- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 51 Views
كتبت / يسرا شمندي
تتجه إيران، وأذربيجان، وروسيا نحو تحقيق إنجاز كبير في مجال الطاقة من خلال مشروع ربط شبكات الكهرباء بين الدول الثلاث، وهذا المشروع يهدف إلى تطوير التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وتحقيق استقرار أكبر في شبكات الكهرباء، مما يسهم في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتبادلها بين هذه الدول، وسيؤدي هذا الربط إلى تقليل انقطاعات الكهرباء الناتجة عن كثرة الاستهلاك، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول المشتركة.
ووفقًا لما جاء في وكالة أنباء إيلنا بتاريخ 10 سبتمبر/ 2024، قال المتحدث باسم صناعة الكهرباء الإيرانية والرئيس التنفيذي لشركة إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء الإيرانية، مصطفى رجبي مشهدي، عن اتجاه استهلاك الكهرباء في صيف هذا العام: “هذا العام، وحتى الآن، 47 يومًا، تجاوز الطلب على الكهرباء في البلاد الرقم القياسي للعام الماضي ووصل إلى ما يقرب من 80,000 ميغاواط (79,872 ميغاواط).
وأضاف: “في الصيف الماضي، بلغ آخر عدد مسجل للطلب الاستهلاكي 73,463 ميجاوات، وهو ما يُظهر نموًا بنسبة 8.7 في المائة”. وقد صرَّح قائلاً عن وضع صادرات وواردات الكهرباء: الصادرات والواردات مبنية على العقود المبرمة مع دول الجوار بحيث تكون الأولوية هي تزويد البلاد بالكهرباء، وفي الأوقات التي يكون لدينا فيها فائض في إنتاج الكهرباء، يتم تصدير الكهرباء، وعندما نحتاج إلى الكهرباء، خاصة خلال ذروة الاستهلاك الصيفي، يتم استيراد الكهرباء.
لدينا ترانزيت كهربائي
وأكّد مشهدي: “نحن لا نصدر الكهرباء فحسب، بل نتبادل الطاقة الكهربائية أيضًا، أو بعبارة أخرى، نقوم بعبور الكهرباء، ما يعني أنه من أجل تعظيم تبادل الكهرباء واستقرار شبكة الكهرباء المحلية، تُبذل الجهود لجعل توفير الكهرباء ممكنًا في أوقات مختلفة من العام”.
الربط الكهربائي مع روسيا، من خلال طريقين
وفيما يتعلق بتزامن شبكة الكهرباء مع روسيا، أشار مشهدي إلى: أن “ربط شبكة الكهرباء الإيرانية بشبكة الكهرباء الروسية يُتبع بطريقتين، ويجري اتباع أحد الطريقين عبر جمهورية أذربيجان والآخر عبر طريق أرمينيا – جورجيا.”
تزامن 300 ميجاوات من الكهرباء مع روسيا أصبح ممكناً عبر أذربيجان
وتابع: تم إجراء دراسات جدوى للاتصالات الكهربائية من كلا المسارين ووضع اللمسات الأخيرة عليها، وتم الانتهاء من دراسات ربط وتزامن شبكة الكهرباء لإيران مع روسيا من خلال شبكة الكهرباء لأذربيجان، وبناءً على نتائج الدراسات وُجد أنه من الممكن القيام بالتوصيل الكهربائي في شكل متزامن بسعة أولية تبلغ 300 ميجاوات دون الحاجة إلى الاستثمار لتعزيز الشبكات.
المفاوضات النهائية لبدء تزامن شبكة الكهرباء الإيرانية الأذربيجانية الروسية
وأفاد مشهدي: “نحن حاليًا في المفاوضات النهائية لبدء مرحلة تنفيذ مشروع تزامن شبكات الكهرباء للدول الثلاث إيران وأذربيجان وروسيا، على أمل أن يتم تشغيله في المستقبل القريب”.
الاتصال بروسيا عبر أرمينيا وجورجيا
وتابع مؤكداً: إلى أن الربط بشبكة الكهرباء الروسية عبر أرمينيا وجورجيا مُدرج أيضا على جدول الأعمال، وفيما يتعلق بوقف سعر الكهرباء المُصدَّرة إلى باكستان، أشار رجبي مشهدي إلى أن “منع تصدير أموال الكهرباء غير صحيح على الإطلاق وهذا الخبر خاطئ أساسا”.
يتم تسوية أموال الكهرباء المُصدَّرة إلى العراق وباكستان بشكل مستمر
وذكر: “أن المتابعات اللازمة لاستلام مبالغ فواتير الكهرباء المُصدَّرة إلى العراق وباكستان مستمرة في الوقت المحدد، ويتم دفع ثمن الكهرباء المُصدَّرة بشكل مستمر”.
وبحسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة أنباء إرنا بتاريخ 19 مايو/آيار 2024 قال وزير الطاقة السابق علي أكبر محرابيان: “إن إيران تلبي حاليا 95% من احتياجاتها في مجالات بناء السدود وشبكات الري ومحطات الطاقة الكهرومائية، واستكمل حديثه خلال مراسم افتتاح سد قيز قلعه سي قائلاً “أن هذا اليوم لن يُنسى في تاريخ العلاقات بين إيران وأذربيجان وأفاد: “أن بناء وتشغيل 200 سد كبير يعد أحد إنجازات إيران، وتم تشغيل أكثر من 90 بالمئة منها بعد انتصار الثورة الإسلامية”، وأردف قائلا: “إن نهر أرس هو نهر حدودي بين أربع دول وكان دائما سبب للازدهار وتطور المنطقة وعامل الوحدة بين شعوب المنطقة التي يقع فيها النهر.”.
وبناءً على تقرير نشرته وكالة أنباء إيسنا بتاريخ 16 مارس/ آذار 2024 ذكر محرابيان: “أنه قد تم إجراء مفاوضات جيدة مع وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شهبازوف حول تشغيل ربط شبكة الطاقة الإيرانية الروسية عبر جمهورية أذربيجان”.
وقد ذُكر في التقرير أنه تم تبادل وجهات النظر بين علي أكبر محرابيان وبرويز شهبازوف، في اللقاء الذي عقد في طهران بتاريخ 15 مارس/ آذار 2024 بدعوة من وزير الطاقة الإيراني، حول مجالات التعاون المشترك وسبل تعزيز التفاعلات بينهما، خاصة في مجال عملية البناء والتشغيل المشترك لسدي خودافارين وغيز قاله سي.
وبصدد هذا الاجتماع، قال وزير الطاقة في إيران عن المفاوضات والاتفاقات التي تم التوصل إليها: “أنها تُمثل إحدى السياسات الرئيسية للحكومة ال 13 في تطوير العلاقات الشاملة بين إيران والدول المجاورة، ويُسعدنا جدا أن نعلن أن العلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان يتم تعزيزها وتطويرها يوما بعد يوم.
وأشار إلى أن هناك العديد من مجالات التعاون بين إيران وأذربيجان، وبالنظر إلى أن بناء سد غيز قاله سي وتطوير سد خدافارين على وشك الانتهاء، كان من الضروري عقد اجتماع مشترك مع وزير الطاقة في أذربيجان لتقسيم البرامج التنفيذية القادمة مع التركيز على افتتاح المشاريع”.
وشدد محرابيان على أن بناء السدين قد تم وفقا لأحدث المعايير الدولية، مضيفا: “إن تشغيل هذين السدين، الذي سيتم تنفيذه قريبا بحضور رئيسي البلدين، سيسمح بالاستغلال الأقصى من الموارد المائية المتاحة في نهر آراس من أجل تلبية مصالح الشعب على أساس البروتوكولات الدولية والاتفاقيات الثنائية”.
وفي جانب آخر من كلمته، أوضح الاتفاقيات التي أبرمت في مجال الطاقة الكهربائية وقال: “في اجتماع اليوم مع شهبازوف، أجرينا مناقشات جيدة حول زيادة قدرة تبادل الطاقة، وكان من أهمها مسألة توصيل الكهرباء بين إيران وروسيا عبر أذربيجان”.
وأضاف محرابيان إلى أن المفاوضات حول عملية تزامن الكهرباء بين إيران وروسيا عبر أذربيجان ستستمر، وقال: “إن مسألة تبادل الكهرباء مع أذربيجان وكذلك عبور الكهرباء من أراضي هذا البلد مهمة جدا بالنسبة لنا.
ومن الجدير بالذكر أن شهبازوف شدد على الحاجة إلى الاستغلال الأقصى للموارد المائية لنهر آراس من قبل البلدين الجارين، وتابع قائلا: “بعد الانتهاء من عملية بناء وتطوير السدين، في المرحلة المقبلة، يجب علينا أيضا تنفيذ بناء محطة توليد الكهرباء بالتعاون مع بعضنا البعض، مما سيساعد البلدين على تحقيق أقصى استغلالٍ لموارد المياه والكهرباء”.
وفي جانب آخر من حديثه أشار إلى مسألة تزامن الكهرباء بين إيران وأذربيجان وروسيا وقال: “إن مشروع تزامن القوى للدول الثلاث إيران وأذربيجان وروسيا هو قضية أخرى مشتركة ومهمة.
وفي الختام صرَّح شهبازوف: “أن هناك العديد من المشاريع وقضايا التعاون بين البلدين في مجالات النقل والطاقة وغيرها، ويجب أن نطور هذه المشاريع بجدية وتفاعلٍ بناء.