- يسرا شمندي
- 56 Views
ترجمة: يسرا شمندي
نشرت صحيفة فرهيختكان الأصولية، في 8 مايو/أيار 2025، تقريرا تناول ارتفاع أسعار الكتب بشكل كبير، معبرة عن استيائها من الوضع قائلة إن أسعار الكتب أصبحت لا تُحتمل! وتساءلت الصحيفة: “هل هناك شيء لم يرتفع سعره بعد؟”.
ووصفت الصحيفة المشهد في المكتبات من شارع انقلاب في العاصمة طهران إلى شارع كريم خان، حيث يقلب الرجل المسن الكتاب ثم يضعه على الأرض، في إشارة إلى صعوبة شراء الكتب، كما أظهرت أن الكتب تُقلب صفحاتها ولكنها لا تمر على جهاز الباركود في المحلات، مما يبرز الأزمة الحالية في هذا القطاع.
وأضافت الصحيفة أنه في مارس/آذار–أبريل/نيسان 2024، بلغ متوسط سعر الكتاب 181.000 ريال إيراني (نحو 1.52 دولار)، بعدما كان في عام 2023 نحو 81.000 ريال (نحو 0.68 دولار) فقط؛ ما يعني زيادة بنسبة 110% خلال عام واحد فقط.
وتابعت الصحيفة: أما في مارس/آذار–أبريل/نيسان 2025، فقد سُجّل متوسط سعر الكتاب عند 212.000 ريال (نحو 1.78 دولار)، ما يعني أن الأسعار ارتفعت بنسبة 22% مقارنة بالعام الماضي، وبنحو 170% مقارنة بعامين سابقين، والآن تُخطط وزارة الإرشاد لضبط الأسعار، ولكن لا يُتوقع كثير منها، فالوزارة ما زالت عاجزة حتى عن تأمين ورق كتب المدارس.
تم حذف 17 كتابا من ميزانية الأسرة
أكدت الصحيفة أنه إذا تمت دراسة أسعار الكتب في السنوات العشر الأخيرة، يجب الاشارة إلى الإحصاءات من 15 مايو/أيار 2014 إلى 15 مايو/أيار 2015، حيث كان متوسط سعر الكتاب في تلك السنة 9.200 ريال (نحو 0.018 دولار)، وكان سعر الصفحة الواحدة من الكتاب 46 ريال نحو (0.000004) دولار.
وأفادت الصحيفة بأنه بالنظر إلى الراتب الأساسي الذي كان يبلغ 608.000 ريال (نحو 0.051 دولار) في عام 2014، كان من الممكن شراء نحو 66 كتابا بهذا الراتب، في حين أنه في عام 2025، بلغ الراتب الأساسي المقرر 10.300.000 ريال (نحو 0.87 دولار)، ومع افتراض عدم حدوث زيادة في أسعار الكتب، واحتفاظها بالسعر نفسه البالغ 212.000 ريال (نحو 0.018 دولار)، فإن الراتب سيكفي لشراء نحو 49 كتابا فقط.
وصرّحت الصحيفة بأن هذا يعني أن نحو 17 كتابا قد اختفت من سلة الإنفاق الأسري الإيراني، وهذه الأحداث تظهر أنه على الرغم من تخصيص دعم للكتب وادعاءات وزراء الثقافة في السنوات العشر الماضية، فإن الكتب تتناقص تدريجيا من سلة الأسرة الإيرانية، والأفكار مثل “بطاقة الثقافة” أي تخصيص مبلغ لتحسين السلة الثقافية للأسرة بقيت في النهاية مجرد مزحة.
وذكرت الصحيفة أنه من جهة، تستند حجج الحكومة إلى أنه من خلال تخصيص الدعم خلال أيام المعارض، تم محاولة سد هذه الفجوة في سلة الأسرة الثقافية. وللتأكد من صحة هذا الاستدلال، يجب مقارنة سلة الكتب الأسرية لهذا العام مع الرقم المسجل في عام 2015، ففي عام 2015 كان من الممكن شراء 4 كتب بمبلغ 40.000 ريال (نحو 0.84 دولار) من قسائم الكتب.
وأضافت أنه إذا تم احتساب مجموع القسائم والمبالغ المدفوعة من قبل الطلاب وعلماء الدين، كانت تصل إلى نحو 9 كتب، بينما في عام 2025 وبالنظر إلى تخصيص قسيمة بقيمة 500.000 ريال(نحو 10.55 دولار)، لا يمكن شراء سوى كتابين (وإذا تم احتساب مجموع القسائم والمبالغ المدفوعة من قبل الطلاب وعلماء الدين، يمكن شراء نحو 5 كتب.
وتابعت الصحيفة أن هذا يعني أنه في السنوات العشر الأخيرة تم تقليص 4 كتب من سلة حاملي قسائم الكتب، وعمليا لا يمكن لقسيمة الكتاب تلبية احتياجات الطلاب، ومن ناحية أخرى، الرقم المتوسط المسجل في منزل الكتاب الإيراني يتعلق بجميع الكتب في سنة واحدة، في حين أن أسعار الكتب الجامعية قد شهدت زيادات كبيرة في السنوات الأخيرة، والحالة في هذا المجال أسوأ بكثير.
جيل ألفا يواجه زيادة في أسعار الكتب يوما بعد يوم
أوردت الصحيفة أنه إذا تم استبعاد الزيادات الغريبة في أسعار الكتب الدراسية والروايات، فإنه من الممكن إدراك أن زيادة أسعار الكتب لها تأثير استراتيجي على إيران، وهي زيادة أسعار كتب الأطفال والشباب في الفترة بين عامي 2014 و2015، فقد كان متوسط سعر كل كتاب للأطفال والشباب 4600 ريال (نحو 0.0000387 دولار)، بينما وصل هذا الرقم في عام 2025 إلى 110.000 ريال(نحو 0.0009246 دولار).
وبناءً على هذا، فإن أسعار كتب الأطفال قد زادت 24 ضعفا في هذه السنوات.
وأوضحت الصحيفة أنها أزمة حقيقية! ففي عام 2015 كان من الممكن شراء نحو 132 كتابا للأطفال والشباب باستخدام الراتب الأساسي في ذلك العام، بينما في عام 2025، مع الراتب الأساسي نفسه، انخفض هذا الرقم بمقدار 38 كتابا، مما يعني أن الكتب الخاصة بالأطفال والشباب هي أكثر القطاعات تضررا في هذه السنوات.
وبيّنت أن اختفاء هذه الكتب من سلة الإنفاق الأسري ليس أمرا هزليا، بل يترتب عليه تأثيرات كبيرة على أساس المجتمع ذاته، إضافة إلى تأثيره على مؤسسات أخرى مثل التعليم، ومن ناحية أخرى، لا توفر إحصاءات “منزل الكتاب الإيراني” تفصيلا بين كتب الأطفال والشباب، وإذا كان الهدف هو الفصل بينهما، فإن الوضع يصبح أكثر كارثية بالنسبة لكتب الشباب.
وذكرت أنه على سبيل المثال، أحد منتجي كتب الشباب الذي يشارك أيضا في نشر الكتب الدراسية، يطرح كتابا مكونا من 330 صفحة بسعر 310.000 ريال(نحو 2.61 دولار)، في حين أن رواية “بابا غوريه” من نشر “مركز” والتي تحتوي على نحو 340 صفحة، تُباع بسعر 270.000 ريال (نحو 2.27 دولار). هذا يعني وجود فرق يبلغ 40.000 ريال (نحو 0.34 دولار).
وفي الختام أشارت الصحيفة إلى أن هذا الفارق يبعد الأسر عن شراء الكتب، مما يجعل شراء الكتب تجربة فاخرة، تجربة تصبح، بطبيعتها، أمرا بعيد المنال بالنسبة للطبقات المتوسطة والضعيفة في المجتمع، وبالطبع، هذا الرقم البالغ 310.000 ريال (نحو 2.61 دولار) مجرد مثال، وفي الكتب التي تحتوي على رسومات وتوضيحات، قد يرتفع السعر بشكل ملحوظ، مما يجعل الوضع أكثر غرابة.