- زاد إيران - المحرر
- 48 Views
كتب- مدحت أبو الخير
أثارت قضية سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان كثيراً من الجدل، لذلك أجرينا هذا الحوار الخاص مع الدكتورة نيفين مسعد، أستاذ النظم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، لنسألها عن المستفيدين من وفاة إبراهيم رئيسي، كما سألناها عن مدى تورط أمريكا وإسرائيل في مقتل الرئيس الإيراني، والسياسات الخارجية والداخلية للبلاد.
من المستفيد من وفاة إبراهيم رئيسي؟
المستفيد من وفاة إبراهيم رئيسي، كل خصومه السياسيين، لأن إبراهيم رئيسي ينتمي إلى التيار المتشدد، وربما يكون لدى الإصلاحيين أمل في أن يعقب إبراهيم رئيسي، رئيسٌ من التيار الإصلاحي، لأنه لو أكمل رئيسي دورته وأجريت الانتخابات في العام القادم كما كان مخططاً لها، لفاز -بالتأكيد- وكانت جُددت له الرئاسة.
ومعنى ذلك أن أمامه 4 سنين غير هذه السنة الحالية، والسنة القادمة فيها تيار متشدد موجود على رأس السلطة التنفيذية، إضافة إلى سيطرة المحافظين على البرلمان والسلطة القضائية، فإن الخصوم السياسيين- الإصلاحيين- هم المستفيدون، ولا أرجح فوزاً إصلاحياً في الانتخابات المبكرة.
هل وفاة رئيسي ضربة موجعة لخامنئي؟
يوجد قولان في هذه المسألة: القول الأول هو أن خامنئي كان يعد إبراهيم رئيسي ليكون خليفته، والكل داخل الدولة على علم بذلك، وكان يتعامل مع إبراهيم رئيسي كمرشد مُقبِل، والقول الثاني هو أن الترويج لسيناريو تولي إبراهيم رئيسي منصب المرشد بعد خامنئي، هو بحد ذاته كان الأزمة في بروز نجم رئيسي في عالم السياسة بإيران.
كيف استفاد النظام الإيراني من مقتل رئيسي؟
لا توجد أي استفادة من مقتله، بالعكس إذا أخذنا الحادثة باعتبارها واقعة طبيعية، فإن الحادثة أثرت على الدولة وعلى استقرارها الداخلي والخارجي.
كما أن الحادثة تسببت في عقد انتخابات مبكرة في وقت صعب جداً، لأن إيران لم يكن من الوارد لديها أن تقْدم على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكن وفاة رئيسي صنعت لها ظرفاً شديد الصعوبة لم تكن في حاجة إليه الآن؛ في ظل الحرب التي تخوضها سواء بنفسها أو بالوكالة ضد إسرائيل في المنطقة.
كذلك، فإن ما حدث تسبب في ظهور فراغ في السلطة، فإذا افترضنا أنها حادثة طبيعية، ولا دخل لإسرائيل بالحادث، فإن ذلك يؤكد أن إيران مخترقة من الداخل، وأن هناك أيادياً في الداخل هي التي فجرت طائرة الرئيس الإيراني. كما توجد عدة علامات استفهام غير مريحة خاصة بالحادثة، وطبعاً فإنَّ كشف ملابسات الحادثة سيستغرق سنوات طويلة.
من هم خلفاء المرشد الأعلى المتوقعون بعد وفاة رئيسي؟
الشخص المرشح رقم واحد الآن هو مجتبى خامنئي، بعد غياب إبراهيم رئيسي، هل سيحدث هذا أو لا؟ هذا شيء غير مؤكد، خصوصاً في ظل معارضة خامنئي.
هل يتفوق المعسكر الإصلاحي على المحافظين في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية؟
انطباعي عن إيران يؤكد أن الرئيس القادم ليس إصلاحياً، خاصةً أن هذه المرحلة تحتاج إلى رئيس من وجهة نظر إيران يمسك بزمام الأمور بشكل أكثر صرامة، لأن هناك حديثاً كثيراً عن مؤامرات ودسائس وتدخُّل في الأمور الإيرانية الداخلية، واختراق أمني، لذلك فإيران في حاجة إلى قبضة قوية تنفيذية أمنية، وأرشح فوز الجناح المحافظ.
بعد مقتل رئيسي.. ما التأثيرات المحتملة على الحوثيين؟
نحن أمام مسارين مختلفين، لأن ما حدث في إيران من وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، وما يحدث في غزة، غير مرتبطٍ أحدهما بالآخر، ودعم الحوثيين لغزة ربما يرجع إلى أن الحوثيين أصحاب مصلحة في استمرار التصعيد، لأن التصعيد أكسبهم نوعاً من القبول عند الشارع العربي المتعاطف بشدة مع الفلسطينيين في غزة، فكونهم هم من استهدفوا السفن الإسرائيلية وأصابوا أهدافاً كثيرة أكسبهم شعبية في الشارع العربي باعتبارهم الذين يخدمون القضية الفلسطينية أكثر من السنة.
لماذا نفت إسرائيل ضلوعها في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟
إسرائيل لا تريد الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، وعند استهدافها القنصلية الإيرانية في سوريا لم تعلن ذلك؛ تجنباً للاشتباك العسكري مع إيران، لذلك لك أن تتخيل أن يثبت على إسرائيل تورطها في إسقاط طائرة الرئيس الإيراني، ستكون النتائج كارثية.
هل تورطت أمريكا في مقتل الرئيس الإيراني؟
أمريكا غير متورطة في مقتل رئيسي، بل العكس طوال الوقت تدافع أمريكا عن حصر المواجهة بين إسرائيل وحماس، وضد توسيع نطاق الحرب، ومن ثم فهي لن تستفيد شيئاً من قتل رئيسي ووزير خارجيته، خاصةً أن هناك مفاوضات في سلطنة عمان برعاية أمريكية، لتهدئة الموقف بين إيران وإسرائيل، والبحث عن حلول للمشاكل والعقوبات الأمريكية على طهران.