اغتيال هنية يستحوذ على خطبة الجمعة في إيران.. اتهامات لأمريكا بالسماح لإسرائيل بارتكاب الجريمة

كتب: من القاهرة ، حسن قاسم

شهدت خطبة الجمعة، اليوم 2 أغسطس/آب 2024، في إيران بشكل عام، حملة من توبيخ وتهديد أمريكا وإسرائيل بعد المؤامرة التي ارتكبت في حق الشهيد إسماعيل هنية. وكان من أبرز الخطب وأشدها لهجة، خطبة إمام الجمعة المؤقت “حاج علي أكبري”، وإمام جمعة مشهد “سيد أحمد علم الهدى”، وكذلك إمام جمعة أردبيل “سيد حسن العاملي”. والجدير بالذكر أن جميعهم توعدوا إسرائيل وأمريكا بأشد الوعيد.

خطبة جمعة طهران

وفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء مهر الإيرانية بتاريخ 2 أغسطس/آب 2024، فقد اتهم خطيب الجمعة المؤقت في طهران “حاج علي أكبري”، أمريكا بالتورط في عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها، وجاء ذلك بعد أن أثنى على الحكومة الثالثة عشرة، لمساعيها ودورها في تولي شؤون إيران بعد الحادثة الكبيرة التي حلت بإبراهيم رئيسي ورفاقه، وخص بهذا الثناء محمد مخبر. كما تمنى التوفيق والسداد لبزشكيان وحكومته الجديدة.

وأشار أكبري إلى أن الاحتلال قد فقد سر بقائه وهو الردع. كما تحدى “طوفان الأقصى” حياة هذا النظام برمته، وأطلق رصاصة الرحمة على قوة ردعه. كما أوضح أن هذا النظام قد سقط في الهاوية بعد فعلته هذه.

واستأنف حاج علي أكبري موضحاً: “إن الاحتلال الإسرائيلي يعاني من اختلافات داخلية، وقد تعرض جيشه لضربات لا يمكن معالجتها، وقد ألقى انعدام الأمن بظله على هذه الأراضي المحتلة. ولكن يذهب نتنياهو رمز الجريمة هذه إلى الكونغرس الأمريكي، ويستقبله الكونغرس بحفاوة؛ لذا ينبغي القول: اللعنة على هذا الكونغرس”.

وأشار أكبري إلى أن “أمريكا هي من أعطت الضوء الأخضر لنتنياهو لتنفيذ عملية الاغتيال. وكان إسماعيل هنية شخصية بارزة ومناضلة. كانوا يريدون بهذا الاغتيال تسديد ضربة لروح المقاومة الفلسطينية، ووحدة جبهة المقاومة ووحدة الإيرانيين في ظل تشكيل الحكومة الجديدة، كما كانوا يريدون خدش حيثية إيران تجاه جبهة المقاومة، ولكن من الآن فصاعداً، سيكون الشهيد إسماعيل هنية أشد خطورة على جبهة الكفر والاستكبار من الحاج إسماعيل هنية”.

وصرح إمام الجمعة المؤقت في طهران: “الآن وبعد استشهاد هنية، أصبحت جبهة المقاومة عكس اعتقاد العدو أكثر اتحاداً من ذي قبل من أجل الثأئر. إن بصيرة شعب فلسطين العزيز والمتيقظ دمرت مؤامرات العدو الإعلامية. وفي إيران، كانت أيدي تلك الشخصية المجاهدة المتصافحة مع الرئيس الإيراني هي صورة خالدة لوحدة أمتنا والمقاومة الفلسطينية، وأصبح استشهاد هذا الشخص العزيز ذريعة لإظهار روح المقاومة بشكل أكبر”.

وقال أكبري: “إن أمتنا العزيزة تنتظر ذلك الثأر الذي وعد به القائد العظيم، وإن شاء الله سوف تنفذ عملية الوعد الصادق الثانية في الوقت المناسب، وإن حزب الله في لبنان، وأبطال اليمن والحشد الشعبي في العراق على أتم استعداد لذلك اليوم العظيم”.

خطبة جمعة مشهد

أما عن خطبة الجمعة في مشهد، فقد شهدت هذه الخطبة جموعاً حاشدة بحسب ما ذكرته وكالة أنباء مهر بتاريخ 2 أغسطس/آب 2024، كما قام إمام الجمعة “سيد أحمد علم الهدى” بالإشارة إلى التطورات الأخيرة في إيران والمؤامرة الخبيثة التي قام بها الاحتلال والتي أسفرت عن استشهاد إسماعيل هنية. وقد اتهم “علم الهدى” أمريكا بتورطها في هذه العملية الشنيعة، وأنها هي من أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذها.

