“النووي مقابل العقوبات”.. أولويات فريق التفاوض الإيراني في الجولة الثالثة من محادثات مسقط

انطلقت الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، نحو الساعة العاشرة من صباح السبت 26 أبريل/نيسان 2025، في غرف منفصلة، ​​كما في الجولتين السابقتين، بتسهيل من المضيف العماني وحضور رئيسي الوفدين الإيراني والأمريكي.

ويشارك في المفاوضات أيضا الوفد الفني الإيراني برئاسة النواب السياسيين والقانونيين الدوليين بوزارة الخارجية، ويؤدي واجباته، إلى جانب مجموعة من الخبراء ذوي الخبرة في مجال العقوبات، وضمن ذلك المتخصصون الاقتصاديون والمصرفيون، والخبراء المرتبطون بالمجال النووي والتفاعل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال أحد أعضاء فريق التفاوض الإيراني في مقابلة مع وكالة تسنيم للأنباء، إن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لا تزال مستمرة، مضيفا: “حتى الآن لم يتم طرح أي نقاش آخر غير تلك المتعلقة بالقضايا النووية ورفع العقوبات في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة”.

النووي مقابل رفع العقوبات

وقال وزير الخارجية الإيراني: “إن قضيتنا هي القضية النووية فقط ولا نطرح أي قضايا أخرى ولن نتفاوض بشأن القضية النووية إلا مقابل رفع العقوبات وقد لوحظ ذلك في ثلاث جولات”، وأضاف عراقجي على هامش مفاوضات مسقط: “عندما أقول إن الأجواء كانت جدية، فهذا يعني أن الجانبين أظهرا إرادتهما، ولكن الإرادة وحدها لا تكفي، إن قوة الإرادة وحدها لا تضمن النجاح، ومن أجل النجاح يجب تحقيق رغبات الطرفين، بعض اختلافاتنا خطيرة جدًا وبعضها أقل خطورة”. 

وأكد عراقجي وفقا لوكالة تسنيم للأنباء: “حتى الآن كان تقدمنا ​​جيدا، لقد وصلنا إلى نقطة ربما لو كانت هناك مفاوضات أخرى لما وصلنا إلى هذه النقطة، أنا راضٍ عن عملية التفاوض، وأوضح أخيرا: “أعتقد أن هناك إرادة لدى الجانب الآخر، ولكنني متفائل بحذر بأننا سنتمكن من تحقيق نتائج”.

ومن السمات المميزة لهذه الجولة الثالثة من المفاوضات بحسب وكالة ميزان للأنباء التابعة للسلطة القضائية، هي الاجتماعات الفنية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة المقرر عقدها وفي الجولة الثانية من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، تم الاتفاق على عقد اجتماع فني وخبراء.

تفاصيل الجولة الثالثة من المحادثات 

تظل إيران ثابتة على مواقفها المبدئية بشأن ضرورة إنهاء العقوبات القمعية والاستعداد لبناء الثقة فيما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وقد أظهرت التجربة بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن التوصل إلى تفاهم يتطلب احترام حقوق إيران المشروعة بموجب معاهدة منع الانتشار النووي وضمانات بإنهاء العقوبات بشكل فعال.

وبما أن المحادثات دخلت في مسائل فنية وخبراء، فمن المرجح أن تنتقل المحادثات الآن إلى مناقشات أكثر تفصيلاً في إطار المواقف العامة للأطراف.

لقد بدأ جو الأخذ والرد، بحسب مراسل الإذاعة الإيرانية في عُمان، ويتفاوض الخبراء مع بعضهم البعض من الناحية الفنية، راغبين في معرفة ما يحصلون عليه وما يدفعونه في المقابل. 

ومن الآن فصاعدا يمكننا استخدام كلمة “مفاوضات”، بل استخدام تعبير المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة عبر الوسيط العُماني.

وقال مراسل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية: “هذه الجولة الثالثة من المفاوضات كانت أطول من الجولتين السابقتين، لكننا لا نعلم ما إذا كانت النتيجة ستكون إيجابية أم سلبية”.

وذكرت وكالة الإذاعة الإيرانية أن “وفودا من الخبراء الإيرانيين والأمريكيين تجري محادثات مع رؤساء الوفود الحاضرين. لقد مرت أكثر من ساعتين منذ بدء المحادثات؛ إن المسألة المطروحة لا تزال مسألة نووية”.

وبحسب مراسل الإذاعة، بدأت المحادثات عند الساعة الثانية عشرة ظهرا بحضور وفدين إيراني وأمريكي الوفود أكثر عددا؛ وكما ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية، فإن الفريق الفني لهذا البلد يتألف من نحو 12 شخصا.

ويوجد الوفد الإيراني أيضا في المحادثات بالظروف نفسها وبمشاركة خبراء رفع العقوبات، ومن بين المطالب الرئيسية لإيران في هذه المفاوضات رفع العقوبات فعليا.

وتقول إيران إن أساس الدخول في عملية التفاوض هو نفس منطق الاتفاق النووي؛ وهذا يعني بناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات القمعية.

ويحاول المفاوضون الإيرانيون التأكد من مسألة رفع العقوبات من خلال التجارب السابقة؛ ومن ثم فإن وضع هذه المحادثات لا يزال غير مستقر. 

ووجَّه رئيس فريق التفاوض الإيراني عراقجي الشكر لمسقط على الوساطة في المحادثات النووية، قائلا: “نحن ممتنون لحكومة عمان ووزير الخارجية بدر البوسعيدي، لقد وفروا بيئة سلمية، وكانت المفاوضات أكثر جدية بكثير من الماضي، ودخلنا في مناقشات أكثر تفصيلا وتقنية وكان وجود الخبراء مفيدا”.

وأضاف: “تم تبادل المواقف كتابيا عدة مرات، بشكل عام، كان الجو جديا وعمليا للغاية، وقد ابتعدنا عن المناقشات الرئيسية، هناك اختلافات في المناقشات الرئيسية، وكان من الواضح تماما أن الجانبين كانا جادين، وهذا خلق جواً يمكن أن نأمل فيه في تحقيق التقدم، رغم أن هذا الأمل حذر”.

وتابع وزير الخارجية: “الجولة المقبلة ستكون على الأرجح السبت المقبل، وسيتم تحديد المكان والتفاصيل من قبل سلطنة عمان، وستكون بنفس المستوى الحالي، بحضوري وويتكوف وحضور الخبراء”.

وأكد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، أن الجولة المقبلة من هذه المحادثات من المقرر مبدئيا أن تعقد يوم السبت المقبل (3 مايو/أيار 2025).

وكتب البوسعيدي على حسابه الرسمي بمنصة إكس بعد الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة: “حددت محادثات اليوم بين إيران والولايات المتحدة طموحا مشتركا للوصول إلى اتفاق قائم على الاحترام المتبادل والالتزامات الدائمة”.

وأضاف: “تم فحص المبادئ الأساسية والأهداف والمخاوف الفنية كافة”.

محادثات إيرانية عمانية

قبيل المحادثات أجرى الوفد الإيراني، الليلة الماضية، (25 أبريل/نيسان 2025)، مشاوراته الداخلية للجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العمانية مسقط بحضور عراقجي، ونائبيه مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي إلى جانب بعض المفاوضين الإيرانيين.

كما التقى وزير الخارجية الإيراني نظيره العماني مرتين أمس (25 أبريل/نيسان 2025) وأجرى مشاورات، وقد أكد الدبلوماسيون الإيرانيون المشاركون في هذه المفاوضات مرارا وتكرارا: “إننا عازمون على حماية الحقوق القانونية والمشروعة للشعب الإيراني في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وفي الوقت نفسه، نحن مستعدون لاتخاذ خطوات معقولة لتوفير الضمانات بشأن الطبيعة السلمية الكاملة لبرنامجنا النووي”.

وأكدوا أيضا أن “إنهاء العقوبات غير القانونية وغير الإنسانية ضد الشعب الإيراني، بشكل موضوعي وسريع، يمثل أولوية بالنسبة لنا، وسوف نتابع هذه القضية بجدية في المفاوضات”.

وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، في رسالة على منصة إكس: “تستمر المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في أجواء جادة، ويتبادل الطرفان مواقفهما ووجهات نظرهما في كلا المجالين: إنهاء العقوبات بشكل فعال وبناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني/حماية حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية من خلال الجانب العماني”.

البرنامج الصاروخي الإيراني

كما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الشائعات الإعلامية، وأعلن أن قضية القدرات الدفاعية والصاروخية لم تطرح ولن تطرح في المفاوضات.

وفي وقت سابق، زعمت وكالة رويترز، التي لديها تاريخ طويل في إنتاج الأخبار الإعلامية، نقلا عن “مسؤول إيراني مطلع”، أن “برنامج الصواريخ الإيراني سيكون مشكلة أكبر في الطريق إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في محادثات السبت من تخصيب اليورانيوم”، وأكدت إيران مراراً وتكراراً أن المفاوضات مع الولايات المتحدة تتعلق فقط بالقضية النووية.

خطوط إيران الحمراء 

وأكدت إيران مرارا أن لديها خطوطا حمراء في المفاوضات، من ضمنها التخصيب، وأن المفاوضات تتعلق حصرا بالقضية النووية وليس بقضايا خارج خطة العمل الشاملة المشتركة، مثل قضايا الدفاع والصواريخ.

والنقطة المهمة في هذه المحادثات هي أن الجانب الإيراني جاد ويقول إن هدفه واضح تماما، ومع ذلك -تقول الوكالة- نسمع مواقف متناقضة من الجانب الأمريكي كل يوم، وقال الرئيس الأمريكي ترامب إن مطلبه الوحيد من إيران هو عدم امتلاكها أسلحة نووية.
وفي حال التوصل إلى أي اتفاق جديد، بحسب تقرير مطول لوكالة تسنيم للأنباء فإن أحد الضمانات يجب أن يكون عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وإلغاء آلية الزناد، أو انسحاب إيران من الاتفاق لمنع الأوروبيين من تفعيل آلية الزناد.