- زاد إيران - المحرر
- 49 Views
كتب- محمد علي
قال حميد رضا جلايي بور، الناشط السياسي الإصلاحي، خلال لقائه مع وكالة خبر أونلاين الإيرانية، يوم الأحد 25 أغسطس/آب 2024، مشيراً إلى مستقبل التيار الأصولي في إيران أن أنصار هذا التيار تم إبعادهم بشكل مؤقت عن إدارة الشؤون البيروقراطية، معتبرا ذلك فائدة كبيرة في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد الآن.
وقال: “لكن وعلى الرغم من إبعادهم، فإن هذا لم يقصهم من المجتمع، فلقد حصل هؤلاء على أربعة عشر مليون صوت في الانتخابات وهم موجودون على الساحة السياسية”.
أضاف كذلك: “فعلى الرغم من أن الأصوليين ومعارضي الحكومة لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم خلال عملية التصديق على أعضاء حكومة بزشكيان في البرلمان، وفي النهاية، وبعد 23 عاماً، حصل جميع أعضاء الحكومة على ثقة نواب البرلمان، إلا أن ذلك زاد من حدة غضبهم، الغضب الذي تصاعد مع دفاع مسعود بزشكيان عن حكومته وإعلان دعم المرشد الأعلى لبعض الوزراء الذين تم ترشيحهم، مما دفعهم إلى اعتبار ذلك استغلالًا لمكانة المرشد.”.
وأكمل جلايي بور “تبنى المتشددون نهجاً إقصائياً حتى في البرلمان، ولم يلتفتوا إلى توجهات نوابه، فقد كانوا يعتقدون أنه بإمكانهم التقدم بسياسة الإقصاء وتهديد الآخرين. لكن في هذا البرلمان الأصولي (بتشكيلة تضم الأصوليين، المعتدلين) تمت مناقشة أعضاء حكومة بزشكيان أخيرًا وتم التصويت لصالحهم، وفي رأيي، لم يكن التصويت بأمر من أحد. رغم أنه من الواضح أن عدم معارضة المرشد لأعضاء الحكومة كان له دور في هذا التصويت”.
وعند سؤاله عن ادعاء التيار الأصولي بأن بزشكيان قد استغل مكانة المرشد، بالتأكيد على موافقته على أعضاء حكومته، ومدى تأثير ذلك في إضعاف هذا التيار واحتمال تراجع قوته قال “إن انتخابات هذا العام كانت لها تداعيات هامة. أحدها كان “عودة العقلاء والمعتدلين في البلاد” إلى قمة البيروقراطية في السلطة التنفيذية. في حين أن هذا لم يخطر على بال الأصوليين منذ أربعة أشهر، فقد كانوا يتوقعون أن يظلوا في السلطة حتى ظهور الإمام المهدي في آخر الزمان.”.
ابتعاد الأصوليين عن إدارة البيروقراطية :
وعن سؤاله عما إذا كان هذا سيؤدي إلى انسحاب الأصوليين ودخولهم في حالة من الارتباك بسبب الهزيمة، أجاب قائلاً “إن ما يحدث الآن هو أن الأصوليين يُبعدون مؤقتًا عن إدارة البيروقراطية، وهذا بالطبع يمثل فائدة كبيرة للبلاد في الظروف الحساسة الحالية لمواجهة التحديات. لكن ابتعاد الأصوليين عن البيروقراطية لا يعني أنهم سيختفون من المجتمع، فلقد حصل هؤلاء على أربعة عشر مليون صوتًا في الانتخابات وهم موجودون على الساحة السياسية. لكن إذا سعوا إلى ممارسة السياسة مثل أصوليين عقلاء بشكل قانوني وبدون استغلال للنفوذ، يمكنهم العودة إلى الساحة الرسمية مرة أخرى. ولكن إذا لم يتعلموا من هزيمتهم واستمروا في نهجهم الإقصائي والسعي لتحقيق نقاءاتهم السياسية التي يدعونها، فسيتحولون أكثر إلى طائفة سياسية.
احتمالات تعامل التيار الأصولي مع حكومة بزشكيان:
وفي خضم حديثه عن النهج الذي سينتهجه التيار الأصولي في التعاطي مع حكومة بزشكيان قال جلايي بور” إن القصة لها جانبان. من جهة، هناك احتمال كبير أن يبدأوا بعد فترة باستخدام أدوات مبهمة مثل “حكومة الظل” ،التي لا نعلم من هم ممولوها أو حاملوها أو خبراؤها، لانتقاد الحكومة. وما داموا ينتقدون بشكل مدني ولا يستغلون مؤسسة الإذاعة والتليفزيون في فعل ذلك، فلا مشكلة على الإطلاق”
الأصوليون خسروا رغم سيطرتهم على أركان البيروقراطية:
وأكمل” يكفي أن ننظر إلى خطابات الأصوليين في البرلمان (مثل تصريحات شخصيات مثل نبويان، رسائي ورفاقهم) لنرى كيف كانوا يتحدثون من منطلق قوة، ويلصقون بالآخرين ألقابًا إقصائية مثل “مساومين”، “مثيري الفتن”، و”أنصار روحاني، بالإضافة إلى ذلك، خسر المتشددون رغم سيطرتهم شبه الكاملة على أركان البيروقراطية، حيث قاموا في انتخابات هذا العام بتعبئة موارد السلطة التنفيذية لدعم مرشحهم. ومن منطلق منصب مساعد الرئيس التنفيذي، جمعوا رؤساء البلديات من جميع أنحاء البلاد في برج ميلاد لكسب دعمهم لصالح السيد جليلي، لكنهم خسروا في كل من الجولة الأولى والجولة الثانية من الانتخابات.”
توقع التيار الأصولي أن تكون الرقابة في صالحه:
وفي خضم حديثه قال ” توقع أفراد هذا التيار، كما في السابق، ودون الاكتراث لأوضاع البلاد وأزماتها، ودون مراعاة حجم استياء الشعب، أن تنقذهم الرقابة كما حدث في الانتخابات الماضية. غير مدركين أن النظام من جهة جعل الانتخابات هذا العام أكثر تنافسية، مثلما حدث عندما تم تأييد أهلية بزشكيان. ومن جهة أخرى، شاركت القوى السياسية غير المتشددة (مثل الإصلاحيين، المعتدلين، والأصوليين الوسطيين) بنهج سياسي “تفاعلي” مع النظام في العملية الانتخابية، دون أن يهددوا بقاء النظام.”
سيضيق الخناق على الأصوليين في حالة …
وأردف ” ومن جهة أخرى، يعتمد الأمر على أداء حكومة بزشكيان، فإذا استطاعت حكومته أن تفي ببعض وعودها، وأنا متفائل لأن حكومة بزشكيان تتألف بشكل عام من أشخاص أكفاء، متخصصين ونزيهين، وإذا تحقق وقف إطلاق النار قريبًا في غزة، وإذا خسر ترامب غير المتزن في الانتخابات الأمريكية، فإن الأمور ستتحسن في البلاد، وسيضيق المجال أمام الأصوليين”
النظام ساعد في إصلاح الحكومة من خلال انتخابات أكثر تنافسية :
وأوضح خلال حديثه عن مدى تأثير تراجع الأصوليين في خلق تحول في نهج النظام قائلاً “بشكل عام يصور الساخطون إيران في وسائل الإعلام الفضائية كونها نظام “صلب” و”منغلق”، ويهدفون من دعايتهم إلى غرس مفهوم “الانسداد” في أذهان الناس. لكن في الواقع، إن إيران تتفاعل مع الوضع القائم، وإن كان ذلك ببطء، وتقبل التغيير تدريجيًا.”
انتخابات هذا العام كانت علامة على توجه جديد من الحكومة :
وصرح في ختام حديثه بخصوص شعور النظام بضرورة إصلاح الأمور ومدى الإرادة التي يُبديها في ذلك وقال نعم، إن النظام يشعر بذلك، ويسعى بقوة وراء إصلاح الأمور، فكما ذكرت مسبقاً فإن الانتخابات هذا العام كانت علامة على توجه جديد من الحكومة ونضج القوى السياسية غير المتشددة. الأمر المهم هو أن تستمر القوى الداعمة لبزشكيان في المستقبل، وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، في دعم حكومته دون تردد أو خجل.