- زاد إيران - المحرر
- إيران, بزشكيان, ترجمات
- 46 Views
ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشر موقع “رجا نيوز” الإيراني الأصولي، الثلاثاء 25 مارس/آذار ،2025 تقريرا حول ما سماه استعراض الترف للمسؤولين وسط صمت من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
فذكر أنه في ظل الضغوط الاقتصادية الخانقة التي يواجهها المواطنون بصعوبة، يظهر بعض المسؤولين الحكوميين بسلوكياتهم وتصريحاتهم كأنهم لا يكترثون إلا برفاهيتهم الشخصية.

وأضاف أنه بدلا من اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمات الاقتصادية، لا يكتفون بالتقاعس، بل يزيدون من معاناة الشعب بتصريحات مستفزة ورحلات باهظة التكاليف، كمن يرش الملح على الجرح.
وأوضح أنه على سبيل المثال، حين سُئل محمد رضا فرزين، رئيس البنك المركزي، عن العيدية التي يمنحها لأفراد أسرته، أجاب قائلا: “عادةً ما أُقدّم نصف قطعة نقدية ذهبية أو قطعة نقدية ذهبية كاملة!”.
وأشار الموقع إلى أن هذه العبارة البسيطة لم تكن سوى صدمة قاسية لشعب يكافح يوميا مع ارتفاع أسعار الذهب، والدولار، وحتى ضروريات الحياة. تصريح كهذا يكشف عن الهوة السحيقة بين حياة المسؤولين والواقع الأليم الذي يعيشه المواطنون.

وتابع الموقع بالإشارة إلى رحلة محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، إلى جزيرة كيش، فهي مثال آخر على هذا التناقض الصارخ. ففي وقت تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية، يخصص المسؤول، المكلف بتنسيق الفريق الاقتصادي للحكومة، أربعة أيام من جدول أعماله لرحلة إلى وجهة سياحية، كأنه يبعث برسالة صريحة بعدم المبالاة بمعاناة الناس.

وأضاف أن قمة الاستهتار تجلت في خبر سفر النائب البرلماني لرئيس الجمهورية برفقة زوجته إلى القطب الجنوبي، في رحلة بلغت تكلفتها أكثر من 10 مليارات ريال لشخصين. فهل يحق لمسؤول في إيران، في ظل أزمة اقتصادية خانقة، أن يستعرض الترف بهذه الصورة الفجة؟
وأوضح أن هذا التصرف ليس مجرد إهمال، بل هو ازدراء واضح لمعاناة الشعب. مثل هذه السلوكيات لا تسيء فقط إلى ثقة المواطنين بالحكومة، بل تضعها على المحك.
وأردف أن هذه اللامبالاة تعيد إلى الأذهان الرسالة الثانية في نهج البلاغة، حيث وبّخ الإمام علي بن أبي طالب شريح القاضي لمجرد شرائه منزلا بقيمة ثمانين دينارا، رغم أن هذا المبلغ لم يكن باهظا آنذاك. تعكس هذه الرسالة جوهر الحكم العلوي، حيث لا يُغتفر للمسؤولين أدنى ميل إلى الترف أو التعلق بزخارف الدنيا.
واستطرد موضحا أنه في تلك الرسالة، شدد الإمام علي بن أبي طالب على أن السعي وراء الترف، حتى لو كان بمالٍ حلال، أمر غير مقبول لمن يتولى شؤون الحكم في الدولة الإسلامية.
وأوضح أنه إذا كان مجرد امتلاك منزل متوسط يستوجب التوبيخ، فماذا يُقال عن حكومة تنفق المليارات على رحلات فاخرة واستعراضات صارخة للترف، بينما يعاني الشعب من الأزمات؟ كيف يمكنها تبرير ذلك أمام المواطنين الذين يواجهون الضيق والحرمان؟
واختتم الموقع التقرير بتوجيه رسالة إلى الرئيس مسعود بزشكيان وهي: “إن كنتم تعتبرون أنفسكم أتباعا لنهج الإمام علي بن أبي طالب، وتدّعون أن نهج البلاغة هو الميثاق الذي تستند إليه حكومتكم، فقد حان وقت الأفعال لا الأقوال”.
وطالب بزشكيان “أن يحاسب المسؤولين الذين أضرّوا بثقة الشعب بأفعالهم بجدية ودون تأخير. وكما جسّد الإمام علي العدالة بالعمل قبل الكلام، أثبتوا أن العدالة في رؤيتكم ليست مجرد شعار انتخابي، بل التزام حقيقي أمام الأمة”.