اقتراح أمريكي جديد حول مصير تخصيب اليورانيوم.. خطوة نحو الاتفاق النووي أم طريق مسدود في المفاوضات مع إيران؟

Ad 4nxdi9giktw3dvz2lkvwvuymme60yns5wthhx2ymaekeetxlok1ixd1ljomimr2gzwwr4gpdqk0v0qyyzthuyadusm 2o6pevwfs7svzivw f0zjncftc 0lm6hdvetx6vaaw7m2a0qkeyda6 jmtqmgqwtzxzsse0aw

في خطوة دبلوماسية جريئة، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحا مكتوبا لإيران بشأن برنامجها النووي، في محاولة لإعادة رسم ملامح العلاقات بين البلدين وسط توترات مستمرة. 

الاقتراح، الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خلال مفاوضات سويسرا، يضع شروطا صارمة لبرنامج نووي مدني إيراني، لكنه يثير تساؤلات حول مصير تخصيب اليورانيوم، وهي نقطة حساسة تهدد بتعقيد المحادثات مع رد فعل إيراني متشائم وتصريحات متضاربة من الجانب الأمريكي، تتجه الأنظار نحو مستقبل هذه المفاوضات التي قد تحدد مسار الاستقرار الإقليمي أو تُشعل فتيل تصعيد جديد.

نشر موقع Axios الإخباري الأمريكي مقالا بعنوان: “الولايات المتحدة تقدم اقتراحا لإيران بشأن اتفاق نووي” في 15 مايو/أيار 2025، ويتناول تطورات المفاوضات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران بشأن برنامجها النووي. 

وفقا لمسؤول أمريكي ومصدرين مطلعين، قدمت إدارة ترامب اقتراحا مكتوبا لإيران خلال الجولة الرابعة من المفاوضات التي جرت يوم الأحد في سويسرا، الاقتراح، الذي قدمه ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، يحدد معايير الإدارة الأمريكية لبرنامج نووي مدني إيراني.

تفاصيل الاقتراح الأمريكي 

المقال يشير إلى أن الولايات المتحدة وضعت شروطا للسماح لإيران ببرنامج نووي مدني، لكن الموقف الأمريكي بشأن ما إذا كان يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في إطار الاتفاق لا يزال غامضا، حيث أدلى ويتكوف ومسؤولون آخرون بتصريحات متضاربة، لكن الإيرانيين بدوا متشائمين بعد الاقتراح الأمريكي الأخير، ووصفوا المحادثات بأنها “صعبة“، مما يشير إلى وجود خلافات كبيرة.

المقال يذكر أن هناك تباينات عميقة حول خطوط حمراء، وضمن ذلك مسألة تخصيب اليورانيوم، وأعرب ترامب عن تفاؤل حذر، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “قريبة” من التوصل إلى اتفاق مع إيران، لكنه هدد أيضا بفرض عقوبات جديدة إذا فشلت المفاوضات كما أشار إلى إمكانية إجراء محادثات نووية مع كوريا الشمالية، مما يعكس نهجا دبلوماسيا أوسع.

السياق السياسي

يأتي هذا الاقتراح في إطار جهود إدارة ترامب لإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA) في عام 2018 ويسعى ترامب إلى فرض شروط أكثر صرامة على إيران، بما يشمل الحد من قدراتها النووية ونشاطاتها الإقليمية واختيار ويتكوف، وهو شخصية غير تقليدية في الدبلوماسية، يعكس نهج ترامب غير التقليدي في التعامل مع القضايا الدولية، مع التركيز على المفاوضات المباشرة.

النقاط الرئيسية في الاقتراح

الاقتراح الأمريكي يركز على السماح ببرنامج نووي مدني لإيران، لكن الغموض حول تخصيب اليورانيوم يشير إلى أن الولايات المتحدة قد تحاول فرض قيود صارمة على هذه العملية، وهي نقطة حساسة لإيران التي تُصر على حقها في التخصيب بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

الخلافات حول “الخطوط الحمراء”، مثل تخصيب اليورانيوم، تشير إلى أن الاقتراح قد يتضمن شروطا صعبة على إيران، مما يفسر رد فعلها المتشائم.

غموض أمريكي وتباين في رد فعل إيران

وفقا للاقتراح الأمريكي الأخير، الإيرانيون وصفوا المفاوضات بأنها “صعبة”، مما يعكس عدم رضاهم عن مقترح كبير المفاوضين الأمريكيين، هذا التشاؤم قد يكون ناتجا عن شروط الولايات المتحدة التي قد تُنظر إليها على أنها تقوض السيادة الإيرانية أو تفرض قيودا غير مقبولة على برنامجهم النووي “السلمي”.

ومنذ بداية المفاوضات، قدم المسؤولون الأمريكيون، وعلى رأسهم ستيف ويتكوف كبير المفاوضين الأمريكيين، مواقف غامضة ومبهمة بشأن تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وهو ما ضلل بعض الدوائر المحلية والدولية. 

وتحدث ويتكوف في البداية كأن إدارة ترامب تعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم على المستويات المدنية، وأن المشكلة تتعلق بشكل رئيسي بآلية المراقبة، لكن مع مرور الوقت، أوضح كبار المسؤولين في إدارة ترامب، بما في ذلك ويتكوف نفسه، هدفهم الخفي وأصروا على ضرورة تفكيك صناعة التخصيب وإغلاق منشآت أصفهان ونطنز وفوردو كجزء من اتفاق محتمل بين البلدين. 

في المقابل، أعلن الجانب الإيراني أن الحفاظ على صناعة التخصيب خط أحمر لن تتجاوزه طهران، وعلى هذه الخلفية، كان من الواضح أن الجولة الرابعة من المحادثات بين الدبلوماسيين الإيرانيين والأمريكيين في مسقط سوف تصطدم بـ”صخرة صلبة”، وعلى النقيض من الجولات الثلاث السابقة، لن يتم الكشف عن أي أخبار عن تقدمها.

تعليقات أخرى عديدة مثل تعليق على شمخاني، المستشار السياسي للمرشد تشير إلى أن إيران ربما أصدرت ردا مبدئيا يعكس رفضا أو تحفظا على الاقتراح ومنشورات عديدة على وسائل الإعلام المحلية وعبر منصة X ومواقع دولية تُظهر آراء متباينة، حيث يدعي بعض المستخدمين أن إيران قد توافق على شروط أمريكية تتضمن تفكيك منشآتها النووية أو تحويلها لأغراض سلمية، بينما يتحدث آخرون عن رضوخ إيران للضغوط الدولية ومع ذلك، هذه المنشورات تعكس آراء فردية وليست دليلا قاطعا على موقف إيران الرسمي.

شمخاني: نوافق على اتفاق نووي جديد بشرط 

وفي هذا الصدد قال علي شمخاني، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام ومستشار المرشد في تصريح لوسائل إعلام أمريكية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول منع الاتفاق الإيراني الأمريكي، ويجب على واشنطن إيقافه وأعلن في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز الإخبارية الأميركية، أن إيران مستعدة لتوقيع اتفاق نووي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا تم رفع العقوبات الاقتصادية بشكل كامل.

وأكد مستشار خامنئي موقف إيران المعارض لتطوير الأسلحة النووية، وقال: “تلتزم إيران بعدم السعي مطلقا إلى تطوير أسلحة نووية، والتخلي عن احتياطياتها من اليورانيوم عالي التخصيب، وتخصيب اليورانيوم فقط على المستوى المطلوب للاستخدامات المدنية، والسماح للمفتشين الدوليين بمراقبة تقدم أنشطتها”.

وقال شمخاني ردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران مستعدة للتوقيع على الاتفاق اليوم في حال توفر هذه الشروط: “نعم” وفي جزء آخر من حديثه، حذر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام من مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي خلف الكواليس لعرقلة الاتفاق، قائلا: “إذا تخلى الأمريكيون عن نفوذ بيبي (بنيامين نتنياهو)، فإنهم يستطيعون بسهولةٍ التوقيع على الاتفاق”.

التحديات والتوقعات

الغموض في موقف الولايات المتحدة بشأن تخصيب اليورانيوم قد يكون تكتيكا تفاوضيا للضغط على إيران، لكنه يزيد من تعقيد المفاوضات، رد فعل إيران المتشائم يشير إلى أنها قد ترفض الاقتراح أو تطالب بتعديلات كبيرة، خاصة إذا شعرت أن الشروط تهدد مصالحها الوطنية.

تهديدات ترامب بالعقوبات قد تزيد الضغط على إيران، لكنها قد تدفع طهران أيضا إلى اتخاذ موقف أكثر تصلبا، خاصة إذا شعرت أنها تُعامل بطريقة غير عادلة.

التشاؤم العلني

وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجولة الرابعة من المفاوضات بأنها “صعبة” يعكس عدم ارتياح إيران للاقتراح الأمريكي، وربما رفضها لشروط تُعتبر غير مقبولة، مثل الحد الشديد من تخصيب اليورانيوم أو فرض رقابة دولية صارمة.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قبل مغادرته إلى مسقط؛ للمشاركة في الجولة الرابعة من المفاوضات الأخيرة: “عكس الطرف الآخر، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها مواقف معروفة ومبنية على المبادئ، ونحن نسير في خط مستقيم، مواقفنا واضحة تماما”.

وأضاف عراقجي أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بأساس قانوني وتنظيمي قوي، وجميع جوانبه سلمية، لقد كانت وستظل دائما تحت إشراف الوكالة وهذا أحد حقوق الشعب الإيراني التي لا يجوز حتى التفاوض عليها أو المتاجرة بها”، مؤكدا أن التخصيب هو أحد إنجازات وشرف الأمة الإيرانية، وقد تم إنفاق أموال كثيرة على هذا التخصيب، إن دماء علمائنا النوويين هي التي تقف وراء هذا الإنجاز، وهو أمر غير قابل للتفاوض بالتأكيد.. لقد كان هذا موقفنا الواضح وقلناه دائما”. 

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران تعتبر حيازة واستخدام الأسلحة النووية حراما، لكنها في الوقت نفسه تصر على حقها في التخصيب.

تصريحات شمخاني وعراقجي الأخيرة تشير إلى أن إيران ربما ردت رسميا أو بشكل غير مباشر، مع التركيز على الدفاع عن حقوقها النووية في التخصيب، لكن بعض المنشورات تشير إلى أن إيران قد تكون تحت ضغط دولي كبير ما قد يدفعها إلى تقديم تنازلات، مثل تحويل منشآتها النووية لأغراض سلمية، لكن هذه التكهنات ليست مؤكدة وتعكس آراء مستخدمين وليس موقفا رسميا.

في النهاية يكشف الاقتراح الأمريكي عن خطوة دبلوماسية مهمة من الولايات المتحدة بتقديم اقتراح نووي لإيران، لكن الغموض حول التفاصيل والرد الإيراني المتشائم يشيران إلى تحديات كبيرة في التوصل إلى اتفاق. 

إيران، التي تُصر على حقوقها في برنامج نووي مدني، قد تجد الاقتراح الأمريكي مقيدا للغاية، مما يزيد من احتمالية استمرار الخلافات.

المفاوضات المستقبلية ستكون حاسمة؛ لتحديد ما إذا كان الطرفان يمكنهما التوصل إلى حل وسط أم أن التوترات ستتصاعد؟

كلمات مفتاحية: