- زاد إيران - المحرر
- إيران, طاقة
- 99 Views
ترجمة: دنيا ياسر نور الدين
نشرت وكالة “إيسنا” الإيرانية الرسمية، الأحد 23 مارس/آذار 2025، تقريرا استعرضت فيه التحديات الكبرى التي واجهتها حكومة مسعود بزشکیان خلال عام 2024، وضمن ذلك أزمات الطاقة والاقتصاد، وتصاعد التوترات الإقليمية بعد اغتيال إسماعيل هنية واستهداف قادة المقاومة.
تحديات كبيرة
ذكرت الوكالة أن مسعود بزشکیان انتُخب رئيسا تاسعا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة، 5 يوليو/تموز 2024، بعد منافسة قوية مع سعيد جليلي. وأوضحت أن بزشکیان واجه تحديات كبيرة خلال الأشهر الثمانية التي تلت انتخابه.
وأضافت أن الانتخابات الرئاسية جاءت بعد رحيل إبراهيم رئيسي في مايو/أيار 2024، حيث أُجريت الجولة الأولى من الانتخابات في 28 يونيو/حزيران 2024، وأسفرت عن تأهل كل من مسعود پزشکیان وسعيد جليلي إلى الجولة الثانية.
ثم أُجريت الجولة الثانية في 5 يوليو/تموز 2024، التي أسفرت عن فوز بزشکیان. ومنذ الأيام الأولى لتوليه المنصب، تمسك بوعده الانتخابي الرئيسي، وسعى إلى تشكيل حكومة قائمة على “الوفاق الوطني” في البرلمان الإيراني.
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس المنتخب صرح مرارا خلال المناظرات الانتخابية قائلا: “لسنا في خصومة مع أحد، وسنمد يدنا إلى جميع التيارات السياسية والفئات المختلفة لحل المشكلات.” ومنذ انتخابه وحتى مراسم التنصيب، بذل جهودا لتشكيل حكومة تعكس هذا المبدأ.

تنصيب الرئيس
أكدت الوكالة أن مراسم تنصيب الرئيس المنتخَب جرت في 28 يوليو/تموز 2024 في حسينية الخميني، حيث تسلّم حكم التنصيب من يد المرشد الأعلى. وفي 30 يوليو/تموز 2024، أُقيمت مراسم التنصيب في البرلمان الإيراني بحضور 70 وفدا أجنبيا والأمناء العامين للمنظمات الدولية.
وأوضحت أن من أبرز الحضور في هذه المراسم كان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي عانق الرئيس الإيراني الجديد بحرارة بعد انتهاء كلمته في حفل التنصيب.

اغتيال إسماعيل هنية
أشارت الوكالة إلى أنه لم تمر سوى ساعات على انتهاء مراسم التنصيب حتى استيقظ المجتمع الإيراني على خبر صادم: اغتيال إسماعيل هنية في مقر إقامته بطهران فجر 31 يوليو/تموز 2024، على يد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الوكالة هذه العملية “الإرهابية” بمثابة جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي المليء بالجرائم.
ولفتت إلى أن العام 2024 بدأ بتوترات متزايدة، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا يوم 1 أبريل/نيسان 2024، ما دفع إيران إلى الرد بعملية “الوعد الصادق 1” في 14 أبريل/نيسان 2024، حيث وجّهت ضربة قاسية للكيان المحتل.
تشكيل الحكومة وسط التحديات
أكدت الوكالة أن تشكيل حكومة في ظل هذه الضغوط الداخلية والدولية لم يكن أمرا سهلا، لكن مسعود بزشکیان أثبت قدرته على إدارة الأزمات. ورغم التوترات، استطاع تقديم حكومته إلى البرلمان الإيراني تحت شعار “الوفاق الوطني”، ونجح في الحصول على ثقة المجلس لـ19 وزيرا من الجولة الأولى، ما يعكس دعما قويا من البرلمان لحكومته.
وأوضحت أن پزشکیان بدأ مهامه بإرادة صلبة، سعيا للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتحقيق توازن في التعامل مع التوترات الخارجية، مما جعل مسيرته الرئاسية واحدة من أكثر الفترات تعقيدا في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
پزشکیان.. مواجهة مباشرة مع الأزمات
ذكرت الوكالة أن الحكومة تحت قيادة مسعود بزشکیان لم تبدأ عملها فقط تحت تهديد الحرب، بل واجهت أيضا أزمة في قطاع الكهرباء، التي تفاقمت بشكل كبير خلال فصل الصيف.
ورغم أن الحكومة السابقة بقيادة إبراهيم رئيسي نجحت في تقليل الانقطاعات إلى الحد الأدنى، فإن المشكلة الأساسية لم تُحل بعد. وصرح بزشکیان مرارا بأن “اختلال التوازن في قطاعات المياه والكهرباء والغاز هو أحد التحديات الرئيسية التي واجهتها الحكومة منذ يومها الأول”.
وفي مواجهة العجز في إنتاج الكهرباء مقارنة بالطلب، سعت الحكومة إلى تقليل الانقطاعات في القطاع المنزلي، لكن قطاع الصناعة كان الضحية الأكبر.
وقدم الرئيس وعدا للشعب بزيادة إنتاج الكهرباء المتجددة بشكل ملحوظ، وتجاوز الأهداف المحددة في الخطة التنموية الخمسية السابعة، بهدف حل أزمة انقطاع الكهرباء بحلول صيف العام المقبل.
تحديات مالية وضغوط اقتصادية
قالت الوكالة إن أحد أبرز التحديات التي واجهت الحكومة في أيامها الأولى كان العجز في الميزانية، خاصة في ما يتعلق بدفع مستحقات مزارعي القمح، وتعديل رواتب المتقاعدين، وصرف مكافآت نهاية الخدمة.
وفي الوقت ذاته، كانت الحكومة تواجه التزامات مالية ضخمة، مثل ديونها لصندوق الضمان الاجتماعي ومستحقات المقاولين في وزارتي الطرق والطاقة.
وأشار الرئيس بزشکیان في مناسبات عدة، إلى أن الضغوط الاقتصادية كانت من أبرز المشكلات التي واجهها منذ بداية الحكومة، وقال: “الضغوط الاقتصادية كانت من أبرز المشكلات التي واجهناها، لكننا نجحنا بفضل إذن قائد الثورة الإسلامية في تأمين بعض الموارد من صندوق التنمية الوطنية لسد جزء من العجز”.
التوترات الدولية
ذكرت الوكالة أن حكومة مسعود بزشکیان لم تواجه تحديات داخلية فحسب، بل تزامنت هذه الأزمات مع تصعيد خطير في التوترات الدولية.
ففي 27 سبتمبر/أيلول 2024، شن الاحتلال الإسرائيلي هجوما على أحد مقار حزب الله في جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وعباس نیلفروشان، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.
وأكدت الوكالة أن هذه الجريمة فجّرت موجة غضب واسعة في إيران والعالم الإسلامي، حيث بات الصمت “مستحيلا”. وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، نفذت القوات المسلحة الإيرانية عملية “الوعد الصادق 2″، التي وجهت ضربة موجعة جديدة للاحتلال الإسرائيلي.

تحد جديد
ذكرت الوكالة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يكن التحدي الوحيد الذي واجه الحكومة الإيرانية الناشئة خلال فصل الشتاء، بل إن أزمة اختلال توازن الغاز عادت لتشكل معضلة كما في السنوات الماضية، ما وضع الحكومة أمام اختبار جديد مع حلول موسم البرد.
أشارت إلى أن تأمين الغاز للاستهلاك المنزلي والصناعي كان أحد التحديات الكبرى التي واجهتها الحكومة في الشتاء الماضي، وأدى إلى إغلاقات واسعة في مختلف القطاعات.
وفي محاولة لمواجهة الأزمة، أطلق الرئيس مسعود يزشکیان حملة “خفض درجتين” لتقليل درجة حرارة أنظمة التدفئة بمقدار درجتين، وتوجيه المواطنين للمساعدة في إدارة أزمة الغاز.
استجابة جيدة
أوضحت الوكالة أن المواطنين استجابوا بشكل جيد للحملة، مما ساعد الحكومة على تجاوز الأزمة. كما أكد وزير النفط، محسن باکنژاد، أن العقود التي أبرمتها الوزارة ستسهم في تقليل مشكلة اختلال التوازن في الغاز بحلول العام المقبل.
أزمة الذهب
في ما يخص أزمة الذهب، أكدت الوكالة أن ارتفاع أسعار الذهب والدولار كان من أكبر التحديات التي واجهتها الحكومة، مشيرة إلى أن معيشة المواطنين تُعدّ عاملا رئيسيا في مدى رضاهم عن أداء الحكومة.
وأضافت أن الرئيس مسعود بزشکیان تبنى استراتيجية “التوافق الوطني”، وجعلها أولوية لحل المشكلات الاقتصادية، مشيرا إلى أنه “إذا أردنا حل مشاكل الشعب، فلا بد أن نتكاتف ونصغي إلى صوت الحقيقة”.
ذكرت أن البرلمان الإيراني قرر المضي قدما في استجواب وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي في 3 مارس/آذار 2025، بعد أن تعالت الأصوات المطالبة بعزله. هذا القرار كان تحديا جادا للحكومة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها.