- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 55 Views
استعرض المرشحان المتأهلان إلى الجولة الثانية من الدورة الـ14 للانتخابات الرئاسية الإيرانية، سعيد جليلي ومسعود بزشكيان، مواقفهما وآراءهما بشأن القضايا الاقتصادية، من خلال مناظرتهما الأخيرة مساء الثلاثاء 2 يوليو/تموز 2024.
وقد بدأ المرشحان الرئاسيان اللذان وصلا إلى الجولة الثانية في انتخابات 28 يونيو/حزيران، مناظرتهما الثانية والأخيرة عند الساعة 21.30، وكان موضوع المناقشة القضايا الاقتصادية وحلولهما لها.
وقال بزشكيان خلال هذه المناظرة التلفزيونية: “إنه قد فهم كلامي في المناظرة السابقة حول شخصية اللواء قاسم سليماني بطريقة سيئة، بينما أنا أعتبر سليماني مفخرة وطنية وشوكة في أعين الأعداء ورمزاً لمحاربة الظلم”، مضيفاً: “كان سليماني بطلاً حارب الظلم في الخارج، وكان عوناً للمظلومين في الداخل، بغض النظر عما إذا كانوا يرتدون الحجاب أم لا، سواء كانوا متدينين أم لا”.
ورداً على سؤال مذيع الجلسة حول قانون العمل الاستراتيجي للبرلمان، أوضح بزشكيان: “سأنفذه كقانون في البلاد”، مضيفاً: “سنتحدث مع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان ومجلس الأمن القومي، وسنتوصل إلى رؤية ولغة مشتركة”.
وأكد ضرورة توسيع الحوار مع الأطراف الأخرى لرفع العقوبات عن إيران؛ في محاولة لمساعدة الاقتصاد، وتابع: “لن يكون الأمر بهذا النحو، لن تفي أمريكا بالتزاماتها، وإننا نفي بالتزاماتنا”، مضيفاً: “لن أدخل في الحديث (حول الاتفاق النووي) بخيار واحد فقط”.
وأردف المرشح الإصلاحي: “لم ولن تتمكن أي حكومة عبر التاريخ من النمو والازدهار داخل القفص، وعلينا أن نتفاعل ونتبادل مع دول المنطقة من أجل النمو والازدهار، ومن ثم مع الدول الأخرى”.
وشدد: “لا بد من اختلاف الخيارات والاستعانة بالخبراء والنخب والتنسيق والتفاعل ونتيجة لذلك الأطر القانونية”، مبيناً: “لا أقول أنا سألغي جميع العقوبات أم لا، بل هذا حوار؛ ذلك يعتمد على ما نقدمه وما نحصل عليه، والقضية الأهم هي مسألة الإرادة لحل مشكلتنا مع العالم”.
جليلي يهاجم بزشكيان
في حين قال المرشح المحافظ سعيد جليلي خلال هذه المناظرة التلفزيونية: “أتأسف للسيد بزشكيان الذي يصف إيران بالقفص رغم أنها قادرة بأكبر قدر ممكن، على التعامل مع العالم”، مضيفاً: “أنتم تعطون الامتيازات للطرف الآخر وهذه هي طريقتكم الوحيدة… جماعتك هي التي كانت تحكم البلاد منذ 40 عاماً، ماذا فعلتم خلالها؟!”.
ودافع جليلي عن السياسة الخارجية التي اعتمدها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وقال إن توسيع العلاقات مع الجيران والدول الأفريقية والآسيوية وسيلة لتحييد العقوبات.
وتابع أن الدول الغربية تدين بالكثير لإيران عندما يتعلق الأمر بالعقوبات وخطة العمل الشاملة المشتركة، مشدداً على أن حكومته ستجبر الدول الغربية المتنمرة على رفع العقوبات بنفسها من خلال تحييد تأثير العقوبات.
وخاطب جليلي، بزشكيان قائلاً: “أنت تريد أن تشكّل الولاية الثالثة لحكومة روحاني.. أرقامك خاطئة، لأنك لا تعرف المباحث التخصصية، وهذه مصيبة”.
وأضاف موجهاً كلامه لبزشكيان: “كل من يحيط بك هم وزراء ومديرو حكومتي خاتمي وروحاني.. السيد ظريف ورغم أدائه الضعيف موجود في حملتك الانتخابية”.
وأردف جليلي: “أنت تريد أن تصبح رئيساً، وتستمر في القول إنك ستبحث عن حل للمشاكل الراهنة.. متى ستبحث؟ أيها الشعب، على المرشح أن يكون قد درس كل المشاكل والأزمات، وأن يحمل حلولاً عملية لها ليبدأ بتنفيذها فوراً”.
وتابع: “عليك (بزشكيان) محاسبة الطرف الآخر لعدم وفائه بالتزاماته، وليس القول إنك ستضغط على الداخل لتقديم مزيد من التنازلات للطرف الأجنبي”، مبيناً: “على الرغم من العقوبات، هناك كثير من الفرص وإمكانات النمو”.
وقال جليلي: “يجب أن تكونوا استباقيين في مواجهة العقوبات، وليس سلبيين”، مضيفاً: “لم تقدم خطة لنمو البلاد أو لرفع العقوبات. أنت تعتقد أن هناك طريقاً مسدوداً، لكنني أعتقد أنه لا يوجد طريق مسدود”.
ومضي يقول مخاطباً بزشكيان: “أنت (بزشكيان) لا تقدم أي حل للعقوبات. حلك الوحيد هو تقديم مزيد من التنازلات. لقد قدمت كل التنازلات ولم تحصل على شيء في المقابل، وما زلت لم تقدم حلاً”.
وأضاف أنه “يجب أن نجعل الطرف الآخر يندم على فرض العقوبات الاقتصادية، ويجعل استمرارها مكلفاً، وهذا يتطلب تخطيطاً وجهداً”.
وقال جليلي في قسم آخر من تصريحاته: “بسبب الاتفاقية التي كتبها السيد ظريف، لم يكن بإمكانك حتى تقديم شكوى إلى الولايات المتحدة عندما انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وحول سياسته بشأن السكن، قال المرشح المحافظ: “أسعار السكن في حكومة روحاني تضاعفت بمقدار عشرة أضعاف ولم يتم توفير الأراضي حينها لإنشاء الوحدات السكنية.. حكومة رئيسي حلّت هذه المشكلة، وعلى الحكومة القادمة أن تبدأ فوراً ببناء السكن”.
بزشكيان يتهم جليلي بالكذب!
أما المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان فقد رد على ما قاله جليلي حول الأشخاص المحيطين به: “جليلي يكذب على الشعب علناً وأمام الشاشة وبكل سهولة.. طريقي هو طريق مولاي الإمام علي، ولا أتبع أي حزب”.
وأضاف: “سبب الوضع الحالي (في البلاد) هو المديرون غير الأكفاء وعديمو الخبرة وغير المؤهلين”، مضيفاً: “ألتزم بالسعي حتى لا تقلق أي أسرة إيرانية على أطفالها”.
وانتقد بزشكيان البرامج المقدمة من قبل جليلي، متسائلاً: “لماذا لم تنفذوا هذه الخطط والحلول التي تتحدث عنها خلال حكومة السيد رئيسي؟ نحن ضد تدخل الحكومة في الاقتصاد وفي الإنتاج وفي البورصة.. سنعيد الهدوء والاستقرار إلى البورصة من خلال عدم وضع القوانين الآنية.. سنستفيد من الخبراء المعنيين ونستعين بهم لتحقيق أهدافنا الاقتصادية”.
وأشار إلى أن “التضخم في حكومة رئيسي تجاوز الـ40% كحد أدنى وهو الأسوأ على الإطلاق، وهؤلاء يعدونكم بكثير من الأمور لكنهم لا ينفذون”.
وقال المرشح الإصلاحي إن “أوضاع السكن في حكومة رئيسي كانت سيئة، وفشلت في تنفيذ وعودها بإنشاء مليون وحدة سنوياً.. وعدت بخفض التضخم إلى ما دون العشرة بالمائة لكنها فشلت.. طهران ستواجه أزمة في المياه مستقبلاً، وكارثة حقيقية تنتظرها إن لم يتم معالجة الأمر سريعاً”.
وتابع بزشكيان قائلاً إن “التدخل الحكومي يجلب كارثة على سوق الأوراق المالية والسوق والمنتجين. ما نقوم به في ما يتعلق بسوق الأوراق المالية هو إعادة الاستقرار والأمن إليه. لن نعوض عجز ميزانية الحكومة من سوق الأسهم”.