مير موسوي؛ من أجل تضخيم هذه الحادثة في أعين وعقول الجمهور. ودون الرجوع إلى الأدلة، كتبت هذه الصحيفة في التقرير: “تُشير تصريحات وأدلة أخرى إلى أن المتهم ربما تعرض للضرب في أثناء اعتقاله”.
كما صدَّرت صحيفة هم ميهن عبارة “كارثة في مركز الشرطة” عناوين أخبارها. واتهمت الصحيفة قوات الشرطة بالعنف وكتبت: “السلوك العنيف للشرطة قضية غير مسبوقة.” وأكَّدت أنه في أغسطس/آب، كان لأنباء المعاملة العنيفة لفتاتين مراهقتين من قبل ضباط هذه المؤسسة بسبب قضية الحجاب، تأثير سلبي وواسع في المجتمع.