- زاد إيران - المحرر
- 34 Views
كتب: ربيع السعدني
لاقت محادثات مسقط غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان، ردود عربية وغربية إيجابية، حيث تعتبر هذه المحادثات، التي عقدت في أجواء محترمة وبناءة، مؤشرا على رغبة الجانبين في حل خلافاتهما عبر الدبلوماسية، ومن المقرر أن تستمر في الأيام المقبلة.
في هذا الصدد، نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على منصة “X”: “كان الحوار بين إيران والولايات المتحدة إيجابيا، اتفقا على إطار وجدول زمني للمفاوضات، وسيواصلان المحادثات الأسبوع المقبل”.
كما التقيا الجانبان مباشرةً بعد انتهاء المحادثات غير المباشرة لتبادل التحية، وأضافت الصحيفة الأمريكية: “هذا يدل على أن الولايات المتحدة لم تطالب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، وهو أحد الخطوط الحمراء لطهران”.
وفي تعليق له على مفاوضات مسقط، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيت، في مقابلة مع شبكة مقربة من الجمهوريين، الأحد 13 أبريل/نيسان 2025، في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة الأخيرة بين طهران وواشنطن: “كانت المحادثات مع إيران مثمرة وخطوة جيدة”.
وأضاف هيغسيت في مقابلة أخرى مع “فوكس نيوز” الأمريكية، أن “ترامب جاد بشأن إيران، إنه جاد بشأن رغبته في منع إيران من الحصول على سلاح نووي”، وتابع مؤكدا: “ترامب جاد أيضا في رغبته في التوصل إلى اتفاق عبر طاولة المفاوضات، حيث كانت هذه القضية السبب الرئيسي وراء المفاوضات المثمرة التي جرت السبت”.
البيت الأبيض: محادثات مسقط إيجابية وبناءة
وأصدر البيت الأبيض أيضا بيانا مساء السبت، تناول المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وجاء في بيان البيت الأبيض: “التقى المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص ستيفن ويتكوف، برفقة السفيرة الأمريكية آنا سكروجينا، مع وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي في مسقط، واستضافه وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي”.
وقال في بيان رسمي: “كانت المناقشات إيجابية وبناءة للغاية، والولايات المتحدة تشكر عُمان بشدة على دعمها لهذه المبادرة”، وأشار البيت الأبيض في بيانه، إلى اللقاء المباشر بين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ووزير الخارجية الإيراني، والذي جرى عند خروج الوفدين من المفاوضات.
وأضاف: “أكد المبعوث الخاص ويتكوف في حديثه مع عراقجي أن لديه تعليمات من الرئيس ترامب بحل الخلافات بين البلدين من خلال الحوار والدبلوماسية، إذا أمكن”.
وهذه قضايا معقدة للغاية، وكان التواصل المباشر الذي أجراه المبعوث الخاص ويتاكر، اليوم خطوة إلى الأمام.
وفي سياق متصل، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البدوي، بانعقاد المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي تستضيفها سلطنة عمان.
وكتب وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي استضافت بلاده محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط، في رسالة على موقع التواصل الاجتماعي “إكس“: “يشرفني أن أعلن أنه اليوم في مسقط، استضفنا الدكتور عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني وستيف ويتاكر المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، وتوسطنا لبدء عملية الحوار والمفاوضات بهدف مشترك وهو التوصل إلى اتفاق عادل وملزم”.

وقال وزير الخارجية العماني: “أود أن أشكر زميليّ على هذه الشراكة التي تمت في جو ودي وبناء لتقريب وجهات النظر وتحقيق السلام والأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في نهاية المطاف”.
وأضاف: “سنواصل تعاوننا وبذل مزيد من الجهود للمساعدة في تحقيق هذا الهدف”.
السفير الروسي لدى الأمم المتحدة يؤيد المحادثات
ومن جانبه كتب ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، يوم السبت في رسالة على منصة X، ردا على المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط: “اجتمعت الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان اليوم. نتمنى لهم بداية ناجحة للمفاوضات”.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية دعمها الكامل لجهود سلطنة عمان المخلصة والمبادرات الأخرى التي تسعى إلى حل سياسي للقضايا عبر الحوار، مضيفة: “تؤمن مصر بأنه لا حلول عسكرية للأزمات الراهنة في المنطقة، وأن سياسة تصعيد التوترات والصراع لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع”.
ترحيب مصري كبير
وواصلت مصر بيانها بالترحيب بالنهج التفاعلي بين الجانبين الإيراني والأمريكي نحو التوصل إلى اتفاق سياسي، وتأكيد أهمية إعطاء الأولوية للحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حلول وسط تساعد على خفض التوترات في المنطقة.
وأعربت عن أملها في أن تتوصل إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق يأخذ في الاعتبار مخاوف ومصالح الجانبين ويضمن أمن واستقرار دول الجوار خاصة في منطقة الخليج العربي، وأعلنت أن هذه المحادثات قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التهدئة وخفض التوتر في المنطقة، خاصة في قطاع غزة.
وأوصت بتوجيه الجهود نحو إرساء وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة بناء هذه المنطقة بحضور الشعب الفلسطيني، وبدء عملية سياسية جادة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الأزمة.
كما رحبت وزارة الخارجية السعودية باستضافة سلطنة عمان للمحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وقالت: “نؤكد دعم المملكة لهذه الجهود والسعي إلى الحوار لإنهاء الخلافات الإقليمية والدولية”.
كما أجرى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، اتصالا هاتفيا مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، بشأن المحادثات الإيرانية الأمريكية، وبحسب وكالة “إيسنا” نقلا عن وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام)، أعرب خلاله عن ثقته بنجاح جهود سلطنة عمان، ومساعدتها في تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة، وخلق أجواء إيجابية لبناء الثقة وتعزيز جهود السلام والأمن والاستقرار العالمي.
خطوة نحو تعزيز السلام والأمن
وأعلنت وزارتا خارجية الكويت وقطر في بيانين منفصلين عن تقدم المفاوضات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أعربت الخارجية الكويتية عن أملها في أن تؤدي هذه المحادثات إلى تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وأشادت الكويت بهذه الخطوة الإيجابية، مؤكدةً دعمها وإيمانها بمسيرة الحوار والحلول الدبلوماسية لحل الخلافات والصراعات على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي هذا الصدد أيضا، رحبت وزارة الخارجية القطرية بالمحادثات، وأشادت بالأجواء الإيجابية التي سادت فيها، والتصريحات التي صدرت عن الجانبين بشأنها، والدور البناء لسلطنة عمان.
وأكدت الدوحة دعم الدولة الكامل لنهج الدبلوماسية والحوار لحل كافة الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران.
وذلك في إطار إيمانها العميق بأهمية ترسيخ الأمن والسلام وتعزيز الاستقرار والسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.