- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 50 Views
منذ إعلان وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم طائرته المروحية، في مايو/أيار الماضي، بصحبة وزير الخارجية أمير حسين عبد اللهيان، ومرافقين آخرين، دخلت إيران في سباق انتخابي مبكر، قبل نحو سنة من الموعد المنتظر لانتهاء ولاية رئيسي الرئاسية، قبل أن يغيرها القدر.
القائمة النهائية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
وأعلنت السلطات في إيران القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة الإيرانية التي تضم 6 مرشحين، بعد أن استبعد مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات نحو 70 مرشحاً من قوائم الترشيح، بينهم أسماء بارزة في الساحة السياسية الإيرانية، مثل أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني الأسبق، وعلي لاريجاني، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، وإسحاق جانكيري، ومهرداد بذرباش، ومحمد مهدي إسماعيل، وجميعهم من أصحاب التاريخ السياسي الإيراني.
المرشحون المحافظون والإصلاحيون في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
قائمة المرشحين الرئاسيين النهائيين، التي أعلنتها السلطات الإيرانية، بعد موافقة مجلس صيانة الدستور على ملفات المرشحين تضم سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، ومسعود بزشكيان، وعلي رضا زاكاني، ومصطفى بور محمدي، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، ويحسب 5 من المرشحين على القوى المحافظة سياسياً واجتماعياً داخل المجتمع الإيراني، فيما يمثل مسعود بزشكيان تيار الإصلاحيين في السباق الانتخابي.
وفي حين لم يعلق معظم المستبعدين من الانتخابات على قرارات مجلس صيانة الدستور بالإطاحة بهم خارج السباق الانتخابي، على رأسهم الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، فإن مرشحين آخرين طالبوا المجلس بتوضيح أسباب استبعادهم.
علي لاريجاني، الرئيس السابق لمجلس الشورى الإيراني، قال: “إن آلية عمل مجلس صيانة الدستور غير شفافة ومبهمة”، خصوصاً أن هذا الاستبعاد هو الثاني للاريجاني، حيث سبق أن استبعد من انتخابات 2021، التي فاز فيها رئيسي، وقتها وصف لاريجاني قرار الاستبعاد بأنه “غير صحيح وتذرع بأسباب تافهة”.
إسحاق جانكيري، وعباس أخوندي، أحد أبر المستبعدين، في تصريحات وبيانات منفصلة، طالبا أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور، بنشر أسباب الاستبعاد، وطلبا اجتماعاً مع المجلس لـ”تقديم التوضيحات اللازمة”، وهو طلب لم تتم الاستجابة له، قبل أن يتجاوزه الوقت.
وعقب إعلان القائمة النهائية للمرشحين، قال علي خامنئي، مرشد الثورة الإيرانية، إن “على المرشحين تجنب الاتهامات والتشهير، وعلى الإخوة المتنافسين أن يتحلوا بتحكيم الأخلاق”.
موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية
وتقرر أن تعقد الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الإيرانية، في 28 يونيو/حزيران الجاري، لانتخاب خليفة رئيسي، في حين تم تجهيز وتهيئة 60 ألف مركز انتخابي بجميع أنحاء إيران، وفي حالة عدم حسم النتيجة من الجولة الأولى، ستجرى الجولة الثانية من الانتخابات يوم 5 يوليو/تموز.
التحديات أمام الانتخابات الرئاسية الإيرانية
يعتبر خليفة رئيسي هو الرئيس التاسع في تاريخ الجمهورية الإيرانية، منذ الإطاحة بحكم الشاه عام 1979، في حين تمثل الجولة المقبلة الدورة الرابعة عشرة في الانتخابات الرئاسية بتاريخ الجمهورية الإيرانية، وتعول السلطات الإيرانية كثيراً على نسب المشاركة في الانتخابات؛ لتفادي عزوف الناخبين الذين أحجموا عن المشاركة في آخر انتخابات تشريعية (مارس/آذار الماضي)، لتسجل نسب المشاركة أدنى مستوياتها منذ 1979، بمشاركة 42% من الناخبين وفق الأرقام الرسمية، و38% وفق الأرقام غير الرسمية، لتمثل نسبة المشاركة والإقبال أحد أبرز التحديات أمام السلطات الإيرانية في الانتخابات الحالية.
المناظرات الرئاسية وتأثيرها على المشهد الانتخابي الإيراني
ويدخل المرشحون الرئاسيون الإيرانيون 5 جولات من المناظرات الرئاسية بينهم، تنقلها وسائل إعلام محلية عبر البث المباشر، تمثل فرصة لعرض الأفكار والبرامج والطروحات على الناخبين قبل التوجه للتصويت.
وأجريت بالفعل أولى المناظرات الانتخابية، قبل أيام، بالتحديد في 17 يونيو/حزيران الجاري، وستجري باقي الجولات الأربع، أيام 20 و21 و24 يونيو/حزيران الجاري، في حين تختتم المناظرات يوم 25 يونيو/حزيران، قبل 3 أيام من بدء التصويت في الجولة الأولى.
وبحسب تقرير نشره موقع الجزيرة، فإن المناظرات الانتخابية تحتل جزءاً مهمّاً من الذاكرة السياسية، ينتظرها الإيرانيون كل انتخابات رئاسية، وتخلق بعد انتهائها موجة كبيرة من النقاشات في المشهد الانتخابي.
الملف الاقتصادي الإيراني والتحديات الاقتصادية والدولية
يمثل الملف الاقتصادي أبرز وأهم الملفات الانتخابية التي ينافس فيها المرشحون، وهو ما يمكن التقاطه من بيان أصدرته “جمعية الاقتصاديين الإيرانيين”، وضعت فيه أبرز المشاكل التي تواجه الاقتصاد الإيراني، وكذلك ساهمت برسم ملامح عامة لخطة إنقاذ للاقتصاد.
بقراءة البيان يتضح تداخل العوامل الخارجية والداخلية في إضعاف وتراجع الاقتصاد الإيراني، حيث طالب بيان الجمعية بـ”خطة طويلة الأمد لخلخلة التحديات الداخلية والدولية، ورفع العقوبات، وكذلك بذل الجهود لتنمية الاقتصاد ورفع معيشة المواطن، بالتخطيط الناجح واتخاذ القرارات المكافحة للفساد”. ويواجه الإيرانيون البالغ عددهم 85 مليون مواطن، نسبة تضخم وصلت إلى 40%، وارتفاع معدلات البطالة وانخفاضاً قياسياً في صرف العملة المحلية مقابل الدولار.
تمثل احتمالية عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أحد أبرز التحديات أمام الرئيس الإيراني القادم، حيث انسحب ترامب في ولايته الأولى من الاتفاق النووي، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية والتجارية على إيران، وأعطى الإذن باغتيال رجل إيران القوي في الإقليم، قاسم سليماني.
مخاوف من عودة ترامب وتأثيره على النزاعات الإقليمية (عوامل التفاهم والاشتباك)
في دراسة نشرها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، للباحث محمد عباس ناجي، رصدت الدراسة 3 عوامل رئيسية تحدد اهتمام ودوافع إيران وتخوفاتها من عودة ترامب للبيت الأبيض.
وحددت الدراسة العوامل في: حالة التفاهم/الاشتباك بين إيران والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، في عديد من الملفات العالقة، وأبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة، وارتداداته الإقليمية، فيما يعد “الثأر” مع ترامب أحد تخوفات إيران من وصوله للحكم، بعد أن انسحب من الاتفاق النووي مايو/أيار 2018، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية على إيران في العام نفسه.
وتتخوف إيران، بحسب الدراسة، من أن تدفع عودة ترامب للحكم، من احتمالات تورط إيران وانخراطها في الحروب والنزاعات الإقليمية بشكل مباشر –لا عبر وكلاء- وهو أمر تتجنبه إيران منذ انتهاء الحرب مع العراق 1988.
تشتت أصوات التيار المحافظ في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
وبحسب تصنيفات المرشحين بين محافظين وإصلاحيين، تظهر بوادر لتشتت أصوات التيار المحافظ بين مرشحيه الخمسة، فيما تثار تساؤلات حول قدرة التيار الإصلاحي على حسم الانتخابات كما سبق أن حسمها في آخر جولة انتخابية فاز بها الرئيس الأسبق حسن روحاني.
وينتظر الطرفان ترجيح الأصوات غير المحسوبة على أي من المعسكرين- الإصلاحي والمحافظ- في حسم الانتخابات، وهي الأصوات التي يطلق عليها الأصوات الرمادية.
تخوفات الأصوليين من تشتت أصوات مناصريهم، عبر عنها محسن رضائي بدعوته إلى ضرورة الإجماع داخل قوى الثورة، والابتعاد عن النزعات الفردية.
وينتظر مراقبون للانتخابات الرئاسية الإيرانية انسحاب بعض المرشحين داخل معسكر الإصلاحيين بعد أن تبرز المناظرات أصحاب الفرص الأقوى، ليعلن الآخرون انسحابهم ودعمهم لهم.
بحسب تقرير نشره مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن المعسكر الإصلاحي المعتدل متحد نسبياً بعد أن صرح عدد من المحسوبين عليه بدعم المرشح مسعود بزشكيان.
وبحسب التقرير، “قد يركز الإصلاحيون على الانقسامات الأيديولوجية بين المرشحين الخمسة الآخرين، مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تقسيم أصوات الناخبين المؤيدين لهم، مقابل توحيد الأصوات للمرشح الإصلاحي الوحيد”.