- زاد إيران - المحرر
- 44 Views
ترجمة: يارا حلمي
أجرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا“، الاثنين 24 مارس/آذار 2025، حوارا مع وحيد يعقوبي، نائب المدير التنفيذي لجمعية منتجي الصلب في إيران، حول آخر مستجدات صناعة الصلب في إيران لعام 2024.
أوضح يعقوبي أن صناعة الصلب الإيرانية، التي تحتل المرتبة العاشرة عالميا، شهدت تقلبات ملحوظة خلال عام 2024، حيث تراجعت مستويات الإنتاج والصادرات، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود “أخبار مشجعة” حول السياسات الحكومية المتخذة لدعم هذا القطاع الحيوي.
انخفاض الإنتاج وتأثير قيود الطاقة
أرجع يعقوبي تراجع إنتاج الصلب الخام إلى “قيود الطاقة الأشد بكثير مقارنة بالسنوات السابقة”، حيث لم يتمكن المنتجون من العمل بكامل طاقتهم الإنتاجية إلا في شهر مايو/أيار فقط، بينما واجهوا “توقفا شبه تام” في الأشهر الأخرى، بسبب “عدم توازن إمدادات الغاز والكهرباء”.
ووفقا لتقديرات يعقوبي، بلغ إنتاج الصلب الخام في عام 2024 نحو 30 مليون طن، مسجلا انخفاضا مقارنة بعام 2023، وقدرت قيمة الإنتاج المفقود بنحو 3.5 مليار دولار.
وانتقد عدم استثمار الموارد المتاحة في حل مشكلة نقص الطاقة، قائلا: “كان من الممكن إنشاء 15 محطة طاقة شمسية بقدرة 15 ميغاواط باستخدام 11 مليار دولار، مما كان سيسهم في تعويض نقص الكهرباء”.

تراجع الصادرات وعائدات النقد الأجنبي
أشار إلى أن قطاع الصلب يعد “من القطاعات المهمة في الصادرات غير النفطية”، إلا أن صادراته تراجعت من 8 مليارات دولار في عام 2023 إلى 6.5 مليار دولار في عام 2024.
ودعا إلى “تغيير النظرة تجاه صناعة الصلب” و”حل مشكلة اختلال توازن الطاقة”؛ لتمكين هذا القطاع من الاستمرار في العمل بطاقته كاملة؛ لما له من انعكاسات إيجابية على باقي القطاعات الاقتصادية.
وكشف أن اللوائح المتعلقة بالعملات الأجنبية أثرت سلبا على قطاع الصلب، حيث “خفضت العائدات بنحو 1.5 مليار دولار”. وأوضح أن “إصرار البنك المركزي على إيداع منتجي الصلب لعائداتهم من العملات الأجنبية في نظام نيما” كان أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع.
وأضاف أنه “رغم تعديل هذا الأمر بحلول منتصف فبراير/شباط، والسماح باستخدام نظام تبادل العملات التوافقية، فإن التراجعات في العائدات النقدية لا تزال مستمرة”.

معضلة تخصيص العملات الأجنبية
انتقد يعقوبي “تخصيص العملات الأجنبية بشكل غير مناسب”، قائلا: “لقد استوردنا منتجات فولاذية بقيمة 1.2 مليار دولار، في حين أن منتجي الصلب في البلاد لديهم 50% من طاقتهم الإنتاجية غير مستغلة”.
ودعا إلى “إعادة النظر في أولويات تخصيص النقد الأجنبي للاستيراد”، بحيث “لا يُسمح باستيراد المنتجات التي تُصنّع محليا”.
آمال وتطلعات
على الرغم من التحديات، أعرب يعقوبي عن تفاؤله بمستقبل صناعة الصلب، مشيرا إلى “قرارات جيدة اتُّخذت في وزارة الصناعة والتعدين والتجارة”، وعلى رأسها “إعادة تفعيل لجنة الصلب بحضور وزير الصناعة محمد أتابك”.
وأكد ضرورة “أن تحافظ إيران على مكانتها في السوق العالمية”، خاصة في ظل “التقلبات التي تشهدها أسواق الصلب العالمية بسبب سياسات ترامب المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية”.
تأثيرات متعددة وتداعيات محتملة
خلص يعقوبي إلى أن “تقلبات إمدادات الطاقة، ومشكلات تخصيص العملات الأجنبية، وارتفاع التكاليف التشغيلية” لم تؤد فقط إلى “انخفاض استقرار الإنتاج”، بل تسببت أيضا في “تراجع الصادرات وعائدات النقد الأجنبي”، مما قد “يؤثر سلبا على القدرة التنافسية لإيران في الأسواق العالمية ويؤدي إلى فقدان الأسواق التصديرية”.
ومع ذلك، أعرب عن أمله في أن “تدعم وزارة الصناعة والتعدين والتجارة قطاع الصلب من خلال تنفيذ حزمة تعويض الإنتاج وتعويض الخسائر”.