صورة مزعومة لنتنياهو تُثير الجدل.. صحيفة إيرانية ادّعت أن طهران استطاعت اختراق مكتب رئيس وزراء الاحتلال 

بنيامين نتنياهو- أرشيف- جيتي

كتبت- إيمان مجدي

نشرت صحيفة اطلاعات الإيرانية، يوم الجمعة ٢ أغسطس/آب ٢٠٢٤م نقلًا عن موقع صابرين نيوز الإيراني، صورة زعمت أنها لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكان عمله بتل أبيب، وبحسب زعم الصحيفة أن الصورة تم التقاطها من قِبل إيران، دون أن تكشف الصحيفة عن الطريقة التي قامت بها إيران بالتجسس على نتنياهو والتقاط صورة له.

وكان قد طلب مكتب نتنياهو يوم الأربعاء ٣١ يوليو/تموز ٢٠٢٤م من وزرائه عدم التعليق على اغتيال هنية، إلا أن وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو خالف الأمر وعلق على الحادثة قائلًا: “موت هنية يجعل العالم أفضل قليلًا، لا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الوهمية”.

الصورة التي نشرتها الصحيفة أثارت الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، وباتت مثار تساؤل كبير حول مدى قدرة إيران على اختراق الداخل الفلسطيني المحتل والوصول إلى مكتب نتنياهو.

قدرة إيران على مهاجمة إسرائيل

لكن في الوقت نفسه، يطرح نشر مثل هذه الصورة، التساؤل حول جدية إيران في استهداف إسرائيل للرد على حادث اغتيال هنية في طهران.

صورة نشرها إعلام إيراني وقال انها لنتنياهو في مكتبه

تناولت الصحافة الإيرانية موقف إيران من الهجوم على إسرائيل، حيث أفاد موقع تجارت نيوز يوم الجمعة ٢ أغسطس/آب ٢٠٢٤م أن إيران أخبرت مجلس الأمن أن الحرس الثوري الإيراني سوف يهاجم إسرائيل. 

وعليه فإن إيران أطلعت مجلس الأمن على نيتها باتخاذ إجراء انتقامي للدفاع عن نفسها ضد إسرائيل وفقًا للمادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة. وتنص هذه المادة على أن: “ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالًا لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورًا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس -بمقتضى سلطته ومسؤوليته المستمدة من أحكام هذا الميثاق- من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه”. 

ومن الجدير بالذكر أن المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي صرح أن تهديد إيران بالانتقام لإسماعيل هنية تسبب في قلق المسؤولين في الغرب. وأضاف: يجب أن نأخذ كلام المرشد الإيراني بالانتقام من إسرائيل على محمل الجد. وتابع: أثبتت إيران بشكل عملي من قبل أن لها القدرة على شن هجوم على إسرائيل، وأنها تميل إلى شن هجوم كبير. ومن هنا يجب أخذ تهديدات المسؤولين في طهران ضد تل أبيب على محمل الجد.

تحركات دبلوماسية إيرانية 

ورغم أن إيران قد أعلنت رسميًا أنها سوف ترد على اغتيال هنية، إلا أنها في الوقت نفسه تسعى من خلال القنوات الدبلوماسية، إلى محاصرة إسرائيل حول العالم، وقد تحدث القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري مع الممثل الأوربي جوزيف بوريل  حول تبعات العمل الإجرامي للاحتلال الإسرائيلي باغتيال إسماعيل هنية وتبعاته السياسية والأمنية في انتهاك الأمن الإيراني، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وذلك وفق ما قال بيان  للخارجية الإيرانية.

أشار باقري إلى حضور إنريكي مورا ممثلًا عن الاتحاد الأوروبي في مراسم تنصيب الرئيس الدكتور بزشكيان، وقال: الإجراء الإرهابي الذي قام به الاحتلال الإسرائيلي باغتيال هنية في طهران بالإضافة إلى أنه تجاوز للسيادة الإيرانية وانتهاك لحكمها القومي، إلا أنه تسبب كذلك في تجاوز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي إلى خطر، وإيران بلا شك ستستغل حقها الذاتي والمشروع لمعاقبة العصابة الصهيونية المجرمة.

وتابع: أنه يريد عقد جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بناءً على طلب إيران، وأكد أن إجراءات بعض الدول الأوروبية وسكوتها أيضًا تجاه زيادة حرب كيان الاحتلال في اليمن ولبنان تسبب في تشجيع الاحتلال على استمرار تجاوزاته التي ستعمل على زعزعة السلام والاستقرار في المنطقة.

أكد بوريل على حق إيران المشروع في الدفاع عن حكمها وسيادة أراضيها، كما أعرب عن قلقه بشأن زيادة التوتر وحدوث حرب في المنطقة وآثارها وتبعاتها بالنسبة للشعوب.

أنهى باقري حديثه بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقوم بــمسؤوليته في الحفاظ على السلام والأمن الدولي، وعليه أن يضغط على كيان الاحتلال لمنعه من استمرار جرائمه؛ لأن عدم اتخاذ إجراء جاد من الطرف الأوروبي لكبح كيان الاحتلال سيؤدي إلى تشجيع العصابات المجرمة الحاكمة في تل أبيب على تهديد السلام، والاستقرار، والأمن الإقليمي والدولي.

إيران ماضية في الرد

لا يجب التغافل عن أن المرشد الأعلى علي خامنئي  قد أكد على أن إيران سوف ترد على اغتيال هنية، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي جهز لنفسه عقوبة صعبة بتنفيذه هذا الاغتيال؛ وأن إيران ستعتبر إراقة دم ضيفها العزيز الشهيد في عقر دارها واجبها، وستنتقم لأجله.

كما علق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على الاغتيال وقال إن إيران تدافع عن سيادة أراضيها، وعزتها، وشرفها، وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة. واستشهد بالآية رقم ٤٧ من سورة إبراهيم: “إن الله عزيز ذو انتقام”.

وكتب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قالیباف عبر صفحته الشخصية على منصة إكس أن إيران وجبهة المقاومة لن تمرر دم أخيها الشهيد مرور الكرام.

وكذلك غرّد نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية ووزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف قائلًا: إن هذا الاغتيال الجبان لضيفنا سيضاعف عزيمة إيران في الدفاع عن نفسها ودعمها لإرادة الشعب الفلسطيني في المواجهة لأجل حريته، ولا يجب أن يسمح العالم بتحقيق أهداف نتنياهو التخريبية.

اعتبر القائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري اغتيال هنية انتهاكًا بشعًا لمبادئ الحقوق الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وتعدي على الأمن القومي وسيادة الأراضي الإيرانية. وتدين إيران هذا الفعل المجرم بشدة، وتؤكد على حقها في الرد المناسب.

وغرّد باللغة العربية وزير الثقافة الإيراني محمد مهدي إسماعيلي قائلًا: إنا من المجرمين منتقمون، سنصلي في القدس إن شاء الله. في إشارة واضحة منه إلى الانتقام لدم هنية، بالإضافة إلى تحرير فلسطين من كيان الاحتلال.

وعلق مرجع التقليد حسين نوري همداني قائلًا: “لتعلم إسرائيل الغاصبة أن جبهة المقاومة لن تتوانَ عن تدمير إسرائيل، بل ستستمر في طريقها أكثر من ذي قبل”.

كما كتب أمين المجلس الاستراتيجي للسياسة الخارجية عباس عراقجي عبر منصة إكس أن الاحتلال الإسرائيلي الغاصب سيدفع ثمنًا باهظًا دون شك، ولن يصل إلى هدفه بإعاقة طريق الحكومة الجديدة في بداية عملها.