- شروق حسن
- 10 Views
انتقد حسين شريعتمداري، رئيس تحرير الصحيفة الأصولية “كيهان“، الأحد 11 مايو/أيار 2025، بشدةٍ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن اعتماده تسمية الخليج بـ(العربي)، معتبرا هذه الخطوة إهانة للشعب الإيراني وانتهاكا للسيادة الوطنية، وأضاف أن استمرار المفاوضات مع واشنطن دون اعتذار رسمي، يُعد تفريطا في الكرامة والسيادة.

حيث کتب حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان، في مقال له، أنه قد أكدت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية البارزة مثل “أسوشيتيد برس”، و”ديلي ميل”، و”سي إن إن”، وغيرها، أن ترامب يعتزم خلال زيارته المقبلة للمنطقة اعتماد تسمية الخليج بـ(العربي).
ولم يتم تكذيب هذا التقرير حتى الآن، بل إن بعض المسؤولين الأمريكيين أكدوه في مقابلاتهم ومقالاتهم.

وتابع أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب في المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والذي– بحسب فريق التفاوض الإيراني– لم يكن قد تجاوز حتى الآن الخطوط الحمراء لإيران في المفاوضات، قال قبل يومين في مقابلة مع “برايت بارت نيوز”، وبنبرة تغيّرت بمقدار مئة وثمانين درجة:
“يجب ألا تستمر أي أنشطة تخصيب في إيران، ويجب تفكيك المواقع الثلاثة الرئيسية: نطنز، وفوردو، وأصفهان بالكامل… يجب على إيران أن تخفض فورا مستوى تخصيب اليورانيوم، وتنقل المواد النووية إلى خارج البلاد، وتحول برنامجها النووي إلى برنامج سلمي بحت… إيران لا تحتاج إلى تكنولوجيا التخصيب من أجل امتلاك برنامج نووي سلمي… إذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة، فسيتوقف مسار الحوار، وسنسلك مضطرين مسارا آخر… وإذا ارتكبت إيران هذا الخطأ باعتقادها أنها تستطيع كسب الوقت في المفاوضات، فسينتظرها بديل سيئ؛ تماما كما قال رئيس الولايات المتحدة!”.
شريعتمداري يهاجم ترامب
وتابع بالقول إن “ادّعاء ترامب بشأن تغيير اسم الخليج (العربي)، وإن كان لا يساوي فلسا واحدا في الواقع العملي، وترامب وزمرته من الأوباش والسفلة أحقر من أن يكون لهم القدرة على تحريف التاريخ وتغيير الجغرافيا المعروفة والموثقة منذ آلاف السنين، إلا أن ادّعاءه الأحمق يُعدّ انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية الإيرانية، وإهانة دنيئة للشعب الإيراني الشريف الغيور في عصرنا الحاضر، ولكل الإيرانيين الذين عاشوا قرونا طويلة في هذه الأرض وارتبطوا بها قلبا وروحا”.
لكن لهذه العملة المزيفة وجه آخر أيضا، وهو- من وجهة نظر ترامب والأوباش الذين اجتمعوا حوله- إذلال الشعب والنظام الإيراني! وذلك في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وقد بلغت جولتها الرابعة.
والسؤال المطروح الآن حسب مقال حسين شريعتمداري: “هل تُولي الولايات المتحدة أي أهمية لتلك المفاوضات؟! إن الإجابة الإيجابية لهذا السؤال، في أحسن الأحوال، (ساذجة). لماذا؟! لأن جميع الشواهد والأدلة المتوافرة لا تترك أدنى مجال للشك في أن المفاوضات، من منظور الولايات المتحدة، ليست سوى حيلة خبيثة”.
فترامب لا يريد المفاوضات من أجل التوصل إلى حلول للمسائل العالقة بين الطرفين، بل يستخدمها فقط كأداة تفاوضية، هدفها إيهام قوى المقاومة والشعوب الحرّة بأن نموذج صمودهم في وجه الاستكبار، في نهاية المطاف، لم يكن أمامه خيار سوى الخضوع للمفاوضات!
وتابع بالقول: “ولحسن الحظ، فقد تم إحباط هذه الحيلة بفضل الفطنة الاستثنائية لإيران، التي استبدلت (المفاوضات غير المباشرة) بالمفاوضات التي كان ترامب يسعى إليها، وجزء من صراخ ترامب واستعراضاته الكلامية يأتي لتعويض هذا الفراغ”.
خلاف التصريحات المتكررة لترامب وبعض المسؤولين الأمريكيين الآخرين، الذين يشيرون إلى أن “الخيار العسكري مطروح على الطاولة”، فإنه لا الولايات المتحدة ولا الكيان الصهيوني يمتلكان القدرة على مواجهة عسكرية مع إيران، وهم يدركون جيدا أنه إذا أقدموا على ارتكاب حماقة كهذه، فسيواجهون ثمنا باهظا لا يُطاق.
الامتناع عن مواصلة المفاوضات
وتابع بالقول: “وأخيرا، من المقرر أن تعقد الأحد 11 مايو/أيار 2025، الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، والسؤال المطروح هو: في ظل ما سبق، وتجاوز الخصم بشكل عدائي وصريح لجميع الخطوط الحمراء التي كانت قد رُسمت وأُعلنت رسميا، هل يُعدّ استمرار المفاوضات تصرفا عقلانيا وحكيما؟!”.
أضاف أنه “وبلا أدنى تردد، يجب القول إن الدفاع عن هوية النظام، والسيادة الوطنية، وكرامة الشعب الذي أُهين، تقتضي ربط مواصلة المفاوضات باعتذار رسمي من ترامب للنظام وللشعب الإيراني، وبنفي التصريحات العدائية التي أدلى بها مبعوثه الخاص في المفاوضات، ستيف ويتكوف، وفي غير هذه الحالة، ينبغي الامتناع عن مواصلة المفاوضات؛ حفاظا على حرمة النظام واحتراما للشعب”.