- زاد إيران - المحرر
- 14 Views
نشرت صحيفة هم ميهن الإصلاحية، الأحد 15 يونيو/حزيران 2025، تقريرا ذكرت فيه أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني إسماعيل بقائي، أعلن أنه على الرغم من الهجوم الإجرامي الذي شنه النظام الإسرائيلي على الوطن، فقد تم إلغاء الجولة القادمة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، والتي كان من المقرر عقدها غدا 16 يونيو/حزيران 2025 في مسقط، من جانب إيران.
وأضافت الصحيفة أنه، رغم عدم نفيه مبدأ استمرار المفاوضات بشكل عام، فإنه اعتبر – وبحق – أن إجراء هذه المفاوضات في هذه الظروف الاستثنائية أمر غير مقبول.
وتابعت أن الولايات المتحدة، حصلت وعلى وجه الخصوص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تقييم سلبي في هذه المحادثات. وفي الواقع، تشير الأدلة إلى أنهم لم يسعوا منذ البداية إلى التوصل إلى اتفاق، بل كانوا يهدفون فقط إلى توفير فرصة لإسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذه كانت أسوأ جوانب السلوك الأمريكي.
وأردفت أنه الآن، ومع العدوان الإسرائيلي، تغير مسار المفاوضات بالكامل، ولن يكون أي حوار مثمرا قبل اتضاح الوضع الجديد. لذلك، يجب انتظار الأيام وربما الأسابيع القادمة.

وقالت إنه من جهة أخرى، لا شك في أن إسرائيل نظام غير قانوني ومعتدٍ. أما ادعاؤهم الكاذب بأن إيران على وشك إنتاج سلاح نووي، وأن لديهم معلومات بهذا الشأن، فهو كذب واضح، لأنه لو كانت لديهم بالفعل مثل هذه المعلومات، لكان بإمكانهم تقديمها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي كانت ستتولى الأمر كعادتها، وبصورة تفوق المتوقع.
وأكَّدت أنه لا سيما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأوروبية الثلاث في الترويكا كانت بحاجة ماسة إلى مثل هذه المعلومات لتبرير قرارها المناهض لإيران. وهذا الهجوم، بسبب طابعه المفاجئ، ألحق أضرارا وخسائر كبيرة، خاصة على الصعيد الإنساني، وتسبب في إرباك قدرة إيران على الرد لنحو 18 ساعة، ما أدى إلى حالة من اليأس والإحباط.

وأفادت بأنه مع تحسّن الأوضاع وتجاوز الصدمة الأولية، تمكّنت القوات المسلحة في إيران من توجيه رد مناسب ومؤثر على هذه الجريمة، ومن المتوقع أن تواصل تعزيز قدراتها الرادعة وردودها بسرعة أكبر. والسؤال المهم هو: ما هو واجبنا نحن كمواطنين تجاه هذا الحدث، وما هي التوقعات الملقاة على عاتقنا؟
وأخبرت بأنه بشكل عام، في الظروف الحربية أو شبه الحربية، يمكن للناس بل يجب عليهم أن يُظهروا قدرا من الثقة بصانعي القرار العسكريين والحكومة، وأن يدعموا السياسات والاستراتيجيات المتبعة؛ ذلك لأنه في مثل هذه الظروف، لا تكون هناك إمكانية لطرح الانتقادات والآراء المعتادة كما هو الحال في الأوضاع الطبيعية.
وشددت على ضرورة اتخاذ القرارات بسرعة وتنفيذها فورا، ولا يمكن أن تكون هذه القرارات مشروطة أو مقيّدة بأي أمر سوى بالمصالح الوطنية، ومستقبل إيران، وطمأنينة الشعب ومصالحه. وفي المقابل، فإن على الحكومة وصنّاع السياسات الرئيسيين أن يلتزموا، في مقابل هذا السلوك من الشعب، بتحقيق هذه الشروط والأهداف فقط في سياساتهم، دون الانشغال بأهداف أو قضايا أخرى.
وأقرَّت بأنه في هذا المسار، يجب تجنّب تضخيم الخلافات القائمة، والتي لا يُعد وجودها أمرا غير طبيعي بالضرورة. فمثل هذا السلوك يُعد من ضرورات الحالة الحربية، لأنه يوحّد الجميع في مواجهة العدو المعتدي ويعزز روح الصمود والمقاومة. وهذا الصمود بدوره يحتاج إلى الأمل، وهو ما يصنعه السياسيون بسياساتهم وخطابهم.
وأبرزت أن الطريق بين الشعب وصانعي السياسات هو دائما طريق ذو اتجاهين وتفاعلي بطبيعته، وليس طريقا يسير فيه طرف واحد فقط. وتطلعات الناس ليست كبيرة أو مبالغا فيها، بل ضمن حدود الإمكانات والواقع. أما التطلعات المفرطة، فهي غالبا تأتي من المتشددين الذين يفتقرون إلى فهم الواقع، وغالبا أيضا لا يتحملون أي تكلفة فعلية.
وفي الختام ذكرت الصحيفة أنه ما دامت المصالح الوطنية محفوظة، وكرامة وهوية إيران مصونة ومستدامة، فإن الشعب يدعم السياسات الرسمية. كما أن كسب قلوب الناس أقلّ كلفة من أي إنجاز آخر، وفي الوقت نفسه، هو أنجح صفقة سياسية يمكن أن يعقدها الساسة.