وأوضح إمام جمعة مشهد: “إن الاغتيال هو عمل الشخص الحقير، والعاجز والجبان، وإن التيارات تقوم بهذه الاغتيالات في حالتين؛ إحداهما عندما تعرف الحركة أنها مكروهة من قبل الشعب، وأن تأثيرها الاجتماعي مفقود، وأنها لا تتمتع بمصداقية سياسية. في ذلك الوقت تعتقد أن بإمكانها تغيير الوضع لصالحها عن طريق عملية الاغتيال. الحالة الثانية هي عندما تهزم في ساحة المعركة. الشخص الذي يهزم في ساحة المعركة ويدرك أنه لا يستطيع الانتصار في المواجهة وجهاً لوجه، يرتكب جريمة اغتيال؛ للتعويض عن هزيمته الفادحة. إسرائيل اليوم عالقة في كلتا الحالتين”.

وأضاف علم الهدى: “منذ بداية التاريخ، لم يكره العالم أي دولة أو جيش بقدر ما يكره إسرائيل الحالية، وإن الأمم، كبيرها وصغيرها، في شرق العالم وغربه، تشمئز منهم باستثناء حفنة من الحيوانات الأمريكية المتواطئة مع الاحتلال والتي تصفق له. وبصرف النظر عن المجال السياسي، فكلاهما تعرضا للهزيمة في جبهة المعركة. وكما ترون، فإن الجيش الذي يدعي أنه يمتلك ثاني أقوى جيش في العالم، عاجز منذ فترة طويلة ليس أمام جيش نظامي، ولكن أمام حزب ومجموعة من الميليشيات”.

وصرح إمام الجمعة بأن “المرأة والرضيع هما من يستطيع جنود الاحتلال قتله، ولكنهم أذلاء وجبناء أمام الشباب الأبطال والأسود الفلسطينيين. رحم الله الشهيد هنية”.

وأكد إمام جمعة مشهد: “كما ترون عندما يهجم الصهاينة ويدمرون منزلاً ويقتلون امرأة ورضيعاً، ينضم الشاب المتبقي إلى صفوف المقاتلين. ومن المثير للدهشة أنه عندما يريد الله أن يجعل الوضع أكثر بؤساً، مثلما يحدث الآن، لا يقتلون إلا الأطفال ويتم إذلالهم وتشويه سمعتهم أمام الرأي العام، ولكن مقابل كل طفل رضيع يُقتل، يضاف في حسبان أعدائه شاب محارب، يقف بكل رجولة وجسارة ويحارب إسرائيل”.

كما وضح أن أمريكا شريكة في جريمة إسرائيل، وأكد ضرورة الثأر للشهيد إسماعيل هنية، وأن هذا الثأر لن يكون من إسرائيل فحسب، بل من أمريكا كذلك. وأوضح كذلك أن إسرائيل لم تكن لتتحلى بالجرأة في الهجوم على طهران لولا وجود أمريكا. وأشار إلى أنه لحسن حظ إيران سيطرتها وإشرافها على القواعد الأمريكية المهمة في المنطقة في الوقت الحالي؛ مما يجعلها قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بها؛ لتعويض جرائمها التي ارتكبتها (أمريكا) على مر التاريخ في أقل من نصف يوم.

خطبة جمعة أردبيل

بينما أوضح إمام جمعة أردبيل أن إسرائيل سوف تتزلزل بعملية الوعد الصادق الثانية، بحسب تقرير منصة نور نيوز الخبرية بتاريخ 2 أغسطس/آب 2024، حيث قال: “إن اغتيال هنية ليس له سوى فائدة واحدة لإسرائيل، وهي زلزلة إسرائيل بـ(الوعد الصادق الثانية)” التي ستكون أشد بمراحل من العملية الأولى”.

وأضاف سيد حسن العاملي: “يجب ألا يكون لدى إسرائيل أدنى شك في أن مئات الكوابيس في هذا الصدد ستتحقق بالنسبة لها”.

وقال العاملي: “لقد اغتالت إسرائيل خلال الأعوام الخمسة والسبعين الماضية من هو أقوى بكثير من هنية، ألا وهو ياسر عرفات الذي قُتل من قبل الموساد، نعم تم اغتيال الأقوى، لكن إسرائيل فقدت رأسها أخيراً من السابع من أكتوبر ومن طوفان الأقصى”.

وأضاف: “وبناءً عليه، فإن الاغتيال ليس في صالح إسرائيل، وإذا شكك أحد في كلام وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ليبرمان، وهو العقل المدبر لدولة الاحتلال، فليدرك أنه قال بعد اغتيال هنية: لدينا مشكلة في السلطة، وهذه ليست المرة الأولى التي نرتكب فيها عملية الاغتيال، ففي كل مرة نقوم بذلك، تصبح حماس أكبر وأقوى!”.

وأشار إلى أنه “يجب أن تتأكد إسرائيل أنه سوف يأتي من دماء هنية والحاج محسن، العشرات والمئات أمثال هنية والحاج محسن”.

كلمات مفتاحية: