- زاد إيران - المحرر
- 46 Views
كتب – حسن قاسم
تسعى إيران إلى إنتاج 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية بحلول عام 2041م. وتمتلك هذه الدولة الآن محطة طاقة نووية نشطة بقدرة 1000 ميغاواط في بوشهر، والتي تم إنشاؤها بمساعدة روسيا في عام 2011.
نسرد في هذا التقرير أهم أنشطة إيران النووية خلال عدة أشهر الماضية، وأثر هذه الأنشطة على إيران، ونخص بالذكر مفاعل طهران النووي ومفاعل نووي أصفهان وتدشين وحدة إنتاج سداسي فلوريد اليورانيوم.
أشار تقرير نشره موقع (يورو نيوز) بتاريخ 1 فبراير/ شباط 2024 إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد أعلنت العام الماضي أن إيران زادت سرعة إنتاجها من اليورانيوم بتركيزات قريبة من مستوى التسليح.
وذكر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “رافائيل غروسي” في تقريره أن إيران زادت إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب خلال الفترة الأخيرة وعكست الاتجاه الهبوطي لإنتاجها في منتصف عام 2023.
التسليح
وكثيرًا ما اشتبهت الدول الغربية في أن إيران تمتلك أسلحة نووية. ومن جانبها، أعلنت إيران أنها لم تسعَ قط إلى الحصول على أسلحة نووية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية “محمد إسلامي” قوله إن استكمال محطات الطاقة الجديدة هذه قد يستغرق ما يصل إلى 9 سنوات.
وأشار إسلامي: سيتم تنفيذ هذا المشروع الكبير باستثمارات تبلغ 15 مليار دولار. وتابع: “شهدنا اليوم بدء تنفيذ إنشاء محطات الطاقة النووية في هرمز الإيرانية بقدرة 5000 ميغاوات (4 محطات كهرباء بقدرة 1250 ميغاوات) في مدينة سيريك، وذلك تماشيًا مع تنفيذ مشروع تطوير ساحل مكران.”
مفاعل التيتانيوم النووي
أضاف علي رضا خليلي نيا في حوار مع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “إرنا” يوم الخميس 30 مايو/ أيار 2024: “في وحدة الأسيتالديهيد التي تنشط في إنتاج منتجات مثل حمض الأسيتيك، تم استخدام الأوعية والمفاعلات المصنوعة من الصلب الكربوني، وذلك بسبب التآكل الشديد للسائل ومكوناته. وتم تغطية محتوياتها بالمطاط ويستخدم الطوب الناري على سطح الفولاذ الكربوني مما يسبب مشاكل كثيرة منها تساقط وتراكم الرواسب في السائل والمعدات، والتأثير السلبي على كفاءة ونقاوة العامل الحفاز، وانخفاض معدل إنتاج الوحدة، وزيادة تكرار ووقت الإصلاحات في الوحدة، وفي بعض الحالات تلف الطلاءات مما يؤدي إلى ثقب المفاعل وتسرب خطير.”
وذكر أنه بعد إجراء الدراسات تم اقتراح تغيير مادة المعدات من الفولاذ الكربوني إلى التيتانيوم وإزالة الطلاء الداخلي مما يؤدي إلى القضاء على ظاهرة التآكل، وبسبب إزالة الطلاء المطاطي والطوب الناري، مع تقليل وزن المعدات بشكل كبير، يتم كذلك التخلص من تقشير الطلاءات وسقوطها في السائل، ونتيجة لذلك، لن يكون هناك انخفاض في جودة وأداء المحفز، ولا هدر للعامل المحفز، كما يتم منع انخفاض إنتاج المنتج، والإصلاحات الدورية كذلك.
وتابع المدير العام لشركة شازاند للبتروكيماويات: أنه قد بدأ بناء هذا المفاعل بالتعاون مع كافة الفرق الفنية في مجمع البتروكيماويات هذا بعد تحضير المواد الخام، في وحدة خدمات الإصلاح وتم الآن الانتهاء من بنائه.
وأوضح خليلي نيا: أنه من أجل التحكم وإدارة الوقت، وتقليل التكاليف، وتجنب مشكلة إرسال وإرجاع هذه المعدات خارج المجمع، ونظرًا لكون الحمولة كبيرة الحجم ومسببة للتكدس المروري، ضمن الاستعدادات الأولية والمتطلبات اللازمة، تم إجراء عملية حساسة لتقليل الحدة بنجاح، وهذا مهم كذلك للمجمع الداخلي، وتم تركيبه بعد الاختبار الهيدروستاتيكي بالماء ثم التنظيف الحمضي.
وأشار إلى أنه مع بناء وتركيب هذا المفاعل، ليست هناك حاجة لتحضير المواد الخام التي كانت تتعلق بإصلاح المفاعل القديم، ومع تقليل التكاليف الإضافية، فإن مستوى الأمان للوحدة سيرتفع كذلك، أما في المجال البيئي فلن تبرز مشاكل التحكم في انبعاثات المفاعل القديم.
وأضاف المدير العام لشركة شازاند للبتروكيماويات: أنه تم استخدام أساليب وتقنيات خاصة في الإعداد واللحام والتحكم في التشغيل خلال مراحل بناء هذا المفاعل، نظرًا للظروف الفريدة وبهدف الالتزام الدقيق بالمعايير والمبادئ، وهو ما تم تحقيقه بالكامل بواسطة متخصصي شازاند للبتروكيماويات.
تم تدشين شازاند للبتروكيماويات في عام 1993، وتعمل كواحدة من الوحدات الرائدة لسلسلة كبيرة من المنتجين المتوسطين والصغار في إيران، وتعمل على توفير المواد الخام كذلك.
مفاعل نووي أصفهان وتدشين وحدة إنتاج سداسي فلوريد التيلوريوم
صرح رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي أنه من خلال تعزيز ودعم سلسلة إنتاج الأدوية المشعة، تسعى إيران إلى إنهاء الاعتماد على الدول الأجنبية في هذا المجال وتلتزم بخلق القدرة اللازمة وفقًا لاحتياجاتها.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية في حفل افتتاح الوحدة شبه الصناعية لإنتاج سداسي فلوريد التيلوريوم (TeF6) في أصفهان: “اليوم، مع هذا التدشين، نشهد حدثًا كبيرًا في الصناعة النووية في البلاد”.
وأكد إسلامي: “الاستثمار في مجال تطوير فصل النظائر المستقرة هو إجراء يتم بنفس العملية في صناعة اليورانيوم، ويمكننا إنتاج النظائر وفق معاييرها”.
وذكر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية كذلك أن أولويات إيران اليوم هي تعزيز ودعم سلسلة إنتاج المستحضرات الصيدلانية (الأدوية) المشعة وإنشاء ما يلزم.
وتابع: “النقطة المهمة في هذه العملية هي إنتاج غاز سداسي فلوريد لكل قاعدة من النظائر، وقد شهدنا اليوم افتتاح مسار إنتاج التيلوريوم، الذي ستلبي هذه الوحدة شبه الصناعية احتياجات البلاد”.
وفي النهاية أشار إسلامي إلى أن إنتاج هذا الدواء يتمتع بتكنولوجيا عالية للغاية وأن إيران الآن تمتلك تلك التكنولوجيا الآن، ويستخدم هذا المنتج لإنتاج اليود الصيدلاني المشع 131 في علاج وتشخيص سرطان الغدة الدرقية، ويمكن للشعب الإيراني استخدامه كذلك.
ومن أهم الأهداف والاستخدامات الرئيسية لهذا المفاعل: إجراء اختبارات أداء الوقود والمواد النووية، وإنتاج النظائر المشعة الصناعية والمستحضرات الصيدلانية المشعة، وتطوير خطوط شعاع النيوترونات لاستخدامات مختلفة مثل التصوير الشعاعي والحيود وتحليل المواد وإنتاج أشباه الموصلات السيليكونية و مصادر النيوترونات الباردة، والتعليم والبحث.
يتمتع هذا المفاعل المزود بالسنكروترون المناسب وتصميم المعدات الإشعاعية المتعددة داخل وحول قلب المفاعل بقدرات إنتاجية وبحثية عالية لاختبار جميع أنواع الوقود والمواد النووية وإنتاج جميع أنواع النظائر المشعة المستخدمة على نطاق واسع في مختلف مجالات الصناعة (مثل الكوبالت والإيريديوم وغير ذلك) والصحة (مثل التكنيتيوم واليود والسماريوم واللوتيتيوم وغير ذلك) في إيران.
إن القدرات الإنتاجية لهذا المفاعل ستجعل إيران قادرة على تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية، ليس هذا فحسب، بل يمكنها كذلك إنشاء قدرات مناسبة للغاية لتصدير المنتجات والخدمات على المستوى الإقليمي والعالمي لإيران.
وتم تصميم وبناء هذا المفاعل بشكل محلي كامل وفقًا لأحدث المعايير واللوائح الوطنية والدولية في مختلف مجالات الأمان النووي والإشعاع ومختلف المجالات الهندسية وتحت إشراف مركز أنظمة الأمان النووي بإيران وباستخدام تقنيات متقدمة وحديثة وكذلك بالاعتماد على معرفة وخبرة خبراء الصناعة النووية في إيران.
وبحسب الوكالة، فإن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية “محمد إسلامي” زار هذا المركز من أجل إطلاق مشروع الوحدة شبه الصناعية لإنتاج “سداسي فلوريد التيلوريوم” في موقع أصفهان النووي.
يستخدم سداسي فلوريد التيلوريوم (TeF6) كمادة خام للنظائر المشعة المستقرة للاستخدام الطبي وتشخيص وعلاج الأمراض.