- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 52 Views
كتبت رضوى أحمد
نشرت وكالة أنباء عصر إيران التابعة لتيار الأصولية الجديدة (تيار قاليباف) تقريرًا الجمعة 23 أغسطس/ آب 2024، رصدت فيه أبرز ما جاء في حوار المحلل السياسي الإصلاحي عباس عبدي مع وكالة أنباء جماران الإيرانية تناول عدة قضايا:
حول الوضع السياسي قال عبدي:
في السياسة لا يوجد ضمان، وخلق التوتر وتبديده ليس بيد بزشكيان وحده، فهناك مجموعة من القوى والظروف يجب أن تتعاون معًا وتعمل بتناغم لتحسين الأوضاع. وبالطبع، أداء بزشكيان في وسط تلك القوى هو الأكثر أهمية، انظر في اليوم الذي تم فيه تقديم الوزراء للبرلمان، بدأ بعضهم بشكل غير عقلاني في الاعتراض.
قبل ثلاثة أشهر، إذا كنت قد أخبرتهم أنه بعد ثلاثة أشهر سيكون الوضع مثل الآن؛ لكانوا سيسخرون منك ويعتبرونه مستحيلاً، لكن الآن بعد أن وصلوا، يعتقدون أنهم قد بذلوا جهدًا كبيرًا ويجب أن يكون هناك شيء أعلى.
ويبدو لي بزشكيان أنه يمكنه حل هذه القضايا، لكن لا يعني أنه غدًا أو بعد غد سيتم حل كل ذلك بحزمة سياسية واحدة، بل القضية الرئيسية هي أن نتجه نحو الحل.
فعندما نرى قضية شروين حاجي بور -المغني المعتقل بسبب أغنية (براى)-، ونرجس محمدي -الحائزة على جائزة نوبل للسلام وتم اعتقالها وحرمانها من الرعاية الطبية المناسبة-، ونيلوفر حامدي -صحافية تم اعتقالها لتغطية مقتل مهسا أميني-، وغيرهم في طريق الحل أو توقف الحكم، نستنتج أن هناك توجهات نحو تخفيف القضايا، ويجب التعامل مع تطرف المتشددين بشكل صحيح.
وكذلك أعتقد أنه لن يمر وقت طويل حتى يتم حل مشكلة الفلترة (حظر بعض المواقع الإلكترونية داخل إيران) فهذه واحدة من المشاكل التي صنعتها الحكومة والتي تسببت في غضب الناس، وهي أيضًا إهانة لهم.
عن الوضع الاقتصادي والعلاقات الخارجية ذكر المحلل السياسي الإصلاحي:
فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي نحن نواجه مسألتين، الأولى هي مسألة العقوبات التي لا تزال موجودة، وربما تقل في المستقبل، ولكن هذه فكرة غير منطقية أن نفكر أنه برفع العقوبات ستحل جميع المشاكل، فكل هذا الفساد وهدر الموارد ما علاقته بالعقوبات؟! إذا تم إصلاح هذه الأمور ووجد الناس أملًا في الاستثمار، ستحل نصف المشاكل، وبالتبعية سيساعد أيضًا في حل العقوبات؛ لأن الطرف الآخر سيقول إنهم يقفون على أقدامهم ويعملون بشكل صحيح، لذا من الأفضل أن نتفاهم، ففي حكومة رئيسي فقط وصل الفساد لثلاثة مليارات دولار في الشاي الفاخر وهذه الألعاب السخيفة، وهذا حقًا مأساوي.
لذا، حاليًا ليس علينا أخذ العقوبات بعين الاعتبار؛ ولكن لنسعى للتخلص من السياسات المهدِرة للموارد، ونحسّن في سياسات الطاقة، والسياسات النقدية، والسياسات المختلفة للاستيراد والتصدير والتسعير، والذي سيُحدث قفزة ملحوظة في الاقتصاد؛ وعلى الناس أن يتفائلوا ويتحدوا، وألا تهتم الحكومة بمصالحها الخاصة فقط، وبالتالي يحدث توافق أكثر استدامة مع العالم الخارجي.
وعن مشكلة الطيف الراديكالي الأصولي، صرح:
يجب أن نفصل بين وجهين من الطيف الراديكالي الأصولي الأول هو واقع وجودهم، والثاني هو الامتيازات التي يأخذونها. فيكفي قطع تلك الامتيازات، ولا نحتاج إلى التعامل مع بقية الأمور، فوجودهم ليس مشكلة، ويجب أن يكونوا حاضرين مثل الأطياف الأخرى؛ المسألة الرئيسية هي ألا يستفيدوا من امتيازات السلطة، وإذا ارتكبوا مخالفات يجب أن يُعاقبوا مثل الآخرين ويحاسبوا على أعمالهم، وألا يستفيدوا من وسائل الإعلام الخاصة، ولا الأموال الخاصة، وهذا يكفي بالنسبة لنا.
ستستمر إرادة التغيير بالتأكيد، ولن نقبل أن تترك الأمور غير مكتملة، وذلك يكون بقطع امتيازات المتطرفين، فالامتيازات تعمل ضد رفاهية الناس والتنمية.
وفي إجابته على سؤال هل قاليباف 2024 هو ناطق نوري 1997؟ (حيث إن قاليباف رئيس البرلمان 2024، تيار أصولي، وناطق نوري كان مرشح أصولي في انتخابات الرئاسة 1997) قال:
آمل ذلك، لكن يمكن النظر إلى المسألة من زاوية أخرى، لماذا لم يستطع رئیسی في الحكومة السابقة دفع سياسة في البرلمان تُحقق تصويت الثقة لجميع وزرائه؟
السبب هو أن الأصوليين كانوا يعلمون أن تلك الانتخابات لم تكن جدية ولا غايتها مصلحة الشعب، لكن هذه المرة فهم الجميع أنه قد حدث تغيير في المسار؛ نفس الذي حدث في عام 1997، مع أبعاد اعتراضية أخرى.
على أي حال، كنت أعتقد مسبقًا أن البرلمان سيصوت لجميع الوزراء؛ بسبب التحليل الذي شرحته بالتفصيل؛ لذلك أعتقد أنه حدث تغيير في المسار، وأن السيد قاليباف سيتعاون بالتأكيد، ويجب علينا كإعلاميين أن نتبنى سياسة جديدة في مواجهة قضايا المجتمع ومساعدة هذا الاتجاه الجديد.
وتعليقًا على وسم مستشار رئيسي، بزشكيان بلقب “رئيس الوزراء” في تغريدة له أجاب عباس عبدي:
لا أعلم هل كان يقصد بتسمية “رئيس الوزراء” تعريفًا أو تقليلاً، ولكن إذا كان تقليلاً كما يبدو، وآمل ألا يكون كذلك، فأعتبره دليلًا على سبب فشل حكومة روحاني، فالسبب الرئيسي لذلك هو أنهم لم يكن لديهم أي فهم للوفاق، أو التعاون، أو التفكير المشترك، وكانت النتيجة هي الرفض من كلا الطرفين.