شعار الوفاق الوطني لحكومة بزشكيان! تحديات غير مسبوقة تواجه الرئيس الإيراني

ترجمة: يارا حلمي 

نشر موقع “انتخاب” الإيراني، الخميس 24 أبريل/ نيسان 2025، تقريرا تناول فيه سياسة حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان التي تركزت على تعزيز التفاهم مع مختلف المجموعات السياسية، وتوجيه النقد لحكومة بزشکیان بسبب عدم تحقيق شعار الوفاق الوطني كما كان متوقعا.

سياسة بزشکیان

ذكر الموقع أنه منذ البداية، تعرضت سياسة حكومة بزشکیان لانتقادات من قبل مؤيديه، حيث كانت هناك العديد من الانتقادات، خصوصا فيما يتعلق ببطء إجراءات الحكومة؛ ومع ذلك، فإن 8 أشهر من عمل الحكومة تشير إلى أن هذه السياسة كانت ناجحة إلى حد ما.

وتابع أن حكومة مسعود بزشکیان قد تكون واحدة من أكثر الحكومات التي مرت بلا جدل بعد الثورة؛ حكومة تبدو وكأنها تحاول تنفيذ وعودها بهدوء وبما يتناسب مع إمكانياتها.

وأضاف أنه من النادر أن تقدم الحكومة ردودا على منتقديها، حتى أولئك الذين يتجاوزون النقد ليصلوا إلى الهجوم، ورغم أن جزءا من الانتقادات قد يكون صحيحا، إلا أنه في ظل الأوضاع التي كانت تهدد بتوسع التطرف إلى مستويات غير محدودة وظهور قوى ذات توجهات أيديولوجية و”متشددة”، يمكن اعتبار حكومة بزشکیان قناة لاستمرار السياسة العقلانية.

خطوة للأمام من الحكومة

ذكر الموقع أنه لا يُعتبر منع توسيع حجب المواقع الالكترونية والتطبيقات  ورفع الحظر عن تطبيقين أمرا مهما للغاية، إذ كان من المتوقع من المجتمع أن يتم رفع الحجب بشكل شامل وإنشاء بيئة وصول حرة إلى المعلومات، لكن هذا الإجراء يمكن اعتباره خطوة للأمام من جانب الحكومة.

وتابع أن أهمية هذه الخطوة تزداد عندما نتذكر أنه في الحكومة السابقة، كان بدلا من رفع الحجب، يتم متابعة قضية الإنترنت الوطني التي كانت تعني غلق الإنترنت الدولي الحر داخل البلاد بشكل جاد.

وأضاف أن مسعود بزشکیان وقف صراحة ضد قرار الحجاب وقال إن تطبيقه يتعارض مع حقوق الشعب ولا يمكن تنفيذه، وقد يُقال إنه تم اتخاذ القرار بعدم تنفيذ هذا المشروع في المجلس الأعلى للأمن القومي، لكن من الطبيعي أنه إذا كان الرئيس يرغب في تنفيذه، لكان الوضع في المجلس الأعلى للأمن القومي قد تطور بشكل مختلف.

وأوضح أن هناك مسألة مهمة أخرى، وهي بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة؛ وهو حدث رغم أنه قرار جماعي للنظام، إلا أن متابعة الحكومة والجهاز الدبلوماسي لعبت دورا كبيرا في ذلك، خصوصا في ظل حقيقة أن المفاوضات مع الولايات المتحدة كانت تُعد من المحرمات الكبرى طوال هذه السنوات.

وأشار أنه من ناحية أخرى، فإن الحصول على موافقة للاستثمار الأمريكي في إيران هو أحد النقاط التي لم يتم التركيز عليها كثيرا؛ لأن أولا، دخول الاستثمارات الأمريكية إلى إيران يعني رفع التوتر الفعلي بين البلدين ويعتبر علامة هامة.

وأضاف ثانيا، هو للمرة الأولى منذ التوترات الشديدة في السنوات الأخيرة بين البلدين التي يتم فيها طرح مثل هذا الموضوع، وإذا تم رفع العقوبات وفي نفس الوقت بدأ الاستثمار الأمريكي في إيران، فيمكن أن نأمل في حدوث انتعاش اقتصادي ملحوظ في البلاد.

كما أكد أنه حتى الآن، وبما أن المفاوضات ما زالت في بدايتها، فقد أبدى السوق ردود فعل إيجابية، ورأينا انخفاضا في سعر العملات والذهب.

وأفاد أنه كان هناك انتقادات اقتصادية، فالحكومة كان بإمكانها إدارة الوضع الداخلي بشكل أفضل لمنع زيادة أسعار السلع الأساسية، أو ربما كان يمكن اتخاذ تدابير حتى لا ترتفع أسعار العملات والذهب إلى هذه الدرجة قبل بداية السنة الجديدة، ولكن على أي حال، بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة هو خطوة هامة قد تحققت حتى الآن.

التحديات والإنجازات في سياسة حكومة بزشکیان

ذكر الموقع أنه من جهة أخرى، كان المجتمع يتوقع أن يتم تجسيد شعار الوفاق الوطني الذي طرحه بزشکیان على المستوى الاجتماعي أيضا، وأن تأخذ الحكومة مطالب الناس بعين الاعتبار بشكل أكبر، لكن الحكومة اتجهت نحو تعزيز التفاهم مع مختلف المجموعات السياسية، ومن وجهة نظر البعض، تحول الوفاق الوطني إلى تفاعل سياسي.

وتابع أنه لذلك، يعتبر العديد من أنصار الحكومة والناخبين الذين صوتوا لصالح بزشکیان أن هذا النقد وارد، إذ أن بزشکیان لم يتمكن من تحقيق شعار الوفاق الوطني كما كان يُتوقع.

وأضاف أنه مع ذلك، حدث أمر إيجابي في هذا السياق؛ إذ أن الحكومة من خلال تعاملها السياسي مع مختلف الجماعات، استطاعت من جهة أن تحافظ على نفسها بعيدا عن أي جدل، ومن جهة أخرى، منعت المتطرفين من إيجاد حجج لمهاجمتها.

وأوضح أنه في الواقع، أدت الإصلاحات التدريجية لحكومة بزشکیان إلى عزل المتطرفين، وجلبت بعض القوى القوية إلى دعم الحكومة، وهو ما يمكن ملاحظته بوضوح في قضايا مثل قرار الحجاب، تجميع المحتجين، وكذلك في بدء المفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة.

وأكد أنه لا شك أن الحكومة تعاني من العديد من الضعف، لكن حتى الآن، أظهر بزشکیان قدرة جيدة على القيام بالضغط السياسي، مما جعله قادرا على جذب آراء المؤسسات الحاكمة وحتى القوى المعارضة لحل المشاكل المتعددة التي يواجهها البلد. 

وأشار أنه قد تجلى ذلك بشكل ملموس في قضايا مثل الحجاب، رفع الحجب، التفاوض مع الولايات المتحدة، وإلى حد ما في موضوع مجموعة العمل المالي.