كيف سترد إيران على اغتيال هنية؟ ساسة ومسؤولون إيرانيون يكشفون تفاصيل هجوم طهران المرتقب على إسرائيل

كتبت-رضوى أحمد

خرجت العديد من التصريحات من الجانب الإيراني يوم الأحد 4 أغسطس/آب 2024، بخصوص الرد المرتقب من طهران ضد الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران يوم الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024.

وقد تنوعت التصريحات ما بين الوعيد لإسرائيل برد قوي، وما بين الحديث عن نوع الرد الإيراني وبعضًا من تفاصيله، في هذا التقرير نرصد تصريحات المسؤولين الإيرانيين بخصوص تفاصيل الرد على هذا العدوان.

تصريحات القائد السابق للحرس الثوري 

التصريح الأول كان على لسان حسين كناني مقدم القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الذي قال في مقابلة مع جريدة ستاره صبح الأحد 4 أغسطس/آب 2024، إن: “رد إيران على اغتيال هنية يسير على طريق مشترك ولن يكون من إيران فقط، بل جبهة المقاومة بأكملها جاهزة للانتقام لدماء إسماعيل هنية. وأنه بالرغم من معارضة إيران لانتشار الحرب في المنطقة، لكن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية وعليها انتظار العقوبة القاسية من إيران”.

وأشار إلى رغبة إيران في مفاجأة أمريكا وإسرائيل وأنها لا تسعى لإبلاغهم بهجماتها للانتقام لدماء “الشهيد هنية”، وأن هذا الرد لن تتمكن إسرائيل وحلفاؤها من الرد عليه.

كما قال كناني: “حرب إيران مع إسرائيل ستكون على جبهات الهجوم السيبراني، وكذلك على الجانب الاقتصادي والسياسي والنفسي والعسكري”.

رئيس البرلمان الإيراني

من جانب آخر قال محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني والمرشح السابق في انتخابات الرئاسة الإيرانية، في الجلسة العامة للمجلس صباح السبت 3 أغسطس/آب 2024 إن: ” إيران سوف تلقن درسا تاريخيا لهذا العدو الإرهابي، إسرائيل، ومؤيده المخادع أمريكا”.

قاليباف أضاف: “في هذا الصدد فإنني كممثل لنواب الشعب، وباسم عامة الشعب الإيراني، أعلن أن المجلس الإسلامي يطالب برد فعل رادع مع الحفاظ على المصالح الوطنية، حتى يكون الرد جديرا بكرامة ضيفنا الشهيد، ونؤيد تمام قرارات الجهات المختصة بشأن ونوع وطريقة الرد على الهجوم”.

استخبارات الحرس الثوري 

من جانبه قال الرئيس السابق لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني حسين طائب إن: “نتنياهو ومعارضيه، داخل إسرائيل، أصبحوا يعتقدون أن إسرائيل على وشك الانهيار، وإذا استمر الوضع على هذا النحو، في الحرب الحالية، فقد تختفي الدولة اليهودية بحلول عام 2028. ويرى نتنياهو والتيارات المتطرفة والمحافظة أن إسرائيل لن تستمر حتى الذكرى الثمانين لتأسيسها”.

وأضاف طائب أنه: “بفضل الله، سيتم الانتقام من إسرائيل من خلال تصميم سيناريو جديد ومثير للدهشة، ويجب أن يعلم أعداء الثورة الإسلامية أن إيران مستعدة دائمًا لمواجهة التهديدات والدفاع عن حقوقها”.

وفي حديث علي بيكدلي لوكالة آرمان ملي قال: “ستتخذ إيران إجراءات مضادة وهذه القضية وشيكة. ومع ذلك، يُعتقد أن حجم هذا الإجراء لن يكون واسعًا جدًا وسيتم التحكم فيه. وفي الهجوم الإيراني بطائرة بدون طيار على إسرائيل، شهدنا أيضًا هجومًا مدروسًا، ويبدو أن الإجراء الإيراني الجديد سيكون بنفس القدر من الشدة”.

كما قال محلل العلاقات الدولية الدكتور علي بيكدلي: “تحاول إيران القيام بذلك بدبلوماسية خاصة كما كانت في الماضي. ولن يكون هذا الإجراء بشكل يسمح لإسرائيل أن ترد مرة أخرى. ومما لا شك فيه أنه لا إيران ولا الولايات المتحدة ولا النظام الصهيوني يبحثون عن حرب واسعة النطاق، ولهذا السبب لن يتخذوا أي إجراء يتحول في النهاية إلى حرب واسعة النطاق”.

كما أضاف محلل العلاقات الدولية الدكتور علي بيكدلي: “هذا هو النهج الذي اتبعته إيران في الماضي أثناء اغتيال الجنرال سليماني والهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا. ويرى البعض أنه في الوضع الحالي يجب أن يقوم المبدأ على ضبط النفس والانتباه إلى أن سياسة الانتقام ستنتهي بالأذى. وحفظًا لأمن إيران وكرامتها على الساحة الدولية، تحتاج إيران أيضًا إلى التحرك للانتقام من اغتيال هنية في طهران. ومع ذلك، يجب السيطرة على هذا العمل وأن يكون مصحوبًا بدبلوماسية سرية”.

وأشار نزار شفيعي الخبير في القضايا الدولية في حوار مع وكالة مردم سالاري، في حديثه عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران وتزامنه مع تنصيب الرئيس المنتخب إلى أن مسعود بزشكيان سوف يتصرف في إطار من شأنه أن يضع إسرائيل في موقف صعب، وإن هذه القضية قد تزيد من دعم إيران للمقاومة، وبالتالي تضيق المجال أمام إسرائيل أكثر من ذي قبل.

وأكد شفيعي أنه مع اغتيال هنية، لم يبق للإسرائيليين أي خط أحمر،

والآن على إيران أن تنظر في رد الفعل الذي ستظهره، وما هو رد الفعل الذي يمكن أن يكون لها في الأساس؟ وماذا ستكون نتيجة رد الفعل هذا؟ وهل ينوي نتنياهو فعلاً إدخال إيران في صراع في إطار محادثاته؟

فبعد استشهاد هنية ونائب حسن نصر الله فإن هذه العواقب تكفي لجعل المنطقة الآن عرضة للحرب بكل الطرق.

في حين قال المتحدث السابق باسم وزارة خارجية الجمهورية الإيرانية رامين مهمانبرست إن المسؤولين في إيران سيسعون إلى الرد المؤلم على النظام الصهيوني بإجراءات المرشد الأعلى تجاه النظام الصهيوني، ومن ناحية أخرى، لن يسمحوا بتنفيذ مؤامرات الأعداء وتفعيلها.

جدير بالذكر أنه في يوم الأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.