إيران تدعو لعودة الفنانين من الخارج.. بالتزامن مع سجن المخرج (آف) 8 سنوات!

كتبت: لمياء شرف

في الوقت الذي دعا فيه محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس إيران الحالي مسعود بزشكيان، بعودة الفنانين الذين غادروا البلاد بعد الإجراءات القمعية من قبل الحكومة الإيرانية إثر تصاعد الاحتجاجات ضدها بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022، قضت محكمة الثورة بإيران في أغسطس/ آب الماضي، على المخرج السينمائي محمد رسول آف، بالسجن 8 سنوات، كما أضافت عقوبات أخرى شملت الجلد والغرامات المالية ومصادرة أموال.

كما أعرب عارف، حسب وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية، عن ترحابه بعودة الفنانين والمثقفين والكُتاب الذين غادروا البلاد لبعض الأسباب، مؤكداً أنهم أصول وطنية.

وتعتبر هذه الدعوة لتعزيز المشاركة الوطنية وتقليل حدة التوترات الاجتماعية والسياسية داخل إيران، وقد تسهم في تحسين الأجواء الثقافية وتعزيز الحوار داخل المجتمع الإيراني. ومع ذلك، يظل من غير الواضح مدى تأثير هذه الدعوات على الواقع، خاصة في ظل القيود الصارمة المفروضة على الحريات الفنية والثقافية في البلاد.

كما أن الحكم الأخير على المخرج السينمائي رسول آف يأتي بمثابة حلقة من حلقات القمع ضد الفنانيين الإيرانيين، بعد مشاركتهم في الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022، والتي قوبلت بردود فعل عنيفة من السلطات، وضمن ذلك اعتقالات جماعية لعدد من الكُتاب والفنانين والموسيقيين.

وتعقيباً على الحكم الصادر على المخرج رسول آف، صرحت محامية بابك باك نيا، بأن محكمة الاستئناف أيدت الحكم الصادر ضد رسول آف، وبات الحكم الآن لدى قسم تنفيذ الأحكام، وأضافت حسب موقع اينترينشنال أن سبب هذا الحكم هو توقيع رسول آف على البيانات وإنتاج أفلام ووثائقيات تعتبرها السلطة داعمة للتآمر والتواطؤ لارتكاب جريمة ضد أمن البلد.

يذكر أن محمد رسول آف من مواليد 23 أكتوبر/تشرين الأول  1972، وهو مخرج إيراني مستقل، كان آف منتقداً بارزاً لنظام الحكم الإيراني، وتعرض لمحاكمات باستمرار من قبل الأجهزة القضائية والأمنية التابعة للحكومة الإيرانية.

حاز فيلم آف “لا وجود للشيطان” في مارس/آذار لعام 2020، جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته السبعين، والذي يناقش قضية عقوبة الإعدام في إيران، ويخلص إلى إدانتها من خلال تحدثه عن الذين ينفّذون العقوبة والمقربين منهم.

واستلمت الجائزة عنه ابنته باران رسول آف بسبب قرار منعه من السفر.

بعدها بعامين، أعربت إدارة مهرجان برلين السينمائي الدولي  لعام 2022 عن صدمتها من تعرض فنانين للسجن لمجرد معارضتهم للعنف، وكان هذا تعقيباً على احتجاز السلطات في إيران المخرج السينمائي محمد رسول آف.

ويقول محلل شؤون الشرق الأوسط في “بي بي سي”، سباستيان آشر، نقلاً عن المنتجين الذين يعملون مع رسول آف، إنه محتجز في الحبس الانفرادي ويواجه التحقيق بسجن “إيفين” الذي عادةً ما يُحتجز فيه السجناء السياسيون.

ورداً على ذلك، في السنوات الأخيرة شهدت إيران هجرة عدد من الفنانين نتيجة القمع السياسي المتزايد والملاحقات الأمنية لهم، في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد الاحتجاجات التي شهدتها إيران في عام 2019 وبعد مقتل مهسا أميني، ازدادت الضغوط على الفنانين والمثقفين في إيران؛ مما دفع بعضهم إلى مغادرة البلاد.

ومع ذلك، من الصعب الحصول على قائمة شاملة ومحددة لأسماء جميع الفنانين الذين غادروا إيران في السنوات الخمس الأخيرة، بسبب حساسية الموضوع، لكن من أشهر من غادروا إيران الممثلة الإيرانية الشهيرة ترانه عليدوستي الحاصلة على جائزة الأوسكار عن فيلم “البائع”، بعد اعتقالها لمدة وجيزة، غادرت إيران.

وغيرها من الفنانين والكتاب والمثقفين، للمثال وليس للحصر، حميد فرخ‌ نزاد ممثل وكاتب سيناريو إيراني شهير، غادر إيران في 2022 بعد تضامنه مع الاحتجاجات وتوجيه انتقادات حادة للسلطات.

وأيضاً كريم أميريان، مغنٍّ وشاعر غادر إيران بعد تعرضه لضغوط سياسية نتيجة لمواقفه السياسية، فرزانة جلالي، مصممة أزياء ومخرجة فنية، غادرت إيران في السنوات الأخيرة بسبب القيود المفروضة على المرأة في إيران.

بعض الفنانين قد يختارون عدم الإعلان عن مغادرتهم لأسباب تتعلق بسلامتهم وسلامة عائلاتهم. لذا فإن الأسماء المذكورة هي فقط بعض الأمثلة المعروفة، وهناك بالتأكيد آخرون غادروا بهدوء.

كلمات مفتاحية: