ظريف في خانة الهجوم والانتقاد.. ساسة ونشطاء يهاجمونه بعد تعيينه نائباً لبزشكيان، ويكشفون أسباب ذلك

بزشكيان وظريف- منصات التواصل

كتبت- إيمان مجدي

أثارت تغريدة لوزير الخارجية الإيراني الأسبق جواد ظريف، يوم الجمعة 2 أغسطس/ آب 2024م، الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما تحدث فيها حول الأسباب التي دفعته لقبول منصب نائب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، للشؤون الاستراتيجية، رغم أنه قد سبق أن تحدث عن أنه «زاهد في المناصب الحكومية».

ظريف الذي لعب دورًا كبيرًا في حملة الانتخابات الخاصة بالرئيس الإيراني بزشكيان، غرد صباح يوم الجمعة 2 أغسطس/ آب 2024م عبر منصة “إكس”، على هامش تعيينه كمساعد للرئيس للشؤون الاستراتيجية، ونشر جواب تعيينه واستهل تغريدته قائلًا: “السلام عليكم. أشكر شهامة شعب إيران العزيز للغاية. كما تشرفت خلال ثلاثة أسابيع في وقت التنافس الانتخابي برئاسة المجلس الانتقالي، صرحت أكثر من مرة أني أؤمن بوجوب إعطاء الفرصة لتواجد الفكر والمواقف الجديدة في الإدارة العليا للبلاد لحل المشاكل والسير في طريق التطور”.

وأضاف ظريف في تغريدته: “زملائي الذين شرفت بالعمل إلى جانبهم في اللجان والمجلس الانتقالي سيشهدون أن أهم أولوياتي وكذلك العديد من زملائي ضمان دخول المتخصصين الشباب والأكفاء”.

وتابع ظريف: “أتمنى وأسعى أن تكون محصلة هذا التكليف والجهود أن تجعل أمنيات الشعب متحققة في التشكيل الحكومي المرتقب، وذلك مع وعي وشجاعة الدكتور بزشكيان”.

كما قال كذلك: “بناءً على المعتقد نفسه، لم أكن أنوي على حمل مسؤولية في الحكومة. لكن خلال الأيام السابقة، القلق والاضطرابات وإصرار المواطنين الأعزاء وخاصةً على منصات التواصل الاجتماعي تسبب في تغيير تلك النظرة بشكل أو بآخر مضطرًا، ومن هنا كان اقتراح الزملاء القبول بمنصب نائب الرئيس للشؤون السياسية”.

ن الجدير بالذكر أن ظريف كتب هذه التغريدة بعد دقائق من رَدِّهِ على أحد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يدعى حسين إبراهيمي إذ نشر هذا الناشط الإيراني كلام ظريف السابق الخاص بعدم الرغبة في تولي أي منصب حكومي، ساخرًا منه، وهو يقول إن التشكيل الجديد للحكومة سيقوم على أساس الشباب، وكتب وسم (هاشتاج) تحت اسم “معاون راهبردي” أي النائب الإستراتيجي.

وجاء رد ظريف عليه بنفس محتوى التغريدة التي نشرها لاحقًا، الاختلاف فيها أنه شكره على الإشارة إلى تصريحه السابق، وطلب منه ألا يَحْرِمَهُ من إرشاداته في هذا الطريق.

لاقت تغريدة ظريف العديد من ردود الفعل بين مؤيد ومعارض، يأتي أبرزها في السطور التالية.

رد الشاعر والصحفي في موقع إندبندنت فارسي داريوش معمار على ظريف قائلًا: من الجيد أن الشعب الإيراني اعتاد على خُلْف الوعود وتغيير الكلام ووجهات نظر الساسة في إيران. لا تقلق كان الجميع يعلم منذ اليوم الأول أن مجاملتك بشأن عدم قبول منصب في حكومة بزشكيان سياسية.

وعلق الخبير في إدارة الأعمال والعمل عبر الإنترنت وحيد خاتمي قائلًا: لن نتركك وحدك دكتورنا العزيز المحبوب محمد جواد ظريف، وأنت لا تترك الدكتور بزشكيان حفظه الله.

علق الباحث في التاريخ حسين دهباشي قائلًا: على الرغم من جميع جهودك المؤثرة في الانتخابات، واستيلائك أنت ومحمد جواد آذري جهرمي على الطاولة بالمقارنة مع أشخاص مثل محمد رضا عارف، أَنتُما أكثر شبابًا وكفاءة، ولكن لم تكن هناك حاجة إلى إعطاء وعود كاذبة أيام الانتخابات لجذب القلوب وجمع الأصوات.

كما رد الصحفي أمير سلطان زاده قائلًا: متى كانت آخر مرة أعطيت فيها وعدًا “حقيقيًا”؟

وعلق عليه مؤثر آخر يُدعى مالك جاموري بمقطع فيديو ساخر يرد فيه حديث سابق لظريف عن عدم تعليق خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي وأن من يقول إن الاتفاق النووي قد أُلْغِيَ يُترجم خطأ. وكتب مع الفيديو: لماذا تزعج نفسك؟ اعتدنا على كلامك الصحيح، وهذا لا شيء بالنسبة لأحاديثك السابقة، تحدث كما يحلو لك.

في حين احتج حميد رسايي، ممثل البرلمان الثاني عشر، على هذا الحكم وهاجم ظريف على صفحته على تويتر: “سيدي، إن تعيين هذا الشخص الموالي لأميركا نائبًا، بعد يوم واحد فقط من استشهاد هنية على يد النافذين الصهاينة في طهران وبعد مراسم الدفن الرائعة لجثمان هذا الشهيد المقاوم من قبل الشعب، لا يوحي بأي معنى. رسالة جيدة للمجتمع، رغم أنها بالتأكيد تسعد الأميركيين والصهاينة”.

وقد اعترض الإمام جمعة سمنان على هذا التعيين في خطبه في صلاة الجمعة وقال: “لا يزال البعض يعتقد أن أمريكا هي إله العالم والمنقذ. من السهل التفكير في وضع المجرم بدلاً من العقوبة. ومن المؤسف استخدام هؤلاء الأشخاص في القضايا الإستراتيجية. هذا الشخص الساذج يقول إننا نعرف العالم بشكل أفضل”.

تجدر الإشارة إلى أن ظريف كان يدعم مسعود بزشكيان خلال فترة حملته الانتخابية، بالإضافة إلى كونه مستشاره الانتخابي، ومن ثم عيَّنه بزشكيان رئيسًا للمجلس الانتقالي للحكومة وتعهد باختيار أعضاء التشكيل المؤقت.

انعقدت تلك الانتخابات الطارئة بعد سقوط مروحية الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي. وقد تقلد ظريف منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس الأسبق حسن روحاني في الفترة من 2013 حتى 2021، وكان مهندس خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي المعروفة في الإعلام الإيراني بالـ “برجام” التي تم إبرامها في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام ٢٠١٥م، وانسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.