- يسرا شمندي
- 32 Views
ترجمة: يسرا شمندي
نشرت صحيفة قدس الإصلاحية تقريرا، الخميس 22 مايو/أيار 2025، أوضحت فيه أنه في الوقت الذي أعلنت فيه سلطنة عمان بشكل مفاجئ، مساء الأربعاء 21 مايو/أيار 2025، عن استضافة الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة 23 مايو/أيار 2025، عبّرت التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين عن استياء عميق من طريقة تعامل الجانب الأمريكي مع هذا المسار الدبلوماسي.
وبناء على ذلك، زعمت قناة الحدث السعودية، في تقرير لها يوم الأربعاء 21 مايو/أيار 2025، أن إيران رفضت دعوة سلطنة عمان للمشاركة في الجولة الخامسة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ردا على ذلك: إنهم ما زالوا يدرسون ما إذا كانوا سيشاركون في الجولة القادمة من المفاوضات أم لا، وأضاف: نحن نتصدى للطموحات المفرطة على طاولة المفاوضات، لكننا لم نغادر الدبلوماسية أبدا.
وأدلى عراقجي على هامش مراسم إحياء ذكرى وزير الخارجية الراحل أمير عبد اللهيان، بتصريح حول آخر مستجدات المفاوضات: لقد قدمنا سابقا ردّنا على الطلبات غير المنطقية من جانب الولايات المتحدة. وموقفنا واضح تماما: فالتخصيب سيستمر سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
وأضاف: إذا رغبت الأطراف الأخرى في الشفافية بشأن البرنامج السلمي لإيران، فنحن مستعدون لذلك، شرط أن يتم في المقابل رفع العقوبات الجائرة التي فُرضت بحجج تتعلق ببرنامجنا النووي. أما إذا كانت هناك مطالب تتجاوز ذلك وتهدف إلى حرماننا من حقوقنا، فلا مجال للقبول بها. ولا نزال ندرس ما إذا كان بالإمكان إجراء مفاوضات مثمرة في ذلك التاريخ والمكان المحددين أم لا.
ما القصة؟
أفادت الصحيفة بأن تصريحات عراقجي الأخيرة قبيل الجولة الجديدة من المفاوضات تحمل طابعا انتقاديا واضحا تجاه النهج المتناقض الذي يتبعه المسؤولون الأميركيون في ما يخص المحادثات النووية.
ووفقا لمانقلته صحيفة ناشيونال نيوز، جاءت هذه المواقف بعد أن كشف مسؤولان إيرانيان رفيعا المستوى أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي اصطدمت بعقبة بسبب الخلاف حول مسألة تخصيب اليورانيوم.
وفي هذا السياق، صرّح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف وِيتكوف يوم الإثنين 19 مايو/أيار 2025، بأن التخصيب يُعد أحد الخطوط الحمراء الواضحة جدا لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت صحيفة القدس أن تصريحاته قد أثارت شكوكا لدى مسؤولّي إيران حول جدوى استمرار المفاوضات. وحتى الآن، وصفت إيران المحادثات التي تركز فقط على الأنشطة النووية، دون التطرق إلى قضايا مثل البرنامج الصاروخي أو السياسات الإقليمية لإيران، بأنها محترمة.
وأضافت الصحيفة أن إصرار واشنطن على تحقيق التخصيب الصفري وإلحاحها على ذلك يمثلان مشكلة جدية تثير شكوك طهران بشأن استمرار المفاوضات. ولذلك، وفي ظل عدم بلوغ المحادثات بعد مرحلة دراسة التفاصيل الدقيقة حول كيفية تخفيف القيود، ترى طهران بشكل صحيح وملائم أنه من الضروري أولا معرفة موقف أمريكا بوضوح بشأن ملف التخصيب.
طهران تكشف عن «الخطة ب» في حال فشل المفاوضات
بيَّنت الصحيفة أنه في ظل التخطيط للجولة القادمة من المفاوضات في روما، يلقي التباين الواضح في مواقف المسؤولين الأمريكيين، والذي يعكس حالة من الارتباك السياسي لديهم، بظلاله على هذا المسار الدبلوماسي.
وأكَّدت أن الوضع قد تصاعد إلى حد أن وكالة رويترز نقلت عن ثلاثة مصادر إيرانية أن طهران تمتلك الخطة ب أو الخطة البديلة في حال فشل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
وأوضحت أن الخطة ب هي استمرار الاستراتيجية المتبعة قبل بدء المفاوضات؛ حيث ستتجنب إيران تصعيد التوترات لكنها مستعدة للدفاع عن نفسها.
وأضافت المصادر أن هذه الاستراتيجية تشمل أيضا تعزيز العلاقات مع حلفاء مثل روسيا والصين. ووفقا لوكالة رويترز، وبعد إجراء أربع جولات من المفاوضات التي تهدف إلى ما وُصف بكبح البرنامج النووي لطهران مقابل رفع العقوبات، لا تزال هناك العديد من العقبات، من بينها موضوع التخصيب في إيران.
وصرَّحت أن غياب الثقة بين الطرفين، إضافة إلى قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 (برجام)، جعل من الضروري بالنسبة لطهران أن تحصل على ضمانات واضحة من واشنطن بعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلي وعدم خرقه. يأتي ذلك في ظل محاولات النظام الإسرائيلي لإفشال المحادثات، إلى جانب جهود أوروبا للتأثير على سير المفاوضات.
وذكرت رويترز نقلا عن دبلوماسيين أوروبيين ووثيقة يُزعم رؤيتها، أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مهم، قد تقوم الدول الثلاث الكبرى في أغسطس/آب 2025 بتفعيل آلية الزناد.
من اللافت أن وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، في موقف غامض ومزدوج، صرح يوم الأربعاء 21 مايو/أيار 2025 ردا على سؤال حول مصير تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات تلقائيا (سناب باك) من قبل الدول الأوروبية الثلاث في حال التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن: بأن الأوروبيين يمضون قدما بشكل مستقل، وربما نتوصل نحن الأمريكيون إلى اتفاق مع إيران ويكون الأوروبيون راضين عنه فيقررون عدم تفعيل آلية الزناد.
السياسة الإعلامية والتنفيذية الواضحة لطهران
وأفادت الصحيفة بأنه عندما نجمع كل ما ذُكر أعلاه، يصبح موقف إيران في التعبير عن عدم الثقة، بسبب نشر الطرف المقابل أخبارا كاذبة موقفا مبررا وصحيحا.
فقد قال عراقجي سابقا في مواجهة اللعب النفسي الأمريكي: أقول للطرف الآخر إن التصريحات المتضاربة في وسائل الإعلام لا تساعد على المفاوضات ويجب عليهم تصحيح هذا الأسلوب. وإذا استمروا في ذلك، فسوف نضطر نحن أيضا لاتخاذ نفس الموقف.
سلطت الصحيفة الضوء على أنه مع إعلان هذه المهلة وعدم تغيّر مواقف مسؤولي البيت الأبيض، يبدو أن طهران تتخذ الآن، قبيل انطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات، موقفا أكثر صراحة تجاه الطرف المقابل.
وقال مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، على حسابه الشخصي في شبكة التواصل الاجتماعي “إكس”، إن التناقض المتكرر في أقوال وتصرفات ترامب وحلفائه أدى إلى فقدان الثقة والمصداقية تجاه الحكومة الأمريكية، وهذا يعكس حالة الفوضى التي تعيشها إدارة الولايات المتحدة.
وأكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن تصريحات الأمريكيين بعدم السماح لإيران بالتخصيب يُعد خطأ فادحا، مشددا على أن إيران لا تنتظر إذنا من أحد في هذا الشأن.
وأبرزت الصحيفة أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تُظهر بوضوحٍ استياءهم من نهج الجانب الأمريكي. ومع ذلك، في ظل استمرار الطرف المقابل في تهجمه وادعاءاته، بدأت طهران بإدارة الضغط على العدو من خلال إعلان استيائها الصريح بهدف تعديل مواقفهم. فلطهران خطوط حمراء، وفي الوقت نفسه تؤكد على الدبلوماسية لتخفيف التوترات.
وأوردت أن هذا الأمر سيستمر ما دام الطرف الآخر يرفض الاعتراف بهذه القضايا، ولا يتخلى عن الأوهام، ولا يخوض الحوار من موقف منطقي ومتساو، بعيدا عن لغة القوة والتهديد والعقوبات.
وأضافت أن المواقف الأخيرة لإيران تُعد بمثابة صدمة للطرف المقابل. حيث يعتقد المسؤولون في واشنطن أن طهران ضعيفة بسبب التهديدات المتكررة من قبل النظام الإسرائيلي، بينما الحقيقة أن إيران، بفضل قدراتها الداخلية وتحالفاتها الخارجية، مثل تخفيف التوترات مع جيرانها والتحالف الاستراتيجي مع الصين وروسيا، قد وسعت من وزنها الإقليمي والدولي.
وفي الختام أشارت الصحيفة إلى أن “هذا التوجه منح إيران اليد العليا على طاولة المفاوضات، والموقف الحكيم الأخير لمسؤولينا سيرسل رسالة واضحة للجانب الأمريكي، مفادها أنهم هم من يجب أن يتخلوا عن الأوهام، وإذا كانوا يسعون إلى اتفاق من موقع متساوٍ، فعليهم أن يتحركوا بجدية وألا يضيعوا الوقت”.