- زاد إيران - المحرر
- 12 Views
ترجمة: يارا حلمي
أجرت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، الجمعة 25 أبريل/ نيسان 2025، حوارا مع عماد احمدوند، أمين مقر تقنية النانو، ناقشت فيه معه بداية تطوير تكنولوجيا النانو في إيران، ثم تكوين “اللجنة الخاصة بتطوير تكنولوجيا النانو”، وتطوير برنامج وطني لهذا المجال، وأهمية تحويل الأنشطة البحثية إلى برنامج منظم للتنافس مع الدول الرائدة في هذا المجال.
بداية تقنية النانو في إيران
ذكرت الوكالة أنه في فترة كان فيها القليل في إيران قد سمعوا عن “النانو”، وكانت خطوة جريئة من أستاذ إيراني عاد من الخارج بمثابة الشرارة التي أدت إلى دخول البلاد إلى عالم النانو، وكان التقرير الذي قدمه للمسؤولين بداية الطريق الذي وضع إيران اليوم بين الدول الرائدة في مجال النانو.

نص الحوار:
كيفية نشوء النانو في العقد الثامن من القرن الميلادي وكيفية تشكيل لجنة النانو الأولى؟
قال: “لقد حققنا نموا ملحوظا في مجال النانو خلال العقدين الماضيين، وهذا النمو يحتاج إلى تحليل، والنموذج العملي الذي أدى إلى هذا التقدم يمكن دراسته وتطبيقه أيضا في مجالات أخرى.”
وتابع: “عندما بدأ الحديث عن هذا الموضوع، لم يكن حتى مصطلح “النانو” معروفا في الأوساط المتخصصة، وكانت هذه التقنية التي تعمل على مقياس الذرات والجزيئات مفهومة فقط من قبل عدد قليل من الأشخاص في ذلك الوقت.”
وأضاف أنه: “في بلادنا، كان ربما أقل من 10 إلى 15 شخصا يعملون على هذا الموضوع، وكان بداية العمل في مثل هذه الظروف في عام 2001”
وأوضح احمدوند أنه : “تم تلقي ردود فعل من الأوساط المتخصصة والأكاديمية التي طرحت السؤال التالي: كيف يمكن نقل هذه الردود إلى الهيئات السياسية والحكومية وتحويلها إلى برنامج؟ في الواقع، كانت تكنولوجيا النانو تجربة بدأت من ملاحظات أستاذ جامعي إيراني كان يدرس في الخارج.”
وتابع: “وقد قدم هذا الأستاذ تقريرا يفيد بأن هناك تقنية جديدة تسمى “نانو تكنولوجيا” (التي أصبحت تعرف لاحقا بتكنولوجيا النانو) يتم دراستها في بعض الجامعات الشهيرة في العالم، وقدم اقتراحا بإجراء دراسات في هذا المجال لنرى إذا كان من الممكن دخول هذا المجال أم لا.”
في ذلك الوقت، كم عدد الدول التي كانت تعمل في مجال “النانو”؟”
أشار إلى أنه: “إذا نظرنا إلى الوضع في ذلك الوقت حوالي عام 2000، كانت الولايات المتحدة قد بدأت برنامجها الوطني في هذا المجال، و بالتدريج بدأت الدول الأخرى أيضا في وضع برامجها الوطنية، وفي إيران، كما قلت، كان حوالي 10 إلى 15 باحثا أكاديميا، وخاصة أولئك الذين درسوا في الخارج وعادوا، يعملون على هذا الموضوع.”
وقال احمدوند: “أسفرت هذه الردود عن إجراء دراسات حول هذا الموضوع، من قبيل ما هي هذه التقنية وما هي امكانياتها، وانضممت إلى هذا الفريق البحثي منذ ذلك الوقت عام 2001، وخلال هذه الأبحاث، درسنا ما الذي قام به الآخرون، أي الجامعات والدول التي كانت نشطة في هذا المجال.”
وتابع أنه: “ومع مرور الوقت وزيادة معلوماتنا، توصلنا إلى أن هذا الموضوع مهم للغاية لدرجة أنه يجب تصميم برنامج وطني له، ولم تكن الأنشطة البحثية المتفرقة والتي تعتمد على الاهتمام الشخصي للباحثين قادرة على خلق مكانة تنافسية لنا في مواجهة الدول الرائدة.”
وأضاف: “في النهاية، أدى هذا الموضوع إلى تشكيل “اللجنة الخاصة بتطوير تكنولوجيا النانو” في عام 2003، تحت إشراف نائب الرئيس الأول محمد علي ابطحي، ثم في 2005، تم وضع البرنامج الوطني للنانو وتم اعتماده من قبل مجلس الوزراء.”
وأوضح أنه: “حتى اليوم تم إقرار ثلاث دورات من البرنامج الوطني؛ مرّت دورتان من 10 سنوات، ونحن الآن في تنفيذ البرنامج الوطني الثالث الذي أقره المجلس الأعلى للثورة الثقافية والذي يمتد حتى عام 2033”
هل تأسست لجنة تكنولوجيا النانو في وقت لم يكن فيه قد تم تأسيس نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية؟
قال: “في عام 2003، تم تشكيل اللجنة تحت إشراف نائب الرئيس الأول، ومع توسع المواضيع المتعلقة بتطوير التكنولوجيا في البلاد وإضافة أولويات جديدة، تم تأسيس “نائب رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا”.
وتابع أنه: “في بداية العقد الثامن من القرن العشرين، كانت مفاهيم مثل تطوير التكنولوجيا وتحويل القدرات العلمية إلى منتجات ودخولها إلى السوق لم تكن قد ترسخت بعد في البلاد، لكن من تلك السنوات التي بدأ فيها الحوار حول هذا الموضوع، وفي منتصف العقد الثامن، تم تأسيس نائب المستشار العلمي، وواصلت لجنة النانو نشاطاتها تحت إشراف نائب المستشار هذا.”
أضاف: “أن هذه العملية تستمر حتى اليوم وقد توسعت إلى مجالات أخرى في البلاد، والآن هناك برامج جيدة في العديد من المجالات، بما في ذلك البرامج الوطنية التي أقرها المجلس الأعلى للثورة الثقافية، ويعد نائب المستشار العلمي المسؤول عن تطوير التكنولوجيا في البلاد.”
وأوضح أن: “الخطوة التالية تركز بشكل عام على تعزيز الأسس الاقتصادية بناء على القدرات العلمية والفنية، حيث تعتبر تكنولوجيا النانو واحدة من هذه المجالات التي تشهد تقدما مستمرا.”