- شروق حسن
- 39 Views
سلّطت صحيفة “آرمان امروز” الإيرانية الإصلاحية، في تقرير لها يوم الثلاثاء 27 مايو/أيار 2025، الضوء على القدرات الاقتصادية الكبيرة التي تمتلكها إيران بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وحدودها المشتركة مع خمس عشرة دولة، وأشارت الصحيفة في تقرير موسّع، إلى أن هذه الميزات تمنح إيران فرصا كبيرة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع جيرانها، لا سيما في مجالات الطاقة والتبادل التجاري الإقليمي
تحسين الوضع الاقتصادي
قالت صحيفة “آرمان امروز” إن إيران، بفضل موقعها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وحدودها المشتركة مع 15 دولة مختلفة، تتمتع بإمكانات كبيرة كامنة لإنشاء وتوسيع علاقاتها الاقتصادية مع جيرانها.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الإمكانات لا تقتصر على تحسين الوضع الاقتصادي لإيران فحسب، بل توفر أيضا فرصا اقتصادية وتجارية مهمة للدول المجاورة.
وأشارت إلى أن رئيس وزراء باكستان، خلال زيارته الأخيرة لإيران، أقرّ بأن الطاقة الاقتصادية المشتركة بين إيران وباكستان قد تتجاوز عشرة مليارات دولار، واعتبرت الصحيفة أن هذا التصريح يُظهر الإمكانات العالية التي تتمتع بها إيران لتوسيع علاقاتها التجارية مع جيرانها.
وتابعت أن التجارة الإيرانية مع الدول المجاورة شهدت في السنوات الأخيرة نموا ملحوظا، وذكرت أنه وفقا للتقارير، بلغ حجم التجارة بين إيران والدول المجاورة في عام 2023 أكثر من خمسين مليار دولار.
وأضافت أن صادرات إيران إلى هذه الدول تشمل النفط، والغاز، والمنتجات البتروكيماوية، والصلب، والسلع الاستهلاكية، بينما تتركز وارداتها من هذه الدول في السلع الاستهلاكية، والمعدات الصناعية، والمواد الغذائية، والآلات.
ولفتت إلى أن التجارة مع العراق وتركيا والإمارات العربية المتحدة تسجل أعلى حجم، ومع ذلك، نبهت إلى أن تحديات مثل العقوبات والبنية التحتية غير الكافية لا تزال تمثل عقبات.
وأضافت “آرمان امروز” تحت عنوان “الطاقة الاقتصادية لإيران مع الجيران”، أن إيران تجاور 15 دولة، كل منها تتمتع بأهمية اقتصادية وتجارية خاصة.
وبيّنت أن هذه الدول تشمل بلدان آسيا الوسطى، ودول القوقاز، ودول الخليج العربي، والدول الغربية مثل تركيا والعراق.
وشددت على أن الطاقة الاقتصادية لإيران في هذا السياق تعتمد على عوامل مثل الموارد الطبيعية، والموقع الجغرافي، وإمكانية الوصول إلى الأسواق الكبرى، والقدرة على إنتاج مختلف السلع.
وأوضحت الصحيفة في هذا السياق، أن إيران، بصفتها واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، يمكنها استخدام هذه الموارد كأداة رئيسية في تطوير التجارة والتعاون الاقتصادي.
وخلصت إلى أن تصدير النفط والغاز إلى الدول المجاورة، ولا سيما في مجال الطاقة، يمكن أن يعزز العلاقات الاقتصادية.
تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية
وذكرت الصحيفة في سياق الحديث عن المقومات الاقتصادية، أن الموقع الجغرافي لإيران، بفضل حدودها المشتركة مع دول آسيا الوسطى، القوقاز، الخليج العربي وتركيا، يجعل منها مركزا ترانزيتيا للتجارة بين دول الشرق والغرب.

ورأت أن هذا الموقع الاستراتيجي يمكن أن يسهم في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع جيران إيران.
وتابعت أن السوق الداخلية في إيران تُعد من أكبر الأسواق من حيث الاستهلاك المحلي، ما يجعلها فرصة ذهبية للدول المجاورة.
وأضافت أن إنتاج مختلف أنواع السلع والقدرة على المنافسة في الأسواق الداخلية، تتيح للدول المجاورة إمكانية دخول السوق الإيرانية والاستفادة منها.
2. موانع تطوير العلاقات الاقتصادية مع الجيران
وأشارت “آرمان امروز ” إلى أنه على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها إيران لتوسيع علاقاتها الاقتصادية مع جيرانها، فإن هناك العديد من العقبات التي تُقيّد الاستفادة من هذه الطاقات.
