“إدارة الصراع”.. تحليل استراتيجية عراقجي في التعامل مع الولايات المتحدة

كتبت: آية السيد

في آخر تصريحاته استخدم عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، مصطلح “إدارة الصراع” للتعبير عن السياسة التي ستنتهجها إيران مع الولايات المتحدة، هذه الاستراتيجية ليست جديدة بل قديمة منذ عقود، سياسة ثبت أنها لن تنهي حالة الصراع، ولكنها لن تصعده أيضاً.

فوفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء اعتماد أونلاين 1 سبتمبر/أيلول 2024، فقد أوضح أمير علي أبو الفتح، الخبير في الشؤون الأمريكية، سبب استخدام عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، مصطلح “إدارة الصراع” تجاه الولايات المتحدة في الظروف الحالية، قائلاً: “على الرغم من أن عراقجي قد استخدم هذه العبارة بصفته وزير الخارجية، فإنها ليست استراتيجية جديدة. فقد كانت هذه الاستراتيجية متبعة خلال العقدين الماضيين على الأقل، حتى وإن لم يستخدم المصطلح نفسه. السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الولايات المتحدة تقوم على هذا المبدأ؛ إذ لا ترغب إيران في تقليل التوتر ولا تستطيع، كما أنها لا تريد التصعيد”.

وأكمل: “عندما لا يكون بالإمكان تقليل التوترات وفي الوقت نفسه لا نرغب في زيادتها، فإننا نصل إلى مرحلة (إدارة التوتر) أو (إدارة الصراع). ومن ثم، فإن هذه السياسة كانت موجودة من قبل، وعلى افترض أن إيران والولايات المتحدة لديهما خصومة شديدة مع بعضهما البعض. فنحن نقول إن الولايات المتحدة هي (الشيطان الأكبر)، والولايات المتحدة تصفنا بـ(محور الشر)”.

وأشار خلال حديثه، إلى أنه “على الرغم من أنهم يقومون باتخاذ إجراءات ضد إيران من حيث العقوبات والاغتيالات وغيرها من الإجراءات. ولكن في الوقت نفسه، هناك موضوعات تتفق أو تتعاون فيها إيران والولايات المتحدة مثل مؤتمر (بن) حول مستقبل أفغانستان أو المفاوضات التي حدثت في بغداد بين إيران والولايات المتحدة، وحتى الاتفاق النووي (برجام). في الحكومة السابقة تم التوصل إلى اتفاق يعرف باسم (برجام)، حيث تفاوض وزراء خارجية الدولتين لمدة 15 ساعة في غرفة واحدة. ومع ذلك، لم يحدث في ذلك الوقت أي تخفيف للتوترات ولا تصعيد لها”.

وفي ما يخص الوضع الراهن، علق قائلاً: “في الوقت الحالي وفي ظل الظروف التي نشأت بعد عملية 7 أكتوبر أو حتى قبل ذلك، كانت هناك لحظات أخيرة كان فيها خيار الهجوم العسكري على إيران والحرب قائماً في الولايات المتحدة. فقد اخترقت طائرة مسيرة تابعة للولايات المتحدة الحدود الإيرانية، وقامت إيران بإسقاطها . وفقاً لما قاله جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، تم اتخاذ جميع الاستعدادات اللازمة للهجوم على إيران حتى البيان الذي سيصدر بعد الهجوم تمت كتابته أيضاً. لكن عارض ترامب الهجوم في اللحظة الأخيرة”.

– سابقاً، كانت إيران ترغب في الرد العسكري بعد اغتيال قاسم سليماني، لكنها تعاملت بطريقة تضمن عدم مقتل الجنود الأمريكيين. في المقابل أشار رئيس الولايات المتحدة بأسلوب يفيد بعدم وجود حرب رغم أنه كان قد هدد في السابق بضرب 52 موقعاً في إيران.

ـ لذلك، لا تريد إيران ولا الولايات المتحدة تصعيد التوترات، وفي الوقت نفسه، لا يريد أي من الطرفين تخفيف الأوضاع أو حتى يستطيع القيام بذلك. فلا تستطيع إيران تغيير طبيعتها ولا تريد الولايات المتحدة تخفيف التوترات. لذا، لن نتجه نحو المصالحة كما أننا لا نرغب في السير نحو الصراع أو تصعيد التوترات.

ـ هذه الأجواء تؤدي إلى مصطلح “إدارة الصراع ” في كلا الطرفين. وقد تم اتباع هذا النهج في حكومات إبراهيم رئيسي وروحاني وأحمدي نجاد وخاتمي وهاشم‌ رفسنجاني. لقد سرنا على هذا النهج طوال هذه السنوات.  ولا يعنى استخدام عراقجي هذا المصطلح الآن أن هذه الاستراتيجية جديدة؛ بل هي أسلوب قديم، الجديد هو المصطلحات والأدبيات التي استخدمها فقط.

كلمات مفتاحية: