- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 52 Views
كتبت- هدير محمود
أثارت تصريحات الأمين العام لمنظمة بدر، الشيعية في العراق هادي العامري، يوم السبت 3 أغسطس/ آب 2024، حول خروج القوات الأجنبية من العراق، الانتباه، حول أماكن تواجد هذه القوات، وحجمها، وكذلك دورها داخل العراق.
هادي العامري في تصريحاته قال إن قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق لا رجعة فيه، فيما لفت إلى أنّ الإعلان عن جدولة انسحابها سيكون قريباً، وأن دم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد القائد إسماعيل هنية سينير الطريق أمام المقاومة الإسلامية لتحقيق النصر على الكيان الصهيوني”.
وأكد، أن “قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق لا رجعة فيه”، لافتًا إلى أن “الإعلان عن جدولة انسحابها سيكون في أقرب فرصة ممكنة” وبين، أن “كل الشر وما يحدث في المنطقة هو بسبب الوجود الأمريكي بالعراق”.
في هذا التقرير نرصد القرارات التي تناولت وجود القوات الأجنبية بالعراق، وماهي خطط السلطات لإخراجها وفق ما قال هادي العامري في تصريح صحفي له.
البرلمان العراقي كان قد سبق أن قال في فبراير/ شباط 2024، على مضيه قدمًا في تنفيذ قرار سابق له بإخراج القوات الأجنبية من العراق، وهي القرارات التي عقبها تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد آستين آنذاك، عن اجتماعات بين مجموعة العمل العراقية والأمريكية التابعة للجنة العسكرية الأمريكية العراقية العليا لبحث الأمر.
ووفقًا له، كان من المفترض مناقشة مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق وتأتي هذه اللجنة العسكرية ضمن مواصلة حوار التعاون الأمني المشترك بين البلدين الذي عقد يومي 7 و 8 أغسطس 2023 بين العراق والولايات المتحدة.
أين تتمركز القوات الأجنبية في العراق وما دورها!

نُشرت القوات الأمريكية في العراق وسوريا في مسعى لمحاربة تنظيم “داعش”، وتقديم المشورة العسكرية للقوات المحلية، لكنها تعرضت لهجمات من فصائل مسلحة على مدى السنوات القليلة الماضية ولا تزال المحادثات جارية حول مستقبل تلك القوات.
ويقوم الجنود الأمريكيون بتدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي، وتقديم المعلومات الاستخبارية في قتالهم المستمر ضمن تحالف دولي يستهدف تنظيم “داعش”.
تتمركز القوات الأمريكية في العراق منذ عام 2014 في العديد من القواعد العسكرية في العراق، أهمها:
1- قاعدة عين الأسد، أو “قاعدة الأسد”، وتقع في محافظة الأنبار على بعد نحو 100 ميل إلى الغرب من العاصمة بغداد وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 جعلت منها القوات الأمريكية إحدى أكبر قواعدها العسكرية وسلمتها للقوات العراقية عند انسحابها عام 2011. وبعد عودة القوات الأمريكية إلى العراق عام 2014 تم تأمين القاعدة وبناؤها مجددًا.
2- قاعدة بلد الجوية، وهي من أكبر القواعد العسكرية الجوية في العراق، وتقع في مدينة بلد في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، وتتخذها القوات الأمريكية مقرًّا لها للتحكم والسيطرة في طلعات طائرات F-16 الأمريكية بالعراق.
3- قاعدة فكتوري “النصر”، وتقع شمال غرب بغداد في مطار بغداد الدولي، وتُعد حصنًا عسكريًا مجهزًا بمختلف وسائل القيادة.
4- قاعدة K 1، وتقع في محافظة كركوك وتضم قوات أمريكية مهمتها التدريب والتأهيل.
5- قاعدة القيارة، وتمركزت بها القوات الأمريكية أثناء المعارك ضد تنظيم داعش وباتت من أكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية في العراق. كما تضم مطارًا عسكريًا مهمًا.
6- قاعدة التاجي، وهي قاعدة عسكرية أمريكية ضمن إحدى أكبر القواعد العسكرية في العراق، وتقع شمال العاصمة بغداد. وتستخدمها القوات الأمريكية في تدريب القوات العراقية.
7- بالإضافة إلى القواعد السبع السابقة، هناك 3 قواعد أمريكية في كردستان، هي قاعدة حرير في أربيل، وأخرى بالقرب من سنجار. وتقع القاعدة الثالثة في مدينة حلبجة في السليمانية، وهي القاعدة الأمريكية التي تُثير القلق لدى إيران، كونها اعتبرت بمثابة اليد الأمريكية التي يمكن أن تمتد إلى العمق الإيراني.
ومن الجدير بالذكر أن عودة التواجد العسكري الأمريكي إلى العراق كان بطلب من حكومة نوري المالكي عام 2014 من أجل المساعدة في محاربة تنظيم داعش، وإنشاء القواعد الثابتة في العراق، وبموافقة حكومة حيدر العبادي التي تولت الحكم منذ نهاية عام 2014 إلى عام 2018، وبضمنها القواعد العسكرية الأمريكية في إقليم كردستان. أما حكومة عادل عبد المهدي المستقيلة فقد جاءت في ظل وجود القوات الأمريكية في العراق.
هل يمكن أن تنسحب القوات الأجنبية من العراق؟!
بحسب شبكة BBC البريطانية في 17 يناير/ كانون الثاني 2024، جاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأخيرة بأنه يريد “خروجًا سريعًا ومنظمًا” لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من بلاده وسط تصاعد حدة التوتر بين تلك القوات وفصائل عراقية مسلحة، ما أثار مخاوف من توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط وزعزعة استقرار العراق.
ما أسباب وجود تلك القوات في العراق!؟
بعد غزو قوات دولية تقودها الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وإطاحتها برئيسه آنذاك صدام حسين، انسحبت تلك القوات من البلاد في عام 2011. لكن في عام 2014، وبعد سيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة (داعش) طلبت الحكومة العراقية رسميًا من الولايات المتحدة والأمم المتحدة مساعدتها في هزيمة التنظيم وحماية أراضي العراق وشعبه، ما أفضى إلى عودة قوات تحالف بزعامة أمريكية إلى البلاد وبحلول نهاية عام 2021، انتهت رسميًا العمليات القتالية الأمريكية في العراق، وأصبحت مهمة قواتها هناك تقديم المشورة والعون للقوات العراقية لزيادة قدرتها.
ولطالما لاقى وجود القوات الأمريكية في العراق معارضة من قبل العديد من الفصائل العراقية وفي بداية عام 2020، صَدَّق البرلمان العراقي على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية. جاء ذلك بُعَيد اغتيال قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة جوية أمريكية استهدفت مركبته في محيط مطار بغداد، وأسفرت أيضا عن مقتل أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وآخرين.
مطالبات إيرانية سابقة بخروج القوات الأمريكية:
لقد طالب المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في لقاء جمعهما في أبريل/نيسان 2019، بضرورة خروج القوات الأمريكية “بأسرع ما يمكن” واعتبر خامنئي أن تواجد العسكريين الأمريكيين في المنطقة يضر دولها وشعوبها، مشيراً إلى أن هدف أمريكا في العراق “يتخطى مجرد التواجد العسكري”.
وفي عام 2020، طالب الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني وشدد على وجوب مغادرة القوات الأجنبية منطقة الشرق الأوسط، وقد مرر مجلس الشورى الإيراني بشكل طارئ قانونًا يعتبر القوات الأمريكية “إرهابية”، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد.
يذكر أن التواجد العسكري الأمريكي في العراق قد مر بمرحلتين الأولى: بدأت بإسقاط النظام عام 2003 واحتلال القوات الأمريكية للعراق واستمرت حتى نهاية عام 2011 عند انسحاب آخر ما تبقى من هذه القوات بناءً على اتفاق سحب القوات الأمريكية من العراق.
المرحلة الثانية بدأت في ظل استيلاء تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق وطلب الحكومة العراقية مساعدة القوات الأمريكية في الحرب على الإرهاب فعادت القوات الأمريكية للعراق وأنشأت العديد من القواعد فيها، وكان هدفها محاربة داعش ثم تطور الأمر وأصبحت للقوات الأمريكية مهام وأهداف، من هذه الأهداف مراقبة أنشطة إيران في العراق، والعمل على مواجهة النفوذ الإيراني في الساحة العراقية حتى إن العراق أصبح ميدانًا لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
من هي منظمة بدر
تصريحات هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر، حول الوجود الأجنبي، في العراق، دفعت للتساؤل حول دور منظمة بدر داخل العراق، وهي التي تعتبر مصدر العديد من جماعات المقاومة المسلحة القائمة حاليًا في العراق ولا تزال تعمل تحت السيطرة غير المباشرة وأحيانًا المباشرة لـ “الحرس الثوري الإسلامي الإيراني”، وتدير ما لا يقل عن عشر فصائل من “قوات الحشد الشعبي” التي تمولها الدولة، ومن الممكن أن يصل عددها إلى 17 فصيلًا.
وهي فصيل سياسي واجتماعي مسلّح ينفّذ جميع أشكال العمليات العسكرية الحركية، والعمليات المعلوماتية (الأنشطة الإعلامية والدعاية)، والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى عمليات إعلامية ضد الحكومتين الأمريكية والعراقية، ويقدّم الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية الحركية التي تستهدف هاتيْن الحكومتين.
يهدف هذا التواجد العسكري الأجنبي في العراق وفقًا للأمريكيين إلى تعزيز الاستقرار في العراق، وحماية الشراكة الأمريكية العراقية، وتأمين تواجد دائم للولايات المتحدة الأمريكية في العراق ومنطقة الشرق الأوسط ولكن يكمن السؤال: فهل سيتم خروج القوات الأجنبية من العراق؟!