وعددت الصحيفة أبرز هذه الموانع على النحو التالي:
أوضحت أن العقوبات تُعد واحدة من أبرز المعوّقات القائمة، مشيرة إلى أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران ألقت بظلالها السلبية على التجارة والاستثمار مع الدول المجاورة، وأدت إلى قيود في استخدام الأنظمة المالية الدولية، وعجز في تحويل الأموال والعملات الأجنبية.
وأضافت أن انعدام الأمن وعدم الاستقرار الإقليمي، كما هو الحال في بعض الدول المجاورة كأفغانستان والعراق، يمكن أن ينعكس سلبا على العلاقات الاقتصادية الإيرانية، وبيّنت أن هذه الاضطرابات تقلّل من الثقة في الاستثمارات الأجنبية وتزيد من تكاليف التجارة.
ولفتت إلى أن التوترات السياسية والدبلوماسية بين إيران وبعض الدول المجاورة تمثل عائقا كبيرا أمام توسيع العلاقات الاقتصادية، وأوضحت أن هذه التوترات قد تؤدي إلى فرض قيود تجارية وإضعاف أواصر التعاون الاقتصادي.
وتابعت الصحيفة بالقول إن العقبات في البنية التحتية واللوجستيات تمثل تحديا آخر، موضحة أن بعض الدول المجاورة لإيران، لا سيما في آسيا الوسطى والقوقاز، تعاني من ضعف في البنية التحتية للنقل والاتصالات، وهو ما يمكن أن يخلق صعوبات في عمليات التجارة ونقل البضائع.
3. سبل زيادة مستوى التجارة مع الجيران
وقالت صحيفة آرمان امروز إن على إيران، من أجل رفع مستوى التجارة مع الدول المجاورة، أن تعتمد مجموعة من السياسات والإجراءات، وذكرت أن هذه السبل تشمل ما يلي:

وأكدت الصحيفة ضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية وإزالة التوترات، مشيرة إلى أن على إيران التركيز على تقوية علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الجارة، وأن توظيف الدبلوماسية الاقتصادية يمكن أن يسهم في خفض التوترات وتعزيز العلاقات التجارية. وأضافت أن إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية مع الدول المجاورة بهدف إزالة العوائق الاقتصادية يمكن أن يكون له أثر إيجابي.
وتابعت أن زيادة الاستثمار في البنية التحتية تُعد من بين الخطوات الأساسية التي ينبغي لإيران اتخاذها، وأوضحت أن تحسين بنى النقل، والاتصالات، وخدمات الترانزيت بين إيران وجيرانها من شأنه أن يسهّل حركة التجارة ويخفض التكاليف.
ولفتت إلى أن إنشاء خطوط سكك حديدية، وتشييد الطرق السريعة، وتوسعة الموانئ، يمكن أن تلعب دورا مهما في هذا السياق.
وأضافت الصحيفة أنه على إيران أن تسعى إلى تنويع منتجاتها التصديرية، معتبرة أن التوجه نحو تصدير سلع ذات قيمة مضافة عالية، لا يساهم فقط في زيادة صادراتها إلى الدول المجاورة، بل يعزّز أيضا مكانتها في الأسواق العالمية.
وأشارت إلى أهمية التعاون الاقتصادي متعدد الأطراف، مبينة أن إطلاق شراكات اقتصادية متعددة الأطراف بين إيران والدول المجاورة يمكن أن يفتح آفاقا تجارية جديدة.
وأوضحت أن إيران، خصوصا في مجالات الطاقة، والزراعة، والصناعة، تستطيع إطلاق مشاريع مشتركة مع جيرانها.
وبينت كذلك أن تطوير المناطق الحرة التجارية والصناعية على حدود إيران مع الدول المجاورة يمكن أن يسهّل من عملية التبادل التجاري ويجذب الاستثمارات الأجنبية، وأكدت أن هذه المناطق قادرة على أداء دور المحاور الاقتصادية وتوسيع العلاقات التجارية.
واختتمت بتأكيد أن الطاقة الاقتصادية لإيران مع جيرانها مرتفعة للغاية، وهناك إمكانيات متاحة لزيادة التجارة والتعاون الاقتصادي.
ورغم وجود عقبات متعددة مثل العقوبات، وعدم الاستقرار الإقليمي، ومشكلات البنية التحتية، فإن إيران تستطيع، من خلال اعتماد سياسات مناسبة في مجالات الدبلوماسية الاقتصادية، وتعزيز البنى التحتية، وتنويع صادراتها، أن توسّع علاقاتها التجارية مع جيرانها.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الزيادة في التعاون لن تعود بالفائدة على إيران وحدها، بل ستتيح للدول المجاورة أيضا الاستفادة من هذه الفرص التجارية.