- يسرا شمندي
- متميز
- 28 Views
ترجمة: يسرا شمندي
نشرت صحيفة آرمان امروز الإصلاحية تقريرا، بتاريخ 7 مايو/أيار 2025، ذكرت فيه أن عدد الطلاب الإيرانيين في الخارج قد ازداد بشكل ملحوظ، حيث بلغ في عام 2022 نحو 185 ألف طالب، أي ما يعادل خمسة أضعاف ما كان عليه قبل 25 عاما. وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من هؤلاء الطلاب يختارون دراسة العلوم الإنسانية في دول متقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا.
إضافة إلى ذلك، أظهر تقرير للبنك الدولي قبل عامين، أن هجرة الكفاءات كبّدت إيران خسائر مالية تجاوزت 50 مليار دولار، وهو رقم يفوق حتى عائدات إيران النفطية في السنوات الماضية، «نحن الآن نُعدّ شبابا تتجه أفكارهم نحو الخارج، فليس الإنجاز أن نربي نخبا ونرسلهم إلى أمريكا”.
وأضافت الصحيفة أن هذه الكلمات التي قالها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مراسم تكريم المعلمين المتميزين على مستوى إيران كانت بمثابة النفخ في الجمر تحت الرماد، الذي يشتعل من حين إلى آخر ثم يخمد، لكن خمودها لا يعني غيابها أو حتى التقليل من وزن هذه الحقيقة، التي مفادها أن جزءا كبيرا من الطلاب والنخب والخريجين الإيرانيين يفكرون في الهجرة أكثر من أي وقت مضى، وأحيانا يفكرون في الرحيل بأي ثمن وأي تكلفة!
الخسارة الكبيرة للهجرة على الاقتصاد
أكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن صحيفة كيهان أو العديد من مؤيديها يحاولون التغطية على موضوع هجرة الإيرانيين أو تقليل الحديث عنها، فإن هجرة الكفاءات أصبحت من أبرز القضايا التي تشغل بال العديد من المسؤولين في إيران هذه الأيام؛ وهو حدث ألحق أضرارا بالغة بالاقتصاد الإيراني، حيث تسببت في خسارة لا تقل عن 50 مليار دولار.
وتابعت أنه في 8 مايو/أيار من هذا العام، تم عقد حدث “رج” في جامعة شريف الصناعية، وفي هذا الحدث، تم الإعلان عن أن معدل الهجرة في إيران شهد زيادة بنسبة 141% بين عامي 2020 و2021، حيث كان النصيب الأكبر من هذه الهجرة يتعلق بالأجيال الشابة التي تبحث عن فرص أفضل للعيش والدراسة في الخارج.
في هذا السياق، ارتفع عدد الطلاب الإيرانيين في الخارج بشكل ملحوظ، حيث وصل في عام 2022 إلى 185 ألف طالب، وهو ما يعادل خمسة أضعاف العدد في الأعوام الـ25 الماضية، ويختار العديد من هؤلاء الطلاب دراسة تخصصات العلوم الإنسانية في دول متقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا.
وأفادت الصحيفة بأن تقريرا للبنك الدولي أظهر قبل عامين، أن هجرة الكفاءات تسببت في خسارة مالية تجاوزت 50 مليار دولار لإيران، وهو مبلغ يفوق حتى عائدات صادرات النفط الإيرانية في السنوات الماضية.
وفي ضوء ذلك، تعد هجرة الكفاءات البشرية واحدة من الظواهر الاقتصادية المعقدة التي شهدت نموا ملحوظا في العقود الأخيرة، خاصة في الدول النامية، وضمن ذلك إيران.
وصرَّحت الصحيفة بأن هذه الظاهرة، وبشكل خاص عندما ترتبط بخروج النخب العلمية والثقافية والاقتصادية، يمكن أن يكون لها آثار سلبية كبيرة على اقتصاد إيران، وفي هذا التقرير، سيتم استعراض تأثيرات هجرة الكفاءات البشرية على الاقتصاد الإيراني وتقديم اقتراحات للحد من هذا الاتجاه والحفاظ على الموارد البشرية القيمة في إيران.
وأوضحت أنه وفقا للتقارير الأخيرة، شهدت هجرة الطلاب الإيرانيين في السنوات الأخيرة زيادة متسارعة، وقد حدث هذا الارتفاع بينما يختار معظم الطلاب الإيرانيين التوجه إلى دول متقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا، حيث يدرسون تخصصات في العلوم الإنسانية.
أسباب هجرة النخب الإيرانية
قالت الصحيفة إن هجرة الكفاءات البشرية من إيران تُعزى إلى مجموعة من العوامل، في مقدمتها السعي نحو تحسين الظروف التعليمية والمهنية في الدول المتقدمة، فقد أصبحت هذه الدول وجهة مغرية للإيرانيين لما توفره من فرص وظيفية أكثر تنافسية، وإمكانيات معيشية متقدمة، وأمان اجتماعي أفضل.
ويضاف إلى ذلك، أن العديد من الطلاب الإيرانيين يفكرون في الهجرة هربا من التحديات الاقتصادية الداخلية، مثل ارتفاع التضخم وتدهور أوضاع سوق العمل.
وتابعت الصحيفة مؤكدةً أن أحد الأسباب الرئيسية الأخرى للهجرة هو عدم توافر الفرص المناسبة للنمو والتقدم داخل إيران، فالعديد من النخب والخريجين في إيران، بسبب القيود والبيروقراطية الثقيلة، يفقدون الأمل في مواصلة الأنشطة العلمية والبحثية والوظيفية في وطنهم، ويفضلون الاستفادة من مواهبهم خارج إيران.
تأثيرات الهجرة على اقتصاد إيران
ذكرت الصحيفة أن هجرة الكفاءات البشرية تعد من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تراجع رأس المال البشري في إيران، وهو ما ينعكس سلبا على قطاعات حيوية كالتعليم، والبحث العلمي، والتكنولوجيا، فإيران، بما تمتلكه من إرث علمي، وثقافي عريق، تعتمد بشكل أساسي على نخبها وخبرائها لدفع عجلة التقدم في شتى المجالات، غير أن استمرار نزيف الكفاءات بشكل غير منضبط سيؤدي إلى تراجع مستوى الكفاءة والبحث العلمي داخل إيران.
وأضافت أنه من ناحية أخرى، تؤدي هجرة النخب إلى البلدان المتقدمة إلى فقدان الموارد المالية ورؤوس الأموال البشرية التي كان من الممكن استخدامها في المشاريع البحثية والصناعية والاقتصادية داخل إيران، وستؤدي هذه القضية إلى تباطؤ عملية التقدم الاقتصادي والعلمي في إيران.
حلول لتقليل هجرة الكفاءات البشرية
بيّنت الصحيفة سبيلا لمواجهة هذه الأزمة، مشددة على ضرورة اعتماد سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة لتحسين أوضاع النخب والشباب الإيرانيين والحد من الهجرة غير المنضبطة، وفي ما يلي عدد من المقترحات لتقليل هجرة الكفاءات البشرية والحفاظ على النخب داخل إيران:
1-خلق فرص عمل وفرص اقتصادية جذابة: واحدة من أهم الحلول هي توفير فرص عمل مناسبة وقيّمة داخل إيران، ويجب على الحكومة تعزيز بيئة ريادة الأعمال والتوظيف من خلال تقديم حوافز اقتصادية ودعم الصناعات المعتمدة على المعرفة والابتكار.
2-توسيع الإمكانيات التعليمية والبحثية: إن زيادة جودة التعليم والبحث داخل إيران، خاصة في التخصصات التقنية والهندسية، يمكن أن يكون أحد العوامل المهمة في تقليل الهجرة، ويتطلب هذا استثمارا أكبر في البنية التحتية العلمية والتكنولوجية.
3-تشجيع عودة النخب المهاجرة: إن إنشاء برامج لعودة النخب الإيرانية إلى إيران يمكن أن يكون حلا فعالا لتقليل الهجرة، ويجب على الحكومة توفير الإمكانيات والشروط المناسبة لعودة النخب بحيث يمكنهم استئناف أنشطتهم العلمية والاقتصادية بسهولة داخل وطنهم.
4-تعزيز الأمن الاجتماعي والاقتصادي: إن تقليل التضخم، وخلق الاستقرار الاقتصادي، وتحسين مستوى الحياة يمكن أن يقلل من دوافع الهجرة، فإذا شعر الناس بأن لديهم مستقبلا مشرقا داخل إيران، فإن احتمالية هجرتهم ستقل.
5-تعزيز الروابط الدولية والتعاون العلمي: إن إنشاء برامج للتعاون العلمي بين إيران والدول المتقدمة يمكن أن يوفر فرصة للنخب للمشاركة في المشاريع الدولية دون الحاجة إلى الهجرة، وفي الوقت نفسه البقاء داخل وطنهم.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن هجرة الكفاءات البشرية من إيران تعد تحديا جادا يواجه الاقتصاد الوطني، لما تُخلّفه من خسائر مالية فادحة. ولمجابهة هذا الواقع، تبرز الحاجة الماسّة إلى إحداث تحوّل جذري في السياسات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، إذ إن توفير فرص عمل ملائمة، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز البنية التحتية العلمية، من شأنه أن يحد من هجرة النخب، ويهيّئ بيئة ملائمة للنمو والتطور داخل إيران.