جدل برلماني في إيران حول رسالة “غامضة” من الأمن القومي تقيد حرية النواب بشأن مفاوضات واشنطن

ترجمة: دنيا ياسر نور الدين 

نشرت وكالة “خبر أونلاين” الإيرانية المحافظة المحسوبة على مكتب  علي لاريجاني، الثلاثاء 27 مايو/أيار 2025، تقريرا استعرضت فيه  الجدل الدائر في البرلمان الإيراني حول رسالة مزعومة من الأمن القومي تطالب بتقييد تصريحات النواب بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة وسط نفي عدد من النواب تلقيهم لها. كما سلّط الضوء على التوتر بين مقتضيات الأمن القومي وحق النواب في التعبير الحر.

ذكرت الوكالة أن أحد نواب البرلمان الإيراني، میثم ظهوریان، النائب عن مشهد والمقرّب من ممثل المرشد الأعلى الإيراني  سعيد جليلي، أعلن في جلسة علنية للبرلمان الإيراني، عن وجود رسالة من وزارة الخارجية، تم تمريرها عبر أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، تتضمن تعليمات واضحة حول ما يجوز وما لا يجوز التصريح به من قِبل النواب فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة.

وأضافت أن ظهوریان اعتبر ذلك تدخلا غير مقبول في شؤون النواب، قائلا: “هذه ليست من شأن مجلس النواب”، مشيرا إلى أن الرسالة تُقيّد حرية النواب، وهو ما يتنافى مع المادة 86 من الدستور الإيراني، التي تكفل حرية الرأي لأعضاء البرلمان.

تابع ظهوریان حديثه من على منبر الجلسة العلنية يوم الأحد 25 مايو/آيار 2025، مؤكدا أن ما يجري من مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لا بد أن يكون قابلا للنقاش بين النواب، فالبعض قد يوافق والبعض قد يعارض، وهذا أمر طبيعي، معتبرا أن تدخل بعض الجهات وتقييد هذه الحرية يُعد خرقا للدستور.

نفي واستغراب من وجود الرسالة بين النواب

أردفت الوكالة أن ما زاد من غموض الموقف هو أن عددا من النواب نفوا علمهم التام بوجود هذه الرسالة، ما يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت الرسالة قد وُزعت بشكل انتقائي، أم أنها لم تُرسل أصلا إلى كافة النواب.

عضو لجنة الأمن القومي: لم أتلقَ الرسالة ولا علم لي بها

أضافت الوكالة أن أحمد بخشایش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، قال في تصريح له: “لم تصلني أي رسالة بهذا الخصوص ولا علم لي بها. نحن في اللجنة نلتقي مسؤولي وزارة الخارجية بعد كل زيارة خارجية، ويقدمون لنا توضيحات، ولكن إن وُجدت مثل هذه الرسالة، فقد يكونوا ارتأوا عدم إبلاغ اللجنة بها”.

وتابع بخشایش قائلا: “لا أظن أن هناك سابقة لهذا النوع من الرسائل، فمن خلال خبرتي في الدورات السابقة للبرلمان، لم يسبق أن حدث ذلك. أحيانا يُطلب من النواب مراعاة بعض الخطوط الحمراء فيما يخص المصالح الوطنية، لكن ليس بهذه الصورة”.

نائب مشهد الآخر: لم أتلقَ رسالة ولا حتى رسالة نصية

بيّنت الوكالة أن نائبا آخر عن مشهد، حسنعلي أخلاقي أمیري، أكد بدوره أنه لم يتلقَ أي رسالة مكتوبة أو حتى نصية بهذا الشأن، داعيا الصحفيين إلى مراجعة أعضاء هيئة رئاسة البرلمان للحصول على ردّ رسمي.

وأوضح أخلاقي أن النظام يستطيع، تبعا للظروف، فرض بعض القيود على مستوى نقل المعلومات، فخلال فترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية الإيرانية)، كانت هناك قيادة عليا للإعلام تُقرر ما يمكن وما لا يمكن تداوله. من الطبيعي في حالات خاصةً أن تقبل العامة بقيود على المعلومات. لكن تحديد ما إذا كانت الظروف تستدعي هذا الآن ليس من صلاحياتي.

عضو بهیئة الرئاسة: لا تراسلوا النواب الآن!

اختتمت الوكالة تقريرها، بالإشارة إلى أن أعضاء هيئة رئاسة البرلمان أيضا أنكروا علمهم بأي رسالة من هذا القبيل. وتابعت أن أحد أعضاء الهيئة، الذي رفض الكشف عن اسمه، قال صراحة: “لم أتلقَ أي رسالة ولم أسمع بها. لدينا انتخابات هيئة رئاسة يوم الثلاثاء، رجاء لا تتواصلوا مع النواب حاليا